اليوم، “يخوض” النواب الـ128 معركة رئاسية محسومة النتائج لمصلحة العماد ميشال عون، بعد أن استوت الطبخة الرئاسية على نار هادئة، هادئة جداً، منذ 2006 حتى اليوم. وعد “حزب الله” حليفه ووفى، ثم التحق به رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع، فاستسلم الرئيس سعد الحريري، ليكمل رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط فتح باب الفرج الاخير. اليوم يدخل “الجنرال” عون قاعة المجلس برجله اليمنى “رئيساً” بعد أن استطال الفراغ الرئاسي على مدى عامين ونصف.
مساء أمس وقبل ساعات من جلسة الانتخاب، كانت المعركة مستعرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ #غداهوالغد و#ناطر_بكرا، وبطبيعة الحال، انقسمت الآراء بين مناصري عون (العونيون وحزب الله) ومعارضيه (حركة أمل ومعارضي خيار الرئيس سعد الحريري). فكيف دارت المواجهة؟
مناصرون : الحلم تحقق
“ورقة التفاهم بين التيار والحزب توازي بأهميتها انتخاب رئيس الجمهورية”، قال أحد مناصري عون، فيما غرّد آخر “غداً نطوي صفحة ونفتح صفحة الشراكة والميثاق والعيش المشترك”. إنه “الحلم الذي سيتحقق بعد نضال استمر لأكثر من 26 عام”، بالنسبة الى العونيين.
صور الجنرال عون والأعلام البرتقالية انتشرت عشية الجلسة الـ46 في الطرقات والشوارع وعلى الأبنية والسيارات، كما ملأت العالم الافتراضي، فالمناصرون كان لهم مطلب موحد وهو “وضع صورة الجنرال احتراما لتاريخه وتتويجاً لنضاله”. بالنسبة لهم، هو “المخلص” و”القائد” الذي سيوحد اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين.
وهؤلاء لم يغفلوا تذكير معارضيهم بأن “المادة ٣٨٤ من قانون العقوبات اللبناني: من حقر رئيس الدولة عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين”، واللبيب من الإشارة يفهم، ومن لم يفهم تكفل أحدهم بالتغريد: #ناطر_بكرا تا يختفي حسّ البعض.
معارضون : ترامب لبنان
في المقابل، كان لمعارضي عون رئيساً آراؤهم المناهضة. أحد النشطاء قارن الجنرال عون بالمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، وقال: ما أشبه عون لبنان بترامب أميركا، الفرق انو الشعب الاميركي وطني يحب وطنه”، فيما لفت آخر إلى أن “المجلس النيابي غير شرعي ولا يمكنه انتخاب رئيس شرعي للجمهورية” تذكيراً بما كان قاله عون عن المجلس النيابي.
أحدهم لمح الى موقف النائب عاصم قانصو، فكتب: “يحكى ان نائبا عن هذه الأمة يسمى #عاصمقانصو قال بالأمس ان انتخاب #ميشالعون يأخذ البلد الى الهاوية واليوم يتبنى ترشيح عون #هزلت”. وقال آخر: “العقل الفكري لدى الجنرال ينقصه جرعات وعي وطني”. فيما ردت أخرى قائلةً: “غداً سيشعر كل لبناني بالخزي بسبب الرئيس الجديد”، مذكرة بالحرب الاهلية التي حصدت أرواح آلاف اللبنانييين، فقال: “كي لا ننس مجزرة شعب لبناني”.
وربط آخرون يوم الاثنين العظيم (31 تشرين الاول) بعيد الهالوين فكتب أحدهم: “غداً الجمهورية ستتنكر بشخص لتمارس تقاليد هذا العيد ألا وهي الخدعة”
هجوم على “العربية”
وضمن هاشتاع #بياعالحليب، شنّ مناصرو عون حملة ضد قناة “العربية” والتي نشرت على موقعها الالكتروني مقالاً بعنوان “حليف “حزب الله” وابن بياع للحليب قد يصبح رئيسا للبنان” وأثار جدلاً واسعاً، فردّ أحدهم قائلاً: “برجالبراجنة وحارة حريك تفتخران بابن #بياع_الحليب الذي سقاهما من عرقه وهو يبيع انتاج بقرة والده.. هذا هو رئيس الجمهورية ميشال عون”. آخرون أكدوا فخرهم بمسيرة الجنرال عون وبمهنة أبيه، فهو “رئيس من الشعب عاش بفقر وتعب وجهد حتى وصل للقمة، فخر لنا ان يكون بنى نفسه بنفسه لا وراثة”، بحسب مناصريه.
الهجوم استمر لبضع ساعات، ومما كتب أيضاً: “وإن كنتم تعيّرونه بإبن بياع الحليب، #غداًهوالغد الذي سيظهر الى العالم أن الطبقية هي صناعة أصحاب العقول المتحجّرة والنفوس الدنيئة…”. وعدّد أحدهم مناصب عون ما قبل الرئاسة، فكتب أحدهم: “ميشال نعيم عون من ضابط مدفعية الى قائد للجيش اللبناني الى رئيس جمهورية”.
“ليلة القصر”.. “عرس الوطن”.. هكذا وصف النشطاء حدث انتخاب الرئيس العتيد، وفي حين احتفل العونيون على نغمات أغنية “راجع راجع يتعمر راجع لبنان” بالحلم الذي تحقق، أعلنت خصومهم الحداد على الجمهورية اللبنانية.. هكذا انتهى الاستحقاق في العالم الافتراضي قبل أن تنطلق جلسة الانتخاب في العالم الواقعي.. أما بعد الانتخاب فغداً لناظره قريب..
فاطمة حيدر