ينتظر لبنان اليوم انتخابات رئاسية طال انتظارها ليس لسنتين ونصف وحسب بل لأكثر من ست وعشرين سنة. ما يُميّز هذه الإنتخابات هو أنّها تتمّ بأجواء توافقية غير اعتيادية على المشهد السياسي اللبناني. ويرتفع منسوب التفاؤل الشعبي إلا أن البعض ينتقد ويعبّر صراحة عن عدم تفاؤله أو تشكيكه بما يمكن أن تأتي به هذه الإنتخابات من تغيير في لبنان.
وتحضرني الملامات الكثيرة التي ألقيت على الفريق الذي قاطع عشرات الجلسات لانتخاب الرئيس، وأسأل أين هم أصحابها الذين لاموا واتهموا ونصحوا وحذروا من التعطيل الحاصل؟ وأسألهم، لو حصل الإنتخاب قبلاً هل كان سيفتح الباب واسعاً للتشديد على الميثاقية والوحدة الوطنية وانصاف جميع مكونات البلد؟
ولئلا نغرق في خطاب السلبية والإنفعالية والإنتقادات والفعل وردات الفعل، أقول لا بدّ أن نضع وراءنا ما حصل ونبحث عن الجمهورية الجديدة التي نتوقعها مع الرئيس القادر الآتي مدعوماً من اجماع فريد وقاعدة واسعة وقدرات خاصة تبرهنت عبر عقود من الأيام. أنا لا أحكي عن جمهورية ثالثة بدستور جديد، بل أحلم بجمهورية جديدة تسود فيها الإيجابية والتشاركية والنشاط والتضامن والإحترام والغيرية بين قادة لبنان ومكوناته.
نحن نحتاج لجمهورية نظيفة غير فاسدة، ولا يسود فيها النكد واللؤم المتبادلان، ولا يحتكم فيها اللبنانيون لخطاب التخوين والسلبية والكراهية والعدائية بل تعمل من أعلى هرمها إلى أسفل قاعدته من أجل الخير العام ومصالح الناس وكرامتهم ورفعة الوطن. ونحتاج أيضًا لحكومة ولبرلمان جديدين يعملان لاقتصاد منتج يستخرج النفط ويدعم الصناعة والزراعة ويفتح فرص العمل أمام عشرات آلاف العمّال والفنيين والإداريين من أهل البلاد.
نحن نحتاج لنهج جديد يهتم بأمن الوطن واستقراره الإقتصادي والسياسي والإجتماعي والديمغرافي. مع انتخاب الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية نطمئن إذ إن فيه ما يحتاجه القائد القادر من ضمير صالح ومعرفة واسعة وقدرة مبرهنة لقيادة بلاده نحو التغيير والإصلاح ورفاهية بنيه.