الثورة تحت الرماد ونارها لن تنطفئ

مشروع ذاكرة بقلم علي أبو دهن

كاتب لبناني وأسير محرر من السجون السورية

بدأت فكرة تكوين الثورة ضد الظلم الاجتماعي والإنساني والبيئي والمعيشي، وضد الحكم الأعور الذي لا يرى إلا بعين واحدة، أي ثلث الشعب اللبناني.

وذلك قبل ١٧ تشرين، حين بدأنا مجموعة شبابية مثقفة من كل الأطياف والأديان دعانا إلى الواجب الوطني لنقوم بواجبنا لإنقاذ الوطن المتداعي إلى الهبوط.

قررنا التجمع وتدارس أمور البلد وكيف يمكن أن نخلص لبنان من براثن الساسة الفاسدين الذين يمسكون بكل مرافق الحياة في لبنان، بما في ذلك المجالات المادية والمعيشية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية.

بدأت الاجتماعات وكثرت الآراء وبدأنا بصياغة أفكار تشكلت كأساس لبدء التجمعات لننقل صوت الناس إلى الأذن الصماء للساسة. تزايدت الأمور تدريجياً وأصبحت الاجتماعات تجري في المدن ومن ثم في البلدات والقرى. شبان جدد، مثقفون، وأصحاب حماسة كبيرة انضموا إلينا وسمعنا منهم الكثير. تنوعت الأصوات المنتقدة للحكومة ومعظم الشعب وقف وساند المطالب. أصبحت الأصوات المنتقدة تأتي من كل الطوائف، مما أعطى الزخم للتجمعات الشعبية التي نادت بسقوط الحكومة.

وفي هذا السياق، بدأت الاستعدادات للانتخابات النيابية المقررة قريبًا، وحاولنا بكل جهد إحضار شبان المنظمات والأفراد المستقلين إلى الساحة السياسية والتحضير لهذه الانتخابات. ولكن، كان هناك تباين في الأفكار والمواقف بين أعضاء الحركة، مما أدى إلى عدم تحقيق التوافق الكامل.

ومن ثم، حدثت مفاجأة في ١٧ تشرين، حيث اندلعت الاحتجاجات بشكل مفاجئ دون تحضير مسبق. انضم الناس من كل حدب وصوب، من جميع الأعمار والأديان، وبدأوا بالتجمع والتظاهر. تعبيراً عن غضبهم واستيائهم من الأوضاع في لبنان. انتشرت الاحتجاجات في العديد من المدن والقرى والبلدات في لبنان.

وبالرغم من النجاح الأولي للثورة، إلا أنها لم تتمكن من بناء هيكل قوي ومنظم لإدارتها. بدأ التراجع تدريجياً، وظهرت تحركات غير سلمية ومناوشات. بدأت المشكلات تتسع وتأثرت التجمعات. ظهرت مشكلات أخرى أيضًا، مثل الأزمة الاقتصادية وتفشي جائحة كوفيد، مما ساهم في تقليل الاحتجاجات.

من بين أسباب فشل الثورة تضمنت:
– التباعد السياسي وانقسامات الأحزاب.
– الدخول القوي لليسار السياسي والتأثير على الحركة.
– التصعيد العسكري والتوتر مع القوى الأمنية.
– الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
– القرارات القانونية ضد المتظاهرين.
– عدم تنظيم المتقاعدين.
– عدم إعلان قيادة رسمية للحركة.

في الختام، رغم تلك التحديات والصعوبات، لا يزال الباب مفتوحًا أمام الثورة ومطالبها. إن الجمر ما زال حارًا والرغبة في التغيير لم تمت بعد. نحن شعب لبناني نحمل عزيمة قوية وإصرارًا على مواصلة النضال.

اخترنا لك