زوروني كل سنة مرَّة، حرام تنسوني بالمرة…

كتب أسعد م. الراعي

السنة الرابعة على تفجير مرفأ بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠
خاص بوابة بيروت – مشروع ذاكرة تحية لروح جورج ماضي

هل أصبح ٤ آب ٢٠٢٠ مجرَّد ذكرى فقط؟!
هل أصبح ٤ آب ٢٠٢٠ مجرَّد تسييل الحِبر على الورق؟!
هل أصبح ٤ آب ٢٠٢٠ مجرَّد جَمعة حزينة، مؤلمة، مكبَّلة؟!
هل؟! وهل؟! وهل؟!

٤ آب ٢٠٢٠ جريمة لم يعاقب عليها القانون…

أخجل من الإنسانية اليوم. أخجل من نفسيَ اليوم. تجاه هول ما حدث وبتغيِب تطبيق العدالة أرى أنه ينبغي عليّ التزام منزلي وأضيء شمعة. فالتفجير لا يُقابَل بتفجير، نحن لسنا بشريعة الغاب.

“في جثَّة القتيل دوماً تكمن الحقيقة.”

جميع ضحايا هذا التفجير ملائكة، جميع المشوّهين شهداء أحياء، جميع المتضررين معنويًا، في الممتلكات ومن هاجروا طوعًا، أقول أنتم جبابرة والله سيعوِّض عليكم لا محال. أما باقي الشعب فإن لم يتعلَّم كيف يُصان الإنسان والممتلكات فلا يستبشر بوطن.

الوطن، أهمّ من الرؤساء والحكومات وجميع المسؤولين. بناء الأوطان يبدأ بالفرد والعائلة ومَن حولهم، بناء الأوطان يبدأ بتطبيق القانون واحترام الإنسان والمؤسسات. بناء الأوطان يُحافَظ عليه وتحميه مؤسساته الأَمنية الشرعيّة وكلمة شرعيّة تعني ما يقرّه المجلس التشريعي ممثل المواطن بعد الانتخابات…

“الشعب مصدر السلطات.”

٤ آب ٢٠٢٠ حدث بعد مرور ١٠٠ عام على تأسيس دولة لبنان. مع الأسف، عوض أن نحتفل بالمئوية الأولى بفرح وأسهم نارية واحتفالات على كامل تراب الوطن، تخبَّطنا بمجزرة دم ودمار وبؤس وهجرة…

استفق أيها المواطن ولن “يحكّ جلدك غير ظفرك”. صحيح نحن دولة (مؤسسة) في الأمم المتحدة وأعضاء في جامعة الدول العربية لكننا فرَّطنا واستخفَّينا بسيادتنا. لبنان فوق الجميع وأكبر من الجميع، شاء من شاء وأبى من أبى.

لبنان ليس ساعي بريد وليس مسرحاً يلعب عليه الممثلون. لبنان قيمة فريدة، جوهرة مهما اتسخت تعود وتلمع. إنه أرض الحرية، أرض العنفوان، أرض ملتقى الحضارات يجب أن يُصان بدولةٍ رجالها محترفين رؤيويِّين متفانين مترفّعين عن المصالح الشخصية، يفهمون معنى تحمُّل المسؤولية، يتنحّون ويستقيلون حين يشعرون بعدم قدرتهم على ممارسة مهامهم. الوطن يعيش فيه الطفل والشاب والكهل وطالب العلم وطالب الاستشفاء والمعوَّق والمشرّد والغني والفقير، الخ…

هنا تكمن حِكمة المسؤول السياسي… كفى استهتار، كفى ولدنة، كفى طمع، كفى كذب… بعد ال “كفى” لن أُطيل الكلام.

وإليك يا أخي المواطن اللبناني أتوجّه وأقول لك: تعلّم كيف تحاسب ولا تسكت عن أي شر أو أي غلطة وإلا سوف تنقلب عليك مباشرةً، في كل الأحوال أنت المُستهدف. جرّب، وثق بأنك ستنجح.

ذكرى تفجير المرفأ – مرفأ بيروت الحبيبة – سيبقى الحرقة في قلوبنا حتى الممات. الصبر لأهالي الضحايا والسلام…

اخترنا لك