احتدمت المنافسة بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في السباق إلى البيت الأبيض في الساعات الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية.
الانتخابات المقرر عقدها في 8 نوفمبر 2016 وفق استطلاعات وتحليلات ترجح فوز كلينتون على الأرجح رغم فرص ترامب غير القليلة في اللحظات الأخيرة في بعض الولايات المترددة.
فقد ذكر موقع “رييل كلير بولتيكس” أن متوسط استطلاعات الرأي الوطنية يشير إلى أن هيلاري كلينتون تتقدم بـ2.3 نقطة على خصمها على الصعيد الوطني (45% مقابل 42.7%) ما يعني فارقاً بسيطاً جداً. وأشار الموقع إلى أنه تبقى “المفاجأة الأكبر في أن ترامب ومع اقتراب خط النهاية يحظى بفرصة حقيقية للفوز بالرئاسة، ولو أن هيلاري كلينتون تبقى الأوفر حظاً”.
وفي ظل الاتهامات والاتهامات المضادة لكلا المرشحين، يبدو الناخب الأمريكي في حيرة من أمره رغم دعم وتأييد الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية من صحف وقنوات إخبارية وممثلين ومغنين لكلينتون حتى بات ذلك واضحاً للعيان في التغطيات الإعلامية والحملات المكشوفة التي يترأسها نجوم هوليوود وأشهر المغنين في الولايات المتحدة.
فتحت عنوان : ” استطلاعات الرأي: تقدم كلينتون على ترامب بهامش ضئيل”، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى ما أظهرته آخر استطلاعات الرأي من تقدم كلينتون على منافسها ترامب بهامش ضئيل. وعلق موقع “بوليتيكو” على الانتخابات بالقول: “في الوقت الذي يشارف سباق المتنافسين المحموم على نهايته، شهد الكثير من المفاجآت والفضائح والسجالات التي صعقت العالم قبل أن تصعق الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن “كلينتون تحصل على ما يبدو على دعم متأخر من الناخبين اللاتينيين إذ أوضح تصويت مبكر أن نسبة الإقبال بين هذه الفئة كان كبيراً في الولايات التى يعول عليها دونالد ترامب للفوز”. كما نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” في تقرير إن ما نشهده اليوم في الولايات المتحدة معركة شرسة بين المرشحين لجاَ فيها الطرفان إلى تلويث صورة الآخر بشتى الوسائل”. وهذا ما أكدته صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير آخر لها عن الانتخابات بالقول: “هناك معركة وحشية شوهت صورة أمريكا في نظر مواطنيها والعالم أياً يكن الفائز في تلك الانتخابات الرئاسية”.
كما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً آخر يظهر أن السباق الرئاسي الحالي هو الأكثر غرابة فى التاريخ الأمريكي. وأضافت: “أصبح السباق الرئاسي أكثر منافسة فى الكثير من الولايات الحاسمة، مع فرص كبيرة لكلينتون في الفوز على ترامب”. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن” هناك 15 ولاية ستحسم هذه الانتخابات ومن هذه الولايات أريزونا وكولورادو وجورجيا وأيوا ونيفادا وميتشيجان”.
من ناحية ثانية، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً نقلت فيه عن مسؤولين لم تُسمهِم بالولايات المتحدة وهم يحذرون من القرصنة التى زعمت أن روسيا تدعمها. وقالت الصحيفة: “لقد أحدثت القرصنة الروسية ضجة إعلامية كبيرة في هذا الموسم الانتخابي” مرجحة أن تستمر هذه القرصنة حتى العام 2018. وأشارت الصحيفة إلى أن “موسكو تسعى إلى التأثير في السياسات الأمريكية والانتخابات ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في أوروبا. أيضاً”.
ونشر “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية” (كير)، استطلاعاً يبين أن 86% من الناخبين المسلمين أعربوا عن نيتهم المشاركة في الانتخابات في 8 نوفمبر إذ أشار نحو 72% من المشاركين بأنهم يرغبون في التصويت لصالح كلينتون، مقابل 4% يفضلون التصويت لترامب.
أيا يكن الرئيس الأمريكي هذه المرة، فإن ما سنشهده هو تغير حاد في السياسة الخارجية الأمريكية وفق ما تشير إليه توقعات الخبراء والمحللين السياسيين. ففي حال فوز كلينتون وهي ليست بجديدة على البيت الأبيض فإن ذلك يعني التوجه نحو النزعة العسكرية والاهتمام بالتدخل في شؤون الدول الأخرى عسكرياً ما يعني حتما صداماً مع عدد من الدول منها إيران والصين وروسيا. وفي حال فوز ترامب فإن الاهتمام سيكون داخلياً منصباً على الاقتصاد مع إعطاء فرصة للحوارالسياسي مع الدول وخصوصاً الصين وروسيا في قضايا تهم الأمن الدولي.