اعتبر الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اننا في حزب الله ظلمنا كثيرا واتهمنا كثيراً بموضوع الاستحقاق الرئاسي خلال عامين ونصف، وحصل تجني علينا ويستطيع من ظلمنا ان يرجع حسابته ، لافتا الى انه بشكل اساسي “حكاية” ان حزب الله لا يريد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيساً وهو يكذب عليه، ونحن لم نكن في يوم من الايام خداعين، وبعدها ترقوا وقالو ان حزب الله لا يريد رئيس ومشروعه الفراغ وبنوا على ذلك الكثير من الاوهام ولم يترك شيء اقليمي ودولي الا وحملونا اياه.
وخلال ذكرى تكريم أحد قادة حزب الله الراحل مصطفى شحادة ، واشار الى انه قيل بان حزب الله يسجن الاستحقاق الرئاسي من اجل الملف النووي الايراني وقلنا لهم ان على طاول المفاوضات في فيينا لا يوجد سوى الملف النووي، وتبين ان كلامنا صدق وكلامهم كذب.
اضاف:”قالوا ان حزب الله يسجن الاستحقاق الرئاسي بانتظار ما يجري في سوريا وقلنا لا تنظروا الى ما يجري سوريا، ووصلنا الى 31 تشرين الاول وتبين ان لا علاقة بالملف النووي ولا بالوضع في سوريا، ايران وسوريا ارادا لهذا الاستحقاق ان يكون لبنانياً بحتاً ومن اراده غير لبناني هو غيرنا”.
واكد اننا منذ اللحظة الاولى كنا صادقين بموقفنا وبدعمنا للرئيس ميشال عون ولم نتخلف عن هذا الموقف وكل ما كان يمكن لانجاز الاستحقاق ووصول عون فعلناه.
ولفت الى انه حتى بعد الانتخاب هناك من يصر ان يقول انه هو صاحب الفضل لكن هناك جهة تقول انهم حشروا حزب الله لذهابه للاستحقاق الرئاسي، قائلا:”يا حبيباتي ليش ما حشرتونا من سنتين ونص” وكان ظهر من المخادع ومن الصادق، وهناك من يصر على الانتصار، وتبين ان هناك منتصرين في البلد وقالو ان حزب الله يريد الفراغ فدعموا عون لاسقاط مشروع حزب الله، متسائلا:”لماذا لم تهزمونا من سنتين ونصف؟“.
واكد انه “مع ذلك نحن نقبل ان يقولو ما يريدون والمهم ان بعد 31 تشرين الاول يوم آخر في لبنان وفي الاسابيع الماضية رغم اشتداد الحملة لم نعلق لان هدفنا ان يتحقق الانجاز”.
واكد ان “كل ما بيننا وبيننا فخامة الرئيس العماد عون هو الثقة ونحن تكفينا هذه الثقة، فعون رجل صادق وشفاف ومستقل وانا لم اجامله، وعون لا يتبع احد لا دولة ولا سفارة وهو يعمل ما يريح ضميره”، موضحا ان “كل ما بينا وبين عون الثقة ولسنا متقفين على شئ ولا يوجد صفقات معه وتكفينا هذه الثقة، ونحن مطمئنون ان الذي سكن قصر بعبدا صادق وشخصية وطنية وهو “جبل” وهذا لا يشترى ولا يباع، ووصلنا لما كنا نريد”.
وشدد على انه “يجب ان نتوقف ملياً امام الدور الايجابي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم الانتخاب وادارته الدقيقة لانجاز هذا الاستحقاق، وبالرغم من اعلانه موقفه بعدم التصويت لعون وبالعبة السياسية كان يقدر بري ومعه اخرون تطير النصاب وحافظ على النصاب واثناء الجلسة عندما حصلت الهمروجة التي فعلها بعض النواب، في “ناس عملت على تاجيل الجلسة”، وبري كان حاسماً وقوياً في ضبطه ومنعه لاي تسرب في الجلسة وادار التصويت الى ان انتهى الى انتخاب عون، وكان مجهز خطاب التهنئة بالرغم من موقفه وبكل الاحوال مجريات الجلسة هي شهادة لبري الذي يثبت مرة جديدة انه رجل دولة بامتياز وانه الضمانة الكبرى في الزمن الصعب”.
اضاف :”خلال الاشهر الماضية كنت اذكر عن الحليف الشريف رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، ولا اريد القول للتمجيد بفرنجية، هو حتى بعد ان رشحه تيار “المستقبل” للرائاسة كان لديه فرصة للوصل ومن اللحظة الاولى التزم معنا، وقال انا اقدر حراجة الموقف وانا لن اذهب الى جلسة الانتخاب اذا انتم تغيبتم عنها، وكان يقدر ان يذهب الى الجلسة، وكتلة “الوفاء والمقاومة” وتكتل “التغيير والاصلاح” بمفردهما لا يتمكنان من تعطيل النصاب، وفرنجية عطل الجلسة التي كان سينتخب فيها رئيساً، هذا يعني الحليف الشريف والرجل الرجل، وهذا ما تسطيع ان تأمنه على مقاومتك ووطنك”.
وراى ان الضمانة الحقيقية لبناء دولة وقيام وطن وتطور بنية الدولة هو صدق الالتزام بين القيادات السياسية في البلد، ودائماً السياسي ” الشاطر” في السياسة اللبنانية هو من يكذب ولا يفي بالتزاماته، موضحا انه على سبيل المثال فان حزب الله يعتبر من “المعترين” لانه صادق بالتزامته، وفي هذا البلد اذا بقيت الناس تخاف من بعضها لانه امام اي مصلحة تترك التفاهمات وهكذا لا يبنى بلد.
ودعا الى ان يتعاطى الجميع بايجابية مع العهد الجديد ولنعتبر اننا امام فرصة للانطلاق سويا للحفاظ على بلدنا لمواجهة التحديات في هذا المحيط الصعب، مؤكدا ان رهاننا كبير على قدرة عون على ادارة كل الاستحقاقات بصدر واسع وابوة للجميع.
في ملف الحكومة، توجه بالشكر لرئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام الذي ابدى صبر وحكمة وهدوء والبلد كان يحتاج هكذا شخصية لادارة الازمة باقل الخسائر الممكنة وهو بذل جهود كبيرة، لافتا الى اننا نأمل ان لا تطول فترة تصريف الاعمال، ونحن لم نسمي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ولم نسمي احد لكننا قمنا بكل التسهيلات الممكنة ليحصل هذا التكليف لتبدأ مرحلة جديدة في البلد.
واشار الى ان العنوانين الاساسية التي نتطلع اليها في المرحلة المقبلة اتركها لرئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي سيجتمع مع الكتلة ومع الحريري.
ولفت الى اننا ندعو الى تشكيل حكومة وفاق وطني فهذا البلد بحاجة الى حكومة وحدة وطنية، وهناك من يتمنى ان يكون احد في المعارضة حتى “يقش يمين شمال”، مشيرا الى ان ما تم تداوله في وسائل الاعلام حول مسألة الحكومة المقبلة والتفاوض، ففي الحكومات الماضية التي شاركنا فيها مع التيار الوطني الحر كان يحصل تفاوض على الحقائب وكان التيار يشعر بالغبن فكنا نحن حزب الله وبري نقول لتكتل التغيير اذا لم تشاركو نحن لا نشارك وكنا نفاوض ليحصلو على ما يرضيهم، وكان يتأخر تشكيل الحكومة مع العلم انه بحسب التوزيع المعني يالحصة الشيعية يكون محسوم ومنا نرفض نحن وبري ان ندخل الى حكومة لا ترضي التيار الوطني الحر.
اضاف:”الان بالنسبة للحكومة القادمة فيما يعني موقفنا يكفي من الناحية التكتيكية البحتة، واذا كان بري لا يشارك اذا لم يشارك التيار، فمن الطبيعي ان نقول اليوم اذا لا يشارك بري وحركة امل في الحكومة القادمة نحن لا نشارك، ولا احد يزايد علينا في موضوع العهد الجديد، ومن حق بري على التيار الوطني الحر ان لا يشارك في حكومة لا يشارك فيها بري“.
ولفت الى اننا غدا او بعد غد سنلتقي الرئيس المكلف وسنقول له ان المعني في الحقائب والحصص عن حزب الله وحركة امل هو الرئيس نبيه بري ونحن نتابع معه اتصالاته وهو المعني بهذا التفاوض.
واكد ان ليس هناك احد منا يريد ان يعطل او يؤجل وهناك نقاش طبيعي من المفترض ان يحصل، واذا حصل ايجابية تمشي الامور، موضحا انه في مكان ما يمكن ان يخرج احد يقول ان امل او حزب الله او سوريا لا يريدون الحريري رئيسا ويريد ابقائه رئيساً مكلفاً ضعيفاً وهذا غير صحيح على الاطلاق.
وشدد على اننا وفريقنا لدينا نية تعاون ونريد لهذا العهد النجاح، وننتظر نتيجة المباحثات الحكومية، واذا يمكننا القيام بدور ايجابي سنقوم به، والمطلوب التعاطي مع بري بصدق.
وفي الملف الداخلي، اعتبر ان اللبنانيين امام مرحلة جديدة ونوعا ما هناك استقرار امني بفضل دماء الشهداء من الجيش والمقاومة وهذا انجاز مهم، واليوم هناك تقارب سياسي معقول ونحن امام عهد جديد، اما في الاقليم لا يوجد افق بل المزيد من الحروب المشتعلة ونحن اليوم امام فرصة تارخية لحماية بلدنا لحل المشاكل والقضايا العالقة يمكننا تأجيلها.
وفي الموضوع الاقليمي ، لفت الى ان وعد بلفور الذي اسس على اساسه اسرائيل، افان لانكليز فكر بمنطقتنا كيف يمكن تقسيمها وكانت فلسطين هي الخيار، وعندما نقارب موضوع اسرائيل الوقفة امام هذا الوعد واعادة تثقيف الامة كله مهم ، وهو وعد بلفور اقام دولة ولكن لا يمكنها الاستمرار وهي مسالة وقت.