نظمت نقابة المهندسين في بيروت، بالتعاون مع مؤسسة ابراهيم عبد العال ومؤسسة ايكولد، ورشة عن المياه في لبنان في مبنى النقابة في ضبيه، حضرها رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب خالد شهاب، رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب المهندس اوسامة الخريجي، نقيب المهندسين الزراعيين الاردنيين محمود أبو غنيمه، رئيس مؤسسة ابراهيم عبد العال ناصر نصرالله ورئيس مؤسسة ايكولد ميشال دو فيفو.
سليم
بداية، تحدث رئيس لجنة المياه والسدود في نقابة المهندسين غانم سليم فشرح المراحل التي تمر بها ازمة المياه في لبنان واهمية هذه الورشة في تقديم الافكار ومتابعة كل المسائل المتعلقة بالمياه”.
نصر الله
ثم تحدث ناصر نصرالله فرأى “اننا في حاجة الى معايير دقيقة وصحيحة على توصيات هذه الورشة ان تلحظها على ان يعتمد تنفيذها على السلطتين التنفيذية والتشريعية”، متمنيا “اتباع النهج العلمي في التعاطي مع ملف السدود لما له من اهمية اساسية على مستقبل المياه في لبنان، وبعدما قدم فيفو شرحا فنيا عن مواقع المياه والسدود في العالم”.
شهاب
وتحدث النقيب شهاب فقال:”لقد تحدثت منذ فترة وجيزة في النقابة عن التغيير المناخي وتأثيراته على المياه خصوصا وعلى لبنان عموما، اما اليوم فالكلام الاكثر مسؤولية يحدو بنا الى تفهم اهمية المياه والتقصيرالحاصل في كيفية استثمار هبة من هبات الله في ارضه، وفي معالجة كل الشوائب التي تحاول دون حفظ هذه المياه واستعمالها عند حاجتها على نحو جيد وسليم”.
أضاف: وفي محاولة معرفة مواطن الخلل والضعف لمعالجة هذه العقبات. نرى الضبابية في الرؤية الحقيقية لمقاربة المواضيع التي تتعلق بالمياه واستعمالاتها المتنوعة وطرق ضبطها، والنقص الكبير في مناقشة كل الافكار باستمرارية البحث لتطوير المناهج العلمية. والتنافس غير الصحي في كسب المشاريع، وكأن العلم اضحى وجهة نظر، هو واقع ناتج عن عدم الالتزامبالعلم الهندسي كضابط ومرجعية علمية يمكن الركون اليه في خضم التداخلات من كل نوع، حيث وللاسف اضحى، ملفا يتناوله الجميع بسهولة وكأن كل واحد اضحى متخصص”.
وتابع:”اننا ايها الاخوة والزملاء نعيش في بلد المياه فيه ثروة وطنية حقيقية، فلنستثمر ونستفيد من خيراتها ولا نتوقف عند حد لاننا قابلون على ازمات مياه عالمية، وها هي الامثلة امامنا في عالمنا العربي من النيل (الصراع الاثيوبي المصري السوداني بعد انشاء سد النهضة نتيجة التناقص الكبير) الى أزمة حوضي دجلة والفرات، الى الندرة المائية التي اخذت تتفاقم عالميا بسبب معدلات النمو السكاني العالية. ونحن لا زلنا في بلد المياه نعاني شح القرار الجدي قبل شح المياه بسبب الصفقات والانانيات وغياب المسؤولية رغم وجود عشرات الخطط والمشاريع التي تنقل لبنان الى مصاف الدول التي تبيع المياه الى المحيط القريب قبل البعيد”.
ودعا الى “تبني خطط داعمة لكل الاسس العملية والعلمية الصالحة، والعمل على:
-الاقرار بان الملف المائي هو ملف حياتي من الدرجة الاولى ان لم نقل هو في الطليعة لان من دون مياه لا حياة.
-عزل المصالح الخاصة عن التعاملات الهندسية في القطاع المائي، بحيث يجب على الاستشاري ان يتعامل مع الملف بكل شفافية وصدق، وتبقى النقابة الى جانبه داعمة لعمله المهني دون الانزلاق في التجاذبات الاخرى.
-تطوير مناهج علمية في الجامعات احتراما للادآب الهندسية وصولا إلى بناء صرح علمي حقيقي يكون مرجعا موثوقا في مجال الاختصاص.
-أن نخطط كما يجب، ولا يمكن التساهل بعد وهدر الوقت بالتلهي في افكار مبعثرة لا تربطها اية مستندات جوهرية لترسم طريق واضح المعالم نعرف فيه اين نبدأ واين ننتهي.
-لقد حان الوقت لكي يكون لدينا ملف المياه فوق كل اعتبار ننتصر فيه على كل من يراهن على فشلنا، فالمياه كما قلت سابقا هي الثروة الحقيقية للبنان وعلينا الدفاع عنها بكل قوتنا، بل نقول اكثر. فهي اهم بكثير من الثروة النفطية الموعودة وهذا كلام مسؤول. يجب ان تكون ارقامنا مستندة الى العلم وليس التقدير، بل يجب ان تكون مكونة محليا ولا نستورد معلومات ارضنا من الخارج.”
وتابع:”فلنعمل على بناء مؤسسات جديرة بالموضوع، ونحن في اتحاد المهندسين اللبنانيين سنكون اول الداعمين لكل عمل استراتيجي علمي هندسي لكي نقود بلادنا في الطريق السليم ونطلب من كل مهندس في اي موقع كان، وله علاقة بالامر التزام اعلى درجات المعايير المهنية والتعاون مع كل رفاقه لكي نستقر على ارضية صالحة لرفع شأن هذه المهنة. وتحفيز القدرات وتنمية المعرفة عبر المناقشة المتجردة تحت سقف الابداع. وخلق حوافز جديدة ومتنوعة توفر خرقا حقيقيا للوضع الراهن، ونزع كل حالات التقوقع والمصلحية المحدودة. والانطلاق في عالم متسع من الجرأة والمبادرة التعاونية المثمرة لما فيه خير وطننا وشعبنا”.
وفي الختام شكر شهاب “كل من ساهم وشارك وتابع في تحضيرات هذا المؤتمر”، متمنيا للمؤتمر “أن يصل الى حلول عملانية نستطيع فيها الانتقال نحو استثمار مياهنا لما فيه خير الناس وخير هذا البلد الجميل”.