بعد وفاة الملحن فؤاد عواد جراء صراع مع المرض، نعاه الكاتب مروان نجار، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، فقال: “فؤاد عوّاد، حتّى في رحيله… سبّاق!”
وأضاف : “هذا الذي أضحكنا كثيرًا في زمن ندرت فيه مناسبات الضحك والحبور، تحت قذائف الحقد المدروس ووابل الأطماع المتنكّرة…
هذا الذي عرفتموه باسم “فارس ابن ام فارس” ووصفتموه بعبارة “وحيد إمّو” وردّدتم وراءه حقيقة ساخرة تقول: “صبي… وين بدّو يروح؟”…
هذا الفنّان الشامخ فوق خفّة المتضاحكين، الممتلئ علمًا وأنغامًا وإيجابيّةً في مواجهة أعباء الحياة…
وضع الألحان والكتب، علّم أجيالًا وأعلامًا، حمل الموسيقى بعفويّة مطلقة كما يحمل طويل القامة قامته أو جميل المُحَيّا وسامته…
الكبير بصمته وبأقواله، المتميّز بمرحه وبرصانته، الجميل الروح والجاهز أبدًا لكلّ أنواع التبسّم…
قال لعائلته المتحلّقة حوله في لحظاته الأخيرة: أنا جاهز. ثمّ نادى العذراء ويسوع برفق كأنّه لا يعبّر الا عن شوقه إليهما…
وبصفاء يليق بسيرته النقيّة، حمل إيمانه وألحانه وعلى إيقاع ذوقه الرفيع انتقل فأخجل دموعنا من أن تقاطع سموّ ارتقائه فوق دنيانا.
انتقل فؤاد عوّاد فلا تذرفوا الدموع.
رحل ابن “المعلّم إميل”… المايسترو الرائع… العدد الذي لا حصر له من شخصيّات نابضة لطالما أضحكتنا في جلساته…
راح صاحب الـ comment ça va؟ والـ “مبارح على كل حال يوم” في مسرح سامي خيّاط…
وسبقنا صاحب الاجتهادات المعجزة في عالم العزف والغناء والتأليف الموسيقي والبحث المنهجيّ الخلّاق…
أطمئنُ محبّيه، فقد مضى والبسمةُ على وجهه، رغم ألمه الواضح والعميق على رحيل ملحم بركات وعلى عبثيّة التحوّلات في البلد…
رحل والعبارة اللطيفة جاهزة على طرف لسانه، وحبّ المعرفة والتعلُّم يملأ منه أواخر الأيّام…
سبقنا، لا حبًّا بالسباق بل لأنّه، في الإيمان كما في الموهبة، عاشقٌ مشتاق”.