دعوة لاستعادة الهوية العربية : المجتمع الشيعي بين الانتماء الوطني والتدخلات الخارجية

بقلم محمود شعيب – كاتب وناشط سياسي
@Cho82247Chouaib

يُعدّ المجتمع الشيعي في العالم العربي جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحضارة العربية والإسلامية. تاريخيًا، كان الشيعة روادًا في الفكر، العلم، والثقافة، وساهموا بشكلٍ كبير في بناء المجتمعات العربية وتطويرها. ومع ذلك، يمر العالم العربي بمرحلة تتطلب من أبنائه العودة إلى هويتهم العربية الأصيلة، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية التي تسعى لتشويه هذا التاريخ وفرض أجندات غير عربية.

إن الخروج من العباءة الفارسية، التي حاولت طهران أن تفرضها على بعض التيارات الشيعية في العالم العربي، ليس مجرد خيار سياسي، بل هو استعادة للكرامة والهوية العربية. فالفكر الفارسي القائم على التمدد والهيمنة لا يعبر عن جوهر الإسلام ولا عن قيم العروبة التي تتمحور حول التعايش، الوحدة، والاعتزاز بالتراث الحضاري المشترك.

وليس خافيًا أن إيران استخدمت شعارات المظلومية والمقاومة لاستقطاب بعض الأفراد والفئات، ولكن هل نرى حقًا أن هذه السياسات خدمت المجتمعات الشيعية أم أنها استغلّت مشاعرهم لتحقيق مصالح سياسية ضيقة؟ الحقيقة أن هذه السياسات لم تؤدِّ إلا إلى مزيد من الانقسامات والعداوات مع محيطهم العربي الطبيعي.

لقد كان الأجدر أن يكون ولاء الشيعة في العالم العربي لأوطانهم، لبلدانهم التي عاشت دائمًا على مبدأ الوحدة والتكامل بين مختلف المذاهب والطوائف. ولقد أظهرت التجارب أن الابتعاد عن هذا المبدأ يقود إلى التفكك والضعف. ومن هنا، يجب أن ندرك أن هويتنا العربية يجب أن تكون فوق أي انتماء خارجي، فهي التي تحمينا وتدفعنا نحو مستقبل أكثر استقرارًا وأملاً.

إن الدعوة اليوم موجهة لكل أبناء المجتمع الشيعي، لاستعادة انتمائهم الحقيقي للعروبة وللأمة الإسلامية الكبرى، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية التي لا تسعى إلا لإشعال الفتن وتحقيق مصالحها الضيقة. علينا أن نتذكر أن الفخر بالهوية العربية هو جزء من الفخر بالإسلام، وأن الوحدة العربية هي الطريق الأقوى لمواجهة التحديات التي تواجهنا جميعًا.

فلنقف صفًا واحدًا، شيعةً وسنةً، عربًا بمختلف أعراقنا، ونرفع راية العروبة والإسلام عاليًا.

اخترنا لك