هزت قصة الطالبة السورية في كلية الطب البشري التي فوجئت بجثة شقيقها المعارض في قسم التشريح ضمائر السوريين وكل من سمع بها، حيث أكدت صفحات موالية ومعارضة للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” اختفاء شقيق الطالبة منذ سنوات بعد اعتقاله من قبل نظام الأسد لتراه شقيقته بعدها على طاولة التشريح في الجامعة، مما سبب لها صدمة عنيفة.
وقال كرم خليل، المعارض السوري، في لقاء مع “ايلاف”: “نظام ديكتاتوري فاشي هو أقل ما يمكن أن نوصف فيه نظام الأسد الذي لم يكن يملك أدنى رؤية لمشروع نهضوي أو برنامج تنموي يخدم الشعب السوري، أو يرفع من شأن سورية ويرقى بها لمستوى الدول المتقدمة ولم يكن في يوم من الأيام أميناً على مصالح الشعب ومقدرات الوطن، لأنه ببساطة لا يعترف أن للشعب السوري أدنى حق للعيش بحرية تحت سقف سوريا، معتبراً أن أرض الوطن وماءه وهواءه ملك له وهو المتفضل على الناس بما يملكون”.
فرق تسد
وأضاف خليل : “النظام السوري السفّاح أخرج من المجتمع السوري ثلة من الحثالة وأفسدها أكثر من ما هي فاسدة، معتمدا على سياسة فرق تسد، وعلينا ان نراهن على باقي المجتمع السوري الأصيل… وبالتالي علينا إحياء روح التعاون وإنتاج الفكر الواعي والسياسة الديمقراطية ونحارب لنصرة فكرة الحرية والكرامة والانسانية التي كانت بشكل من الاشكال وراء الانفجار السياسي والاجتماعي للثورة السورية، واكتشاف كبير لبعد سياسي يضع هذا الخط جانباً لجهة اعتبار أن أي نظام استبدادي معادي للإنسانية، خاصة أن الثورة السورية تجاوزت الحقل السياسي نفسه إلى موضوع وجودي له علاقة بكل شيء وأثبتنا في ثورتنا للعالم ان الشعب السوري قاوم نظام بشار الأسد الوحشي أكثر من مقاومة الشعوب الأخرى بشهادة الجميع”.
وتابع : “السوريون مصابون بالذهول ازاء هذا العنف ونحن لا نكاد نصدق ان يصدر هذا عن شخص مفترض أن يكون شخصاً يقع في موقع المسؤولية أولا وعلى اعتبار أنه طبيب ثانيا ويفترض به أن يكون بشكل من الأشكال انسان وليس مجرم وسفاح. البراميل المتفجرة التي تلقى على المدن المأهولة، وعلى الأحياء وساكنيها ترمز إلى بدائية النظام السوري و وحشيته، ونفاق أصدقاء سورية.. هذا كله بات معروف للجميع. وإذا تحدثنا عن انتهاكات ضد الانسانية وممارسات هي غاية في الوحشية فإننا نتذكر صور المنشق قيصر التي سربت للعالم صورا عن أحد عشر معتقل قد قضوا تحت التعذيب بصورة بشعة”.
استسلام
أما عن الحادثة اللاأخلاقية والتي تعرضت لها شابة في كلية الطب بجامعة دمشق عندما دخلت غرفة التشريح ووجدت أن هذه الجثة هي لشقيقها الذي اختفى قسريا عند أحد الحواجز التابعة للنظام السوري، قال خليل: “هنا نعلم تماما أننا أمام نظام سادي يستمتع بما يقوم به من جرائم أو انتهاكات حتى لحرمة الأموات. ما أرغب أن الفت النظر له هو انتقامية النظام بهذه الطريقة النازية لأن هجومه الشامل الأخير على المناطق المحررة مستعينا بالنظام الروسي انتهى في الواقع إلى دمار فقط، من دون تقدم جدي يُذكر لقواته، هذا نظام يدرك تماما أنه غير قادر على الانتصار ويريد حرفيا أن يقتل البشر وأن يدمر البلد فقط…لا يوجد أوقح ممن يدافع عن الظالم وعن الاستبداد، ويتهم الضحية بأنها تمردت، ومن وقف معها حين تمردت على الظلم. رقم قياسي في الوقاحة والتطاول والعمى عن رؤية معاناة البشر”.
متذكرًا “نبرة الجندي الذي يعذب المعتقل أمام الكاميرا وهو يصرخ في وجهه “بدك حرية؟ هاي الحرية اللي بدك اياها؟”.
وأضاف : “لا ننسى أن الأجهزة الأمنية هي أساس الأزمة السورية لأن أي حل سياسي في سورية في ظل استمرار القبضة الحديدية للفروع الأمنية لن يكون حلاَ سياسياً بل وثيقة استسلام لها، وبقاء هذه الأجهزة الأمنية لن تصل بسوريا إلى أية نهاية مستقرة، ويجب تحديد مصير هذه الأجهزة قبل تحديد مصير الأسد لأنهم أدواته في ارتكاب الجرائم والانتهاكات كما نرى في هذه الحرائم ومثيلاتها”.