صرح العاهل المغربي محمد السادس، أن قرار عودة بلاده إلى الاتحاد الإفريقي قرار منطقي وليس تكتيكيا، وجاء بعد تفكير عميق.
وقال الملك في كلمة، من العاصمة السنغالية دكار، وجهها إلى الشعب المغربي، بمناسبة ذكرى مرور 41 عاما على “المسيرة الخضراء” التي نظمها المغرب عام 1975 لاسترجاع أقاليمه الصحرواية من الاستعمار الإسباني، قال إن المغرب سيعود إلى مكانه الطبيعي، وهو لا يتدخل في الشؤون الداخلية لباقي الدول الإفريقية.
كما شدد على أن “عودة المغرب إلى أسرته المؤسسية القارية لن تغير شيئا من مواقفه الثابتة، بخصوص مسألة مغربية الصحراء”.
وأضاف أن بلاده: “لا تتدخل في السياسة الداخلية للدول، ولا تنهج سياسة التفرقة”، معربا عن أمله أن “تتعامل كل الأطراف مع هذا القرار، بكل حكمة ومسؤولية، لتغليب وحدة إفريقيا، ومصلحة شعوبها”.
كما أشار إلى أن عودة المغرب للمؤسسة الإفريقية “ستمكنه من الانخراط في استراتيجيات التنمية القطاعية بإفريقيا، والمساهمة الفعالة فيها، وإغنائها بالتجربة التي راكمها المغرب في العديد من المجالات”.
واستطرد الملك بأنه: “على مستوى القضايا والإشكالات الكبرى، فإن عودة المغرب ستوصل صوت القارة الإفريقية في المحافل الدولية، وستتيح له مواصلة وتعزيز انخراطه، من أجل إيجاد حلول موضوعية لها تراعي مصالح الشعوب الإفريقية وخصوصياتها”.
ووصل العاهل المغربي مساء الأحد إلى العاصمة السنغالية في زيارة رسمية، آتيا من الغابون، بعد جولة دبلوماسية مهمة أجراها في شرق إفريقيا قادته إلى رواندا ومن ثم تنزانيا.
ويقوم المغرب بحملة دبلوماسية حاليا في القارة الإفريقية، وطلب رسميا في أيلول العودة إلى الاتحاد الإفريقي.
وكان المغرب قد انسحب من الاتحاد الافريقي، الذي يضم حاليا 54 دولة، وكان يسمى منظمة الوحدة الإفريقية، عام 1984، بسبب اعتراف هذه الأخيرة بـ”جبهة البوليساريو” التي تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء الغربية.
وضم المغرب الصحراء إليه عام 1975 عقب انسحاب الاستعمار الإسباني منها، لتتأسس الجبهة بعد عام من ذلك وتحمل السلاح في وجه المغرب مطالبة بانفصال الإقليم الغني بالثروة السمكية والفوسفات، والذي يعتقد أن به مكامن نفطية.
وقضية الصحراء الغربية هي الملف المركزي في السياسة الخارجية للمملكة. ويعتبر المغرب هذه المنطقة “جزءا لا يتجزأ” من أراضيه.
ويسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1975، أي بعد خروج الاستعمار الإسباني، ما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح مع جبهة البوليساريو استمر حتى سبتمبر/أيلول 1991 حين أعلنت الجبهة وقفا لإطلاق النار تشرف على تطبيقه بعثة الأمم المتحدة.