تحريض كاذب يهدف إلى تبرير استهداف “صهيوني” لـ مطار بيروت

بقلم بلال مهدي

ما كتبته جريدة التلغراف البريطانية عن أن مطار بيروت الدولي هو مخزن للسلاح وصواريخ “حزب الله” الآتية من إيران ليس إلا تحريضًا كاذبًا يهدف إلى تخريب سمعة لبنان الدولية والسياحية، خصوصًا مع بداية موسم سياحي يؤمن مداخيل كبيرة للاقتصاد اللبناني. مثل هذه الادعاءات المغرضة، إذا لم يتم الرد عليها والتصدي لها بشكل فعال، يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على لبنان.

نشر مثل هذه الأخبار دون أدلة ملموسة ليس فقط يضر بسمعة لبنان بل يمهد أيضًا لعدوان صهيوني محتمل على مطار بيروت الدولي، والذي يُعتبر البوابة الرئيسية للبنان إلى العالم. إذا كان هذا الخبر صحيحًا، فقد كان على الجريدة ومن وراءها أن تبلغ وزارتي الخارجية البريطانية واللبنانية ضمن نطاق السرية، لكي يكون للخبر فعالية جدية للتحقق منه ومعالجته ضمن الخطوط الدبلوماسية.

هذا التحريض يستهدف الأمن اللبناني السياحي والاقتصادي. إن قطاع السياحة في لبنان يعتبر من الأعمدة الرئيسية للاقتصاد، حيث يجذب للبلاد آلاف السياح والمغتربين كل عام، مما يساهم في تعزيز الدخل القومي. في حال حصول أي اعتداء صهيوني على مطار بيروت الدولي، ستكون الخسائر فادحة.

استهداف مطار بيروت الدولي يمكن أن يؤدي إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المسافرين والعاملين فيه والمحيط السكني، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للمطار، مما سيؤدي إلى شلل تام في حركة النقل الجوي، ويعزل لبنان عن العالم الخارجي.

ما سيؤدي إلى انهيار السياحة بشكل كارثي، حيث سيتجنب السياح والمغتربون السفر إلى لبنان خوفًا على حياتهم، كما سيتسبب بانخفاض كبير في الإيرادات السياحية، ويزيد من معاناة الاقتصاد اللبناني المتعثر أصلاً.

بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي تدمير المطار إلى تكاليف إعادة إعمار ضخمة في وقت يعاني فيه لبنان من انهيار اقتصادي. كما أن مطار بيروت يلعب دورًا حيويًا في تسهيل التجارة الدولية، وتدميره سيعطل الصادرات والواردات، مما يؤدي إلى نقص في السلع وارتفاع الأسعار.

من الضروري أن يتخذ لبنان خطوات فورية للتحقيق في هذه الادعاءات وتوضيح الحقائق. وعلى قائد الجيش العماد جوزيف عون إجراء تحقيق دقيق وشفاف لمعرفة الحقيقة وكشف هوية الشخص الذي ظهر في التسجيل الذي اعتمدته صحيفة التليغراف كمصدر لها.

كما نناشد الثنائي الشيعي القابض على القرار في المطار تحييد مطار بيروت الدولي عن الشبهات، لأنه المطار الوحيد في لبنان والمتنفس لكل المغتربين اللبنانيين و الوافدين. من الضروري الحفاظ على المطار بعيدًا عن خطر الاستهداف الصهيوني لضمان استمرارية دوره الحيوي في دعم الاقتصاد والسياحة في البلاد.

في الختام، يجب على جميع الأطراف المعنية العمل معًا لحماية مطار بيروت الدولي من أي تهديدات أو ادعاءات كاذبة قد تضر بأمن واستقرار لبنان. يجب أن يتم التعامل مع هذه المسألة بحساسية بالغة وبالتنسيق مع المجتمع الدولي لضمان سلامة وأمن المطار والبلاد ككل.

اخترنا لك