ليس أمام هذا الشعب… سوى فرصة ١٧ تشرين

مشروع ذاكرة بقلم مارون الخولي

مؤسس حزب العمال اللبناني و رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان

ثورة ١٧ تشرين هي حقًا نقطة تحول تاريخية في لبنان. تمثلت هذه الثورة في استمرار الشعب اللبناني في التصدي للفساد والسلطة الفاسدة والتطلع نحو تغيير جذري في البنية السياسية والاجتماعية.

“ثورة ١٧ تشرين : رمز التحول اللبناني نحو التغيير” وهي ليست مجرد حدث تاريخي في لبنان، بل هي عبارة عن تحول جذري شهدته البلاد، مما جعلها نقطة تحول في تاريخ لبنان الحديث. تجسد هذه الثورة تجمع الشعب اللبناني من مختلف الخلفيات والطوائف لمواجهة الفساد والسلطة الفاسدة.

كانت للثورة أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. بدأت الشعبية في التطلع إلى تغيير جذري في النظام السياسي الطائفي القائم والمؤسسات الفاسدة. لقد أعادت الثورة تعريف مفهوم الدولة والمواطنة وأعطت الشعب اللبناني إمكانية التعبير عن إرادته و مطالبه بحرية.

واستندت هذه الثورة إلى قيم العدالة والكرامة والحرية. أصبحت رمزًا للمقاومة ضد الفساد والاستبداد. تحدت الشباب اللبناني بالرغم من التحديات والصعوبات التي واجهها لمواصلة تحقيق أهدافهم والمضي في طريق التغيير.

لبنان بحاجة إلى استمرار هذا التحول نحو التغيير والإصلاح. يجب تعزيز القوانين والمؤسسات للضغط على الفاسدين وتحقيق العدالة. ينبغي أن تكون الحكومة ممثلة لإرادة الشعب وتلبي احتياجاته.

إن ثورة ١٧ تشرين لن تكون فارغة إذا تحولت إلى نهج حياة يشجع على الوعي والتفكير الإيجابي والعمل من أجل مستقبل أفضل. يجب أن يستمر الشعب اللبناني في التحدث والتعبير عن آمالهم ومطالبهم من أجل بناء لبنان الحر والمستقل الذي يحلمون به.

تعد ثورة ١٧ تشرين أيضًا نقطة تحول مهمة في مجال العمل النقابي في لبنان. كان الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان من أوائل المؤسسين لهذه الثورة وداعمين قويين لحملتها.

شكلت الثورة منصة للعمال والنقابيين للتعبير عن مشاكلهم ومطالبهم بشكل أقوى وأكثر وضوحًا. توحد العمال والنقابيين الأحرار خلال هذه الفترة للدفاع عن حقوقهم وللمشاركة بنشاط في الحركة التغييرية.

الاتحاد العام ومنظمات نقابية أخرى ساهموا بشكل كبير في تعزيز دور العمل النقابي في السياسة والاجتماع في لبنان. ساهمت هذه الجهود في دفع التغيير والإصلاح في مختلف جوانب الحياة في البلاد، بما في ذلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية.

إن تأثير ثورة ١٧ تشرين على العمل النقابي لا يمكن إغفاله، حيث ساعدت في تعزيز دور النقابات وزيادة الوعي بأهمية العمل النقابي في تحقيق الإصلاح والتغيير في لبنان.
إن الثورة التي توحد الشعب المنتفض على أهدافها التغييرية لن تكون شعارا فارغا ، او مناسبة سنويا نتذكرها ، بل ستتحول الى قوة دفع ونهج وأسلوب جديد في التفكير اللبناني ومساحة للقول وللحرية في لبنان لمحاسبة الزعماء وازلامهم و مافياتهم وعلى سرقاتهم الممنهجة، و على تحاصصهم وعلى فسادهم ، للعودة الى دولة ان الرقابة الدستورية والقضائية والاجتماعية .

ليس من امام هذا الشعب فرصة بعد سوى فرصة واحدة لن تتكرر، ثورة ١٧ تشرين !

اخترنا لك