بوابة بيروت– أعلن الرئيس نجيب ميقاتي، في بيان، ما يلي: “اليوم وبعد سنتين وخمسة أشهر، نطوي صفحة الفراغ الرئاسي في لبنان والتي شكلت فترة ضعف ووهن وإرباك على الصعد كافة أدت الى تعطيل كل المؤسسات الدستورية وحولت الحكومة الى محاور يشل بعضها البعض الآخر، وأغلقت مجلس النواب بحجة شرعية الغياب عن جلسات إنتخاب الرئيس تارة وعدم جواز التشريع في ظل غياب رئيس للجمهورية تارة أخرى. ولا يسعني هنا إلا أن أحيي الرئيس تمام سلام على قدرته على ما تحمله طوال فترة ترؤسه الحكومة وعلى حسن إدارته لإعمال الحكومة بالحد الأدنى الذي كان متاحا. ولا بد أيضا من ان أحيي الرئيس نبيه بري الذي تمسك بحضور كتلته كل جلسات الانتخاب ليكون التعطيل مسؤولية من أراد التعطيل”.
اضاف: “في هذه اللحظة لا بد من تأكيد تمسكنا بالثوابت التي تحترم القاعدة التي أمثل، حين كنت في الحكم لم أتخذ أي قرار الا وتبين مع الزمن لجميع اللبنانيين صوابيته. تبنينا سياسة النأي بلبنان عن أزمات المنطقة، لأن الشعب اللبناني كان منقسما على نفسه”.
وتابع: “لم أتجاهل حقوق من عارضني، بل على العكس تصرفت على قاعدة حماية حقوق جميع اللبنانيين والتوازن بينها، فلا تشفي ولا إستهداف ولا إختزال، وسأظل متمسكا بهذه الثوابت، متكلا على إيماني بالله أولا وعلى القاعدة الصلبة التي تدعمني وأمثلها في مدينتي طرابلس وفي كل لبنان. ومع ادراكي للشعور بعدم الراحة الذي يختلج قلوب الكثيرين، الا انني أؤكد أن لا مكان لأي إحباط أو قنوط في قاموس أبناء الفيحاء وفي قاموس جميع اللبنانيين”.
واكد “ان قرارنا في ما أقدمنا عليه اليوم لم يأت نتيجة ردة فعل او تسرع، بل إستند الى تجارب محسوسة عانى منها المجتمع اللبناني في التاريخ القريب. لكننا نحترم الارادة النيابية التي أفضت الى إنتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، من موقع المسؤولية أولا ومن موقع إحترام الأصول الديمقراطية والخضوع لإرادة الأكثرية تاليا”.
وقال: “انني إذ أتقدم بالتهنئة من فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وأثمر تشديده في خطاب القسم على الثوابت الوطنية، أتمنى أن يكون عهده، عهد أمن وأمان وإستقرار وإزدهار وعهد الاحترام الكلي للدستور وانتظام عمل السلطة الاجرائية، ونحن سنكون، كما كنا دائما، الى جانب أهلنا، ونجد أنفسنا اليوم معهم في المعارضة البناءة التي تبني مواقفها بحسب أداء العهد والحكومة التي ستتشكل، وتنطلق من التزامنا الثابت بمبادئ وتحالفات ليس منطقيا الجنوح عنها عند اي مفترق، ومن مخاوف سابقة نأمل ان يبددها اداء العهد الجديد”.
واعلن اننا “لن نتهاون في قول الحق والإضاءة على الإيجابيات، في الأداء والممارسة، وعدم المهادنة في ما نراه يتناقض والمصلحة الوطنية العليا. سنكون تلك العين الساهرة، فلا تجريح في الإنتقاد ولا مبالغة، ولا مسايرة على حساب المبادىء الأساسية، التي عليها تقوم الأوطان”.
وختم: “أقول لأهلنا في طرابلس نحن معا في كل الظروف والأوقات، وسنشكل القاعدة الصلبة للحفاظ على حقوق الناس وحماية الثوابت الوطنية وإحترام الميثاق والدستور والمطالبة بحقوقكم التي لن تهدر او يفرط بها، ما دمنا معا، يدا واحدة وقلبا واحدا”.