يعتبر تراجع الأسهم الكندية على أبواب الانتخابات الرئاسية الأميركية أمراً عابراً، ومحدود التأثير كما يشهد التاريخ. وفي حين أن هذه الانتخابات ليست كمثيلاتها، يتوقع خبراء السوق الاستراتيجيين مستقبلاً مشرقاً للطاقة في كندا.
تميل الأسهم الكندية الى البيع في ظل التغيير القادم في البيت الأبيض، بغض النظر عن الفائز، علماً أن مؤشر بورصة ” S&P/TSX” قد تراجع في أعقاب ثمانية انتخابات من أصل آخر تسعة جرت في الولايات المتحدة، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرغ. ومع ذلك، فإن التوقعات على المدى الطويل لا تزال إيجابية مع انتعاش أسهم شركات الطاقة، والتي تمثل 21% من المؤشر، ومن المتوقع أن تستمر في تأجيج نمو مؤشر الأسهم الأفضل أداءاً في العالم المتقدم، وفقا للمحللين والمستثمرين.
ويقول هانز ألبرشت: “ستكون هذه فرصة أخرى للاقدام على الشراء فيما نشهد نزيف الأسواق”، ويفيد مدير التمويل في ” Horizons ETFs Management Canada Inc” التي تملك حوالي 4.37 مليار دولار من المبادلات للسلع المنتجة والتي مقرها في تورونتو، أن “هذه واحدة من دورات الانتخاب التي جعلت الناس محتارين بشدة بخياراتهم بين المرشحين. لكنها أيضا مجرد انتخابات. وهذا ما يقودني إلى الاعتقاد أن السوق سيعالج الامر، وما يعيدنا مجدداً إلى مقولة أنه لا يوجد بديل “.
وقد نشرت” S & P / TSX” بيانات حول خسارة تراكمية في أيام التداول الخمسة الأولى بعد 8 من أصل 9 انتخابات ماضية تجري منذ عام 1980 مع متوسط تراجع 1.9% على الفور، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرغ.
وبحلول نهاية العام التي تجري فيه الانتخابات، يميل المؤشر إلى تعويض بعض من تلك الخسائر، حيث سجل المعدل تراجع 0.9%. مضيفا أنه في السنوات التي لم تجر فيها انتخابات، ارتفع مؤشر بالمعدل 2.1% في الفترة من تشرين الثاني إلى نهاية العام منذ عام 1980.
انتعاش النفط الخام
ومع ذلك، لا تعتبر هذه الانتخابات نموذجية مع وجود المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي وعد بتمزيق اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، والتي كانت نعمة على الاقتصاد الكندي، في حين تقف هيلاري كلينتون في مواجهة الصفقات التي لا تخلق فرص عمل. ومن شأن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية أن يقلل من قيمة مؤشر S & P 500، والمملكة المتحدة، وأسواق الأسهم الآسيوية بنسبة 10% إلى 15%، وفقا لما أورده أساتذة الاقتصاد جوستين ولفرز واريك زيزيفيتز في ورقة نشرتها “بروكينغز”.
وطرحت التوقعات بخصوص أرباح الشركات تقدماً مهماً للمؤشر الرئيسى الكندي، والذى تقدمت 12% حتى الان. وارتفع مؤشر S & P / TSX 0.3% الى 14,644.20 الساعة 09:50 في تورونتو. في حين رد سعر الخام مجددا بعض مكاسبه في الأسابيع الأخيرة، وبقيت الأسعار أعلى بحوالي 75 % من أدنى مستوى في 13 عاما لها في شباط. ويرى محللون أن منتجي الطاقة يستعدون لتقديم زيادة في الأرباح تصل الى خمسة أضعاف في عام 2017 على خلفية هذا الارتداد، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرغ.
فيما أفاد الرئيس التنفيذي في” كالدويل سكيوريتي” توم كالدويل: “هناك الكثير من الخطابة في الحملات السياسية، وأحيانا أول رد فعل من الناخبين يكون (يا إلهي، انهم ذاهبون لتنفيذ جميع الالتزامات والوعود) ما سيخيف الأسواق قليلا،” وأضاف: “وبعد ذلك يدرك الناس انه مجرد حديث انتخابي وأنه من الصعب في الواقع تحقيق أي شيء مما سيق ذكره.”
وقال كالدويل أن “الشركات الكندية التي تعتمد على التصدير، بما في ذلك شركة تصنيع قطع غيار السيارات ” ماجنا انترناشيونال” و”لينمار” ومنتجي الأخشاب مثل “نوربورد”، قد يكونون معرضون للمشاكل كيفما سارت الامور، وبالاخص في حال فوز ترامب.” فيما يعول كالدويل على عملاق النفط والغاز “صنكور انرجي” و”تيك للموارد”، والمناجم المدرة للاموال على أنواعها وهي الأفضل أداءً في كندا خلال السنوات السبع الماضية، وكذلك شركة “باريك للذهب”، باعتبارها وسيلة لاستخدام الذهب عندما تتخذ الامور منعطفا سيئاً.
وقال كبير محللي الأسهم الكندية في “RBC كابيتال ماركتس” مات باراش أن “الطاقة هي أكثر أهمية بكثير للأسهم من تجارة المصانع ما وراء الحدود.” وتابع “هذا هو احد الامور حيث نجد أن ما هو سيء لكندا ليس بالضرورة سيئاً لبورصة TSX”.
وقال باراش “في المقابل ستستفيد كندا من السياسات الأخرى لترامب كتلك المتعلقة بالطاقة وخطوط الأنابيب. وهو قد صرح انه يريد إلغاء اتفاقية المناخ باريس وأن يسأل شركة “ترانس كندا كورب” أن تعيد طرح مخططها لخط أنابيب “كيستون XL”، الذي سيربط الرمال النفطية في كندا إلى ساحل الخليج الأميركي”.
تلاشي الخوف
كما أفاد ألبرشت مدير التمويل في ” Horizons ETFs” أنه “يمكن لأسواق الأسهم أن تعبر وتترك خلفها الكثير من القضايا، وهذا الوضع ليس مغايراً، حتى فيما يتصرف المستثمرون – وبالأخص في الولايات المتحدة- على نحو مثير للريبة في الوقت الحالي”، وأضاف “ان مؤشر التقلب CBOE ارتفع نحو 48% منذ 24 تشرين الاول حيث أعاد مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح التحقيقات حول رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون.
وأشار ألبرشت الى أن “مخاطر العنوان الرئيس (headline) هي بمنتهى الجدية، ونظرا الى بقاء أسبوع واحد على الانتخابات، فإننا نعيش حال من التوتر”، وختم ألبرشت “هناك فرصة لكي تتلاشى تجارة الخوف ما سيكون مثمراً للغاية.”