حاضر المدير التنفيذي للاعلام والعلاقات العامة في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) الدكتور كريستيان اوسي، في المؤتمر الدولي “للجمعية الاميركية للعلاقات العامة”، الذي انعقد في انديانابوليس في الولايات المتحدة.
والقى اوسي محاضرته بعنوان “الاعلام ودوره في تعميم الفكر الديني المتطرف في الشرق الاوسط وابعد”، من ضمن عضويته في “لجنة الشؤون العامة” في الجمعية، وسط حضور تميز بالاكاديمية والمسؤوليات الادارية في مؤسسات كبرى مثل سلاح البحرية الاميركي وسواه.
واعتبر ان “التبشير جزء لا يتجزأ من الايمان الديني، وان السؤال يفترض ان يكون: كيف تتمكن بعض الفرق المتزمتة من استخدام الاعلام والعلاقات العامة بمختلف اقنيتهما في توسيع آرائها وتعميم حالة الكره لسواها، وكيف تنجح في اقناع شبان من مختلف انحاء العالم للالتحاق بها؟ ما هي العوامل التي تعتمد عليها؟”
ونقل عن احد الكتاب الاميركيين دانيال ميلتون قوله: “ان حلم تركيز دعائم الدولة الاسلامية هو الاساس الذي تلجأ اليه الدولة الاسلامية في العراق والشام في نشاط الاعلامي الدولي”.
كما نقل عن احد المدونين السعوديين ابراهيم الشعلان: “ان نشاطات داعش ليست الا نسخة وصورة لما ندرسه في مناهجنا، فاذا كانت المناهج صحيحة، اذا تكون داعش على حق، اما اذا كانت مناهجنا خاطئة فعندها من يتحمل المسؤولية؟”.
وعاد المحاضر الى عقيدة هذه الفرق معتبرا ان “ايديولوجية الدولة الاسلامية في العراق والشام متعددة الوجوه ولا يمكن اختصارها بشخص او حقبة او حركة، بل لها امتدادها التاريخي ويجب الاطلاع على كل هذه المراحل لتفهم ما تراه هذه الحركة وما تدعو الى تحقيقه”.
وعرض “تاريخية هذا الفكر منذ تقي الدين احمد ابن تيمية في القرن الثالث عشر مرورا بمحمد بن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر امتدادا الى سيد قطب في القرن العشرين مع تفرعات هذه الدعوات الى ابو محمد المقدسي وابو مصعب الزرقاوي وصولا الى ابي عمر البغدادي انتهاء بأبي بكر البغدادي في القرن الحادي والعشرين”، وأشار الى “تأثر وتطور الحركة الجهادية بإتجاه افغانستان بعد الاحتلال السوفياتي حيث سطع نجم اسامة بن لادن، ثم خليفته ايمن الظواهري وصولا الى الخليفة الجديد”.
واشار اوسي الى “ان الدولة الاسلامية تعتمد وكالة انباء متطورة اسمها اعماق، ومجلة متطورة تقنيا هي دابق، وسلسلة عن الافلام الدعائية المحترفة والقصص التصويرية”. وقال ان “الاعلام اسهم في المرحلة الأولى، حتى من دون وعي، بتعميم الفكر المذكور من خلال نشر هذه النتاجات وتعميم الخوف من داعش في العالم اجمع، علما ان بعض الاقنية لا تزال تبث تصريحات ومواقف وافلام القاعدة داعش حتى وقتنا هذا، لارتباطات سياسية ودينية وربما تمويلية”.
وتحدث عن “تطورات الداخل العراقي بعد اسقاط نظام صدام حسين حيث تطورت الامور ميدانيا ونشأت فرق وتيارات، وتطورات الداخل السوري بعد ما سمى بالربيع العربي، حيث تكرر الامر ذاته، وباتت الساحتان مرتعا خصبا للفرق الدينية الجهادية كما عن استمرار الدعم المادي واللوجستي من قوى فاعلة لهذه التيارات، والافساح في المجال امام القنوات ووسائل اعلامية للعمل وتوفير كل الدعم لها”، كاشفا عن “ان متتبعي القنوات التلفزيونية الدينية زادوا بنسبة 13 في المئة في الدول العربية اخيرا، وان هذه القنوات تزدهر بشكل واضح وهي تقارب اليوم 140 قناة تلفزيونية بعدما كانت 45 فقط عام 2009، وان قدرة الانتشار باتت تتخطى 300 مليون عربي بفضل التعميم عبر الاقمار الاصطناعية والانترنت”.
واستغرب “كيف ان الدول المقتدرة تكنولوجيا لا تزال تسمح لهذه الفرق باستخدام الانترنت وسواه، علما ان قدرات بعض الدول التقنية اوسع من ان يتم حصرها بكلمات خصوصا وانها من يتولى توزيع الاقنية والعناوين على الشبكة العنكبوتية بل وقادرة على الاشراف المباشر وضبطها ساعة تشاء”.