محيي الدين أبو دلة, حاصد القمح الأخير !

بقلم بلال مهدي

محيي الدين أبو دلة، مزارع لبناني من جنوب لبنان، ليس مجرد اسمًا أو شخصًا، بل هو رمز للصمود والإرادة والتضحية. في جنوب لبنان، تلك الأرض التي شهدت الكثير من التحديات والمآسي، يبقى أبو دلة نموذجًا للفلاحين الذين واجهوا الاحتلال بصلابة وعزم لا يلين.

هو ابن قرية الزلوطية الجنوبية، حيث كانت الزراعة هي العمود الفقري للحياة اليومية. مع مرور السنوات في خدمة الوطن، وبعدما تقاعد من الخدمة العسكرية، التزم بأرضه محافظًا على هويته وإرث أجداده المتجذر في هذه الأرض. لكنه لم يكن يعلم أن الأرض التي زرعها ستصبح شاهدةً على بطولته وتضحيته في سبيل وطنه.

مع بداية الاعتداء الصهيوني على أرض الجنوب، لم يكن أبو دلة مجرد مزارع يقف مكتوف الأيدي، بل كان جنديًا في معركة الحياة والحرية. اختار البقاء في أرضه والتمسك بها رغم المخاطر المحدقة، أدرك أن هذه الأرض تستحق كل التضحيات. وفي لحظة من اللحظات الفاصلة، قدم حياته شهيدًا.

جنوب لبنان ليس مجرد منطقة جغرافية، بل هو قلب ينبض بالحب للوطن والشجاعة في وجه التحديات. مزارعوه ومواطنوه يسطرون أروع ملاحم البطولة، حيث يبقى الصمود جزءًا من هويتهم.

إن تضحيات أبو دلة وآلاف المزارعين الجنوبيين تذكرنا بأن أرض الوطن هي أغلى ما نملك، وأن النصر حتمًا سيكون حليفًا لمن يتمسك بالأمل ويضحي من أجل الحرية.

قصص مثل قصة محيي الدين أبو دلة تظل محفورة في ذاكرة الأجيال، تروي حكايات الفداء والصمود، وتبعث برسالة واضحة، رغم كل الصعوبات والتحديات، فإن إرادة الشعب اللبناني وعزيمته لن تنكسر، وسنابل القمح التي زرعها أبو دلة بيديه ستظل رمزًا للنصر المحتوم. وفي كل زاوية من هذه الأرض، هناك آلاف من محيي الدين الذين يحيون الأرض بالصمود والعمل والصبر، ولسوف ينتصرون بالإرادة ليبقى الوطن.

اخترنا لك