ليبانون ديبايت- وليد خوري
فاجأت زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي القصر الجمهوري واجتماعه ” المطول ” مع الرئيس العماد ميشال عون بعد اقل من ٤٨ ساعة على انتخابه وتعجب المراقبون ، وأثارت الزيارة جملة من التساؤلات ، مطلقة العنان لمخيلات الكثيرين ، خصوصا ان العلاقة بين الرجلين رافقها ” طلعات ونزلات ” ، نجمها “حروب التمديد” للمرشح الرئاسي جان قهوجي.
زيارة ذهبت مخيلات الكثيرين الى اعتبارها استباقية من قبل القائد “خوفاً من الانتقام العوني” وتصفية الحساب .. غير ان حسابات البعض لم تتطابق وبيدر رفيقي السلاح ، فلا الضيف عرض الاستقالة من منصبه ولا المضيف طلبها ، خلافاً لكل ما يتردد ، اذ كان اللقاء ودياً وجدانياً حكمت غالبه ذكريات مشتركة عن فترة رسمت الخطوة الاولى في رحلة ال٢٦ سنة للعودة الى حيث انطلقت من “بيت الشعب”.
مصادر مطلعة على اجواء اللقاء اشارت الى ان العماد قهوجي الذي قدم التهنئة للرئيس عون واضعاً نفسه حكماً بتصرف الرئيس بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وضع سيد بعبدا الجديد في صورة المساعدات والمرحلة التي وصلها تجهيز الجيش.. فضلاً عن مناقشة الوضع الامني العام في البلاد، قبل ان ينتقل الحديث الى جانب وجداني مسترجعين ذكريات حرب التحرير ومعارك ١٣ تشرين الاول في ال٩٠ ، حيث كان يشغل يومها الرائد جان قهوجي منصب قائد الكتيبة ١٠٣، ومعه الملازم اول كميل ضاهر، في اللواء العاشر المجوقل تحت قيادة العميد مخول حاكمة، والذي كانت بقعة انتشار وحدته العسكرية في منطقة ضهر الوحش ، حيث استمر في مواجهة القوات السورية المتقدمة حتى الرابعة بعد الظهر ، قبل ان يتم اعتقاله لمدة ١٥ يوماً من قبل قوات الاحتلال السوري.
وفي هذا الاطار تكشف مصادر سياسية الى ان ثمة رغبة لدى الافرقاء السياسيين وفي مقدمتهم حزب الله ان يستمر العماد قهوجي في مهامه حتى ايلول المقبل نظرا للثقة الداخلية والخارجية التي يتمتع بها والضمانة التي يوفرها لجميع الاطراف، معتبرة ان مسالة استقالة قائد الجيش في حال تعيين العميد شامل روكز وزيرا للدفاع، لاسباب مرتبطة بالتراتبية العسكرية، يجري حلها من خلال عدم توزير العميد روكز في حكومة العهد الاولى التي لن تعمر كثيراً.
وتتابع المعلومات بان العماد قهوجي لن يتخاذل عن القيام بمهامه وتنفيذ الاوامر الصادرة عن السلطة السياسية ، وبالتالي تسليم الراية في اية لحظة يعين فيها قائد جديد للجيش، كاشفة ان عماد اليرزة لم يتصرف يوما من منطلق انه مرشح رئاسي حتى انه كان يردد في الدائرة المقربة منه ” انا لا اسعى للرئاسة ولا اريدها اما في حال تم اختياري فلن اتاخر في تلبية النداء” ، لذلك كان من الطبيعي زيارته الى بعبدا وحسمه للكلام والسيناريوهات الجاري تداولها والتي “حشر ” فيها اسماء ضباط ، ما اثر على معنويات العسكريين.
من هنا يقول المعنيون ان “الاستراحة” التي فرضتها مرحلة الانتخابات ووصول الرئيس ، انتهت وعليه سيعاد تفعيل العمل لاثبات بما لا يقبل الشك خطأ ما كان يسرب عن ان العمليات النوعية التي نفذها الجيش في الفترات السابقة لا علاقة لها بالسياسة او بالرئاسة. وعليه فان مبررات الخوف من اي فشل قد يؤثر على الرئيس سقط, ما يعني العودة الى العمليات النوعية وتحقيق الانجازات بنمط اسرع مما كان سابقا.
بين الرابية واليرزة حرب ضروس واشتباك حول الشرعية… اما بين الرئيس الجنرال والعماد القائد, إمرة وطاعة, شقفها القانون وحدودها “رفقة ًالسلاح… حدود ما بعدها حدود.. قد تنتهي ايلول المقبل… او قبله في حال اختير العماد وزيراً