لا يتردّد الشيخ خالد محمّد المعروف بخالد حبلص بالإعتراف بإيوائه الشيخ أحمد الأسير، ويُعيد على مسامع رئيس وأعضاء هيئة المحكمة العسكرية مراراً أنّ هذا الأمر كان بإيعازٍ من هيئة العلماء المسلمين.
يقول حبلص: “عندما أشرفت الخطّة الأمنيّة على نهايتها (بُعيد تفجير مسجدي السلام والتقوى)، طلبت مني هيئة العلماء المسلمين أن أؤمّن مسكنّا للشيخ الأسير ريثما تنتهي الخطّة. واستجابة لطلبها، استلمت “الشيخ” من أمير سرّ الهيئة أبو حذيفة الكلش في طرابلس، ففتحت له بيتي فترة من الزمن ثمّ بحثت له عن مسكن ملائم في باب التبانة، إنتقل إليه الشيخ مع أفراد عائلته ومنه إلى منزل آخر في منطقة بحنين فبقي فيه حتى صارت الأحداث”.
إستمرّ “إهتمام” حبلص بالأسير سنة كاملة، دفع خلالها الأخير ما يقارب الـ 100 ألف دولار “للشباب” على مراحل كما قال، وذلك بدل إيجار وأثاث منزل وأدوية يتناولها الأسير فضلاً عن تقديمه سيّارة إسعاف للمسجد للمساعدة في نقل ودفن الموتى.
يكشف الشيخ الموقوف أنّ هناك عدّة أسماء من بينهم الأسير، بات يشكّل وجودها في طرابلس عبئاً، من هنا جاء طلب “الهيئة” بضرورة إيجاد مكان آخر آمن لهم بعيداً عن المدينة، ومن بين هؤلاء أيضا “أبو خالد” الذي زكّاه إمام مسجد بن رباح للإستفادة من خبرته العسكرية فيما لو أراد (أي حبلص) تدريب الشباب المولجين حماية المسجد.
ينفي حبلص ترؤسه أو تدريبه مجموعات عسكريّة مسلّحة على علاقة بالتنظيمات الإرهابية ومن بينها “داعش” و”النصرة”، ويؤكّد لقاءه بأسامة منصور، بعدما أمّن له موعد اللقاء المتهم أمير الكردي، وكان الهدف منه إيجاد حلّ لقضيّة العسكريين المخطوفين لدى “جبهة النصرة”، إلا أنّ منصور أكّد عدم تواصله مع النصرة وعدم قدرته على الخروج من “التبانة”.
حبلص الذي كان يتنقّل بهويّة مزوّرة بإسم “هيثم قبّوط” (أخاه من والدته) جزم أنّه لم ينسّق أي أنشطة عسكريّة لمجموعات مسلّحة في الضاحية الجنوبيّة من خلال أحمد سليم ميقاتي المعروف بأبو الهدى، مشيراً إلى أنّ جلّ ما فعله هو دعوة الناس للتظاهر وقطع الطرق نصرة لـ “الثورة السنيّة” المطالبة بالعيش بكرامة أسوة بالجميع، مؤكّداً أنّ هناك من دخل على الخطّ وحاول إستدراجه لإفتعال إشكال مع الجيش.
وكشف أنّ كلّ تحركاته كانت تتمّ بالتنسيق مع هيئة العلماء المسلمين والوزير أشرف ريفي وغيره من السياسيين الذين كانوا متواجدين في منزله، وأنّه دعا في خطبه إلى ترك المؤسسة العسكرية وليس إلى الإنشقاق عن الجيش والإلتحاق بالمجموعات الإرهابيّة، مذكّراً أنّ نبيل سكاف كان تلميذه لكنّه عندما حمل فكر “داعش” صار يكفّره لأنّه لم يكفّر الجيش.
بدوره المتهم خالد عاكوش، أكّد أن محمّد الناقوزي المعروف بـ”أبو خالد” الذي استعمل هوية مزوّرة بإسم “بلال الندّاف” أخبره أنّ لديه مهندساً زراعيّاً يدعى “أبو الياس” (يرجّح أنه اسم مستعار) يريد استئجار غرفة في أرضه في عكار وهذا ما حصل، ليكتشف بعدها أنّه يقوم بأعمال مشبوهة تتعلّق ربما بتصنيع العبوات، مشيراً إلى أنّ ما أثار الشبهة حوله هو نقله للأسيد وغيرها من المواد ومنع أيّ كان من الدخول إلى الغرفة فعمد إلى طرده فوراً. كما استمعت المحكمة إلى إفادة أمير الكردي وأرجأت الجلسة إلى 20 كانون الأوّل المقبل.
سمر يموت