الكابوس

بقلم الشاعر رجب شعلان

حلمت
انني استدعيت لاقابل القاضي
في الباب كان الحارسان
طلبا مني ان اسير معهما
وطلبا مني ان امد اليدان
لم اكن اعلم انني ساساق كالخرفان
وضعا الاصفاد بيدي
وبنادقهم خلف ظهري
ومشيت
سالت ماذا فعلت
ماذا جنيت
انا بسيط ليس عندي سلاح
ولا اتعاطى السياسة ضد السلطان
ولا اكتب الا ما يرضي الرحمان
لا املك الا قلما واوراق وديوان
وصلنا الى الديوان
كان القاضي الوالي غليظ الشفتان
جاحظ العينان
مثلت امامه رافع الراس
حاولت ان اسال
صرخ بالخفيران
اولم تعلموه ان من يسال هو السلطان
ضحكت
سالني عن اسمي
ورقم هويتي
ورقم هاتفي
ومحل اقامتي وطلب العنوان
وكاتبه يدون على ورقة قديمة الازمان
قال الوالي عليك تهما كثيرة
ووشايات وفيرة
اسمع لائحة الاتهام
ضحكت
قال انت متهم انك لفلسطين عاشق
وانك تمشي تزود الثوار بالبنادق
وان تهمك تقودك الى المشانق
ضحكت
وانك تثير التساؤلات في كل مكان
وانك تكتب حبك في كل زمان
وانك تكتب بحبر من ارجوان
وانك سببت لشعراء السلطان الاحزان
وانك تحرض على الثورة وانت منافق
ضحكت
وطلبت ان اسال سؤال
سكت طويلا وقطب حاجباه
وقال هل انا انتهيت
قلت يا سيدي القاضي
انا ما ارتكبت جناية
نهرني وقال لكاتبه اقفل على ما كتبت
وطلب ان اوقع
ضحكت ورفضت
قال لمى
قلت لتسمعني
انا يا سيدي القاضي وبما انك حاكمتني وحكمت
انا العاشق لفلسطين بجنون
انا المحرض على كراهية الصهاينة والمجون
انا المسؤول عن كل الثورات والحروب
انا المسؤول عن الكوليرا والملاريا والكورونا
انا المسؤول عن صلب المسيح
انا من امر الكفار بمهاجمة محمد وكنت دمه استبيح
لكنني يا سيدي ما تعودت ان اكون منافقا
وللحاكم لن اكيل المديح
اعشق فلسطين حبيبتي
واحب المقاوم لانها عشيقتي
وانجبت لها كل سلالتي
ابنائي وبناتي واحفادي
وفي دفاتر اشعاري كتبت
انني ساموت حرا ان شنقت
فاحكم ايها الجلاد القاضي
فانا اعلم انك امي جاهل ما تعلمت
ولانك من زبانية السلطان ترقيت
وانك من سلالة ابو جهل اتيت
احكم عليي بالموت شنقا لتستريح
لكن قلمي بعد موتي لن ينكسر
وبكل اسرار قبحكم سيبيح

اخترنا لك