أيها اللبنانيون، أيها المسيحيون، حذارِ !

بقلم المعارض السياسي ميراز الجندي

يحق لبعض اللبنانيين، وخاصة المسيحيين، أن يرفعوا الصوت ويطالبوا بفيدرالية الطوائف. قد لا يعجبنا ذلك، لكنه حقهم، والطرح لا يخيفنا. نعم، هناك اختلاف في الثقافات بين المناطق، في ثقافة الموت والحياة، ولغة الحرية والتلاقي.

من الطبيعي جداً أن يكون هناك مناطق ذات غلبة طائفية معينة. على سبيل المثال، نجد أكثرية شيعية في جبل عامل، ومسيحية في كسروان، وسنية في مدن الشمال ومعظم محافظة عكار.

في معظم المناطق ذات الصبغة المسيحية، نجد اهتماماً محلياً قبل أن نقول من الدولة، وإن كان من الدولة، فهذا الأمر يُحسب لممثلي هذه المناطق، حيث نجد الصروح السياحية والعلمية والطبية والصناعية والانفتاح وثقافة الحياة، لا لغة الموت والسلاح. هذا الأمر لا يعمم، كما لا يعمم العكس على باقي المناطق. لكننا نشاهد ثقافة الموت والتكفير والكابتاغون التي نجح الحرس الثوري الإيراني فرع لبنان في إسقاطها على الكثير من الشيعة.

وفي مناطق ذات الصبغة السنية، ما زال جلهم يبكي على الأطلال ويعيش على العاطفة ويتغنى بالشعارات لا أكثر. نجد ضمن البيئة الواحدة تفاوتاً، فسنة بيروت أو المدن لا يشبهون الغالبية من سنة المناطق أو الثقل السني في الشمال، عكار والبقاع. هذا توصيف واقعي وحقائق. أقتبس من أحد الأصدقاء بعض الكلام الواقعي وأحذر المسيحيين بمحبة وحرصاً على لبنان السلام والرسالة.

انتبهوا أيها المسيحيون…

المسيحيون في لبنان يتسابقون إلى رئاسة الجمهورية، وأي منهم إذا وصل إلى رئاسة الجمهورية ليس له صلاحية إصدار “هوية قيد” منفرداً. يأتي إليه المرسوم ويمر مرور الكرام بعد خمسة عشر يوماً سواء وقعه أم لم يوقعه رئيس الجمهورية المسيحي، رمز وحدة البلاد!

ومحور (الممانعة) يدعي حماية الأقليات وخاصة المسيحيين، وكبيرهم رئيس النظام السوري بشار الأسد، يدعي ذلك فهجر الأكثرية وعمل على استجلاب الصفوي وفرض سياسة التشيع الصفوية والتفريس!

أيها المسيحيون…

ألا تذكرون عندما رضختم ونصبوا ميشال عون زعيماً مشرقيًا على المسيحيين؟ وكل ذلك صوريًا إذ منعوه من أخذ أي قرار خلال عهده وهو كان أداة وهو معهم؟

رؤساء وزعماء المنطقة من حولنا يتمتعون بسلطات استثنائية، يلغون بنوداً ويعدلون أخرى في الدستور، يحلون المجلس النيابي ويقيلون الوزراء ويعينون غيرهم بـ “شطبة قلم”. أما الرئيس المسيحي الأوحد في الشرق “قطعوا يديه” ومنعوه من التفكير بتاتًا واخترعوا له ميثاقية العيش المشترك و”الخرابيط” التي يتكلم بها محور (الممانعة).

شخصية وصلابة والإيمان بلبنان الرسالة والحرية والانفتاح من العوامل التي تحدد قيمة أو أهمية المواقع. يخطئ من يظن أن الموقع هو ما يجعل من الشخص رمزاً ورئيساً، بل الشخص هو الذي يعطي قيمة وعنفواناً للموقع. نعم، المنصب يسمي الشخص برتوكولياً رئيساً، لكن الممارسة وحدها هي التي تثبت أنه رئيس للبنان أو أداة بيد فصيل أو يطبق أجندة لصالح الخارج. لهذا اليوم، قرار انتخاب رئيس أصبح حبيس الحزب ورهينة أعراف يحاولون فرضها عليكم بغلافات تشاور وحوار. لن يحرروا القرار أو انتخاب رئيس، ولن يقبلوا برئيس إلا أن يكون كميشال عون أداة بيدهم، وقد يقال عنه قوي وجامع للمسيحيين.

انتبهوا من تلك الأفخاخ.

انتبهوا أيها المسيحيون منهم! فإنهم يبيّتون لكم أمراً ما يدبرونه بليل قاتم، ولن تستيقظوا إلا على صباح ليس لصالحكم. لن تقاوموهم إلا باتحادكم لأجل مستقبلكم للبنان الرسالة.

وأخيراً، كلامي ليس تحريضياً أو طائفياً. فلبنان ليس بلد المسيحيين دون المسلمين، ولن يكون للمسلمين أو الشيعة فيه كلمة دون أن يعرف الجميع أن لبنان وطن الجميع، والحرية في لبنان منارة للسلام والمحبة.

اخترنا لك