زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، معهد الرسل لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة يرافقه النائب البطريركي المطران جوزف نفاع المسؤول عن مكاتب الدائرة البطريركية، أمين سر البطريرك الأب بول مطر، مسؤول دائرة راعوية الشبيبة في البطريركية الأب توفيق بو هدير، ومدير المكتب الإعلامي في الصرح المحامي وليد غياض، وكان في استقبالهم في الباحة الخارجية للمعهد الرئيس العام للجمعية الأباتي مالك بو طانوس، رئيس المدرسة الأب نديم الحلو وجمهور المعهد من الآباء. وكان لقاء مع طلاب المدرسة وآباء المعهد وعدد من اعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية، نظمته دائرة راعوية الشبيبة في البطريركية.
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية القاها الاب نديم الحلو امام الراعي والطلاب الذين رفعوا الأعلام البطريركية واللبنانية، وحملوا الزهور ورنموا الأناشيد الدينية احتفاء بزيارة الراعي، ومما قال: “تتهلل قلوبنا فرحا بزيارتكم الحبيبة لمعهد الرسل، وأنتم خليفة الرسل. هذه مدرستكم، وهي مسماة على اسمكم، فأنتم خليفة بطرس والرسل”.
وأضاف: “لقد تعلمنا منكم يا صاحب الغبطة أمثولتين. الأولى تتمثل بالاصرار الذي تسلحتم به على مدى سنتين ونصف سنة، فلم تتوقفوا لحظة عن المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية. أصررتم على إتمام الأمر فيما أراد البعض تنفيذ مشاريع أخرى. وبإصراركم القوي تم الانتخاب، ونحنا سعداء اليوم بوجود رئيس للبلاد. إنه الإصرار على محو اللامبالاة من حياتنا، وهذا ما أوصانا به البابا فرنسيس لمواجهة مرض العصر، اللامبالاة”.
وتابع: “أما الدرس الثاني الذي تعلمناه منكم يا صاحب الغبطة فهو قول الحق لأن الحق يحررنا. فغبطتكم وكل أسلافنا السادة البطاركة ما كانوا يقولون إلا الحق، ونحن نتعلم منكم الحق والحقيقة لنعيش على مثالكم أحرارا، وما من شيء أجمل من أن يعيش الشخص حرا من أي قيود”.
وختم الحلو: “فرحنا اليوم كبير بحضوركم بيننا يا صاحب الغبطة. نسألكم أن تباركونا جميعا، آباء وهيئة تعليمية وادارية وطلابا، ولا سيما الذين تحمسوا للقاء معكم لأنهم يرون فيكم بطلا من أبطال مجتمعنا يعطينا دروسا في الحياة”.
الراعي
بدوره شكر الراعي الطلاب والقيمين على المدرسة على “حفاوة الاستقبال والمحبة الصادرة من القلب،” وسأل الله ان “يمدهم واهلهم بالخير والنعم والسلام من أجل مستقبل زاهر”.
وقال: “أود تهنئة معهد الرسل لأنه يربي على قيم ثلاث نحن في حاجة اليها لتكون مرتكزا اساسيا لحياتنا، وذلك من اجل الرسالة. المرتكز الأول هو ان التربية في المدرسة تقوم على الإصرار. اصرار التلامذة على التوجه يوميا الى المدرسة لطلب العلم، اصرار الأساتذة على التعليم، واصرار الإدارة على المساعدة لكي يصبح هؤلاء الطلاب في ما بعد اصحاب قرار. أما الركيزة الثانية فهي الالتزام الذي يبعدنا عن عدم الاكتراث، فلا نعيش على هامش الحياة، ونحن جماعة ملتزمة إيمانها ووطنها وقيمها. والنقطة الثالثة تتمثل بالحقيقة التي من دونها لا وجود للحرية ولا للوحدة. إن معهد الرسل يرسلكم رسلا الى المجتمع في لبنان وخارجه، لتكونوا أشخاصا مهيئين كل التهيئة لتعيشوا أبعاد الحياة وقيمها”.
أضاف: “فجر جديد أطل علينا اليوم في حياتنا الوطنية. لقد رأيناه بعد انتظار سنتين ونصف سنة تقريبا. لقد كنا نعيش قبله في فراغ قاتل والناس كانت تصلي وتنتظر. افتقدنا الرب وسيدة لبنان المطلة علينا والتي تحفظ لبنان بيدها الخفية، فتم مع هذا الفجر الجديد انتخاب رئيس للجمهورية. ومن هنا من معهد الرسل، أوجه تحية كبيرة جدا لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أتى وهو يحمل قرار الإصلاح والتغيير ليتمكن من خدمة هذا المجتمع اللبناني. كما أحيي الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري، ونتمنى أن يؤلف الحكومة بأسرع ما يمكن لكي تتمكن السلطة اللبنانية من مواجهة التحديات المطروحة علينا، وأولها بالنسبة إلي هو اعطاء الرجاء والأمل لشبيبتنا التي تنظر الى المستقبل”.
بعدها التقى البطريرك طلاب الصفوف الثانوية في مسرح المدرسة، حيث عرض فيلم وثائقي نفذه الطلاب وأعربوا فيه عن إيمانهم بالكنيسة وبرأسها وآمالهم وتطلعاتهم، مثمنين تلبية البطريرك دعوتهم للقائه والتحدث اليه في عدد من القضايا.
ثم ألقى رئيس الجمعية الأباتي بو طانوس كلمة ترحيبية قال فيها: “إن أكثر ما أتأثر به يا صاحب الغبطة هو مطالبة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في الشرق وليس فقط في لبنان، بأن يكون هذا الشرق بحماية البطريرك الماروني، وهذه مسؤولية كبيرة جدا لأنكم تحملون أوجاع لبنان وصليبه وأوجاع الشرق بأكمله”.
وأشار بو طانوس الى كتاب “وسط الفوضى…مقاومة مسيحي في الشرق” للكاتبة الفرنسية ايزابيل ديلمان الذي تتحدث فيه عن البطريرك الراعي، لافتا الى “ما ذكرته في هذا السياق قائلة: “لم أر وجها يشع رجاء أكثر من وجه البطريرك الماروني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي”. وتابع: “هذا ما نحبه فيكم يا صاحب الغبطة. نحن نحب ما تحملونه الينا من محبة وفرح ورجاء وأمل للكبار والصغار. لبنان في حاجة الى وجه مثل وجهكم يحمل لنا الفرح والأمل والرجاء”.
بعدها كان حوار طرح فيه عدد من الطلاب مجموعة من الأسئلة على صاحب الغبطة تنوعت بين لاهوتية وسياسية واجتماعية ودينية. وكان تركيز من الراعي على “دور الشبيبة في لبنان وضرورة تمتين علاقتها بأمها الكنيسة وأتباع تعاليمها”.
وإذ شدد على “دور الشباب لبناء مستقبل لبنان الزاهر”، دعا “هؤلاء الشباب الى الانخراط في الدولة من خلال الانخراط في مؤسساتها العامة، ولا سيما في الجيش وسائر الأجهزة الأمنية من باب المسؤولية الوطنية، ولأن فيها تتوافر فرص عمل شبابنا بأمس الحاجة اليها”.
وحض الراعي المنتشرين اللبنانيين على تسجيل قيود نفوسهم لدى البعثات الديبلوماسية من اجل الحصول على الجنسية اللبنانية والمحافظة على حقوقهم المدنية في وطنهم الأم، “وهذا خير ما يتركون لأولادهم من إرث”، موجها “تحية شكر وتقدير لكل من الوزير السابق ميشال اده والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير لتأسيسهما المؤسسة المارونية للإنتشار التي تتابع هذا الأمر وتبذل جهودا جبارة في معظم دول الانتشار”.
وفي ختام اللقاء قدم مكتب راعوية الشبيبة هدايا تذكارية للطلاب الذين قدموا بدورهم تعهد إيمان موقعا بأسمائهم تلوه أمام البطريرك الراعي.
الريحانية
بعدها توجه الراعي الى منطقة عين الريحانة وتفقد الحرج الملاصق لها حيث شب فيه مساء امس حريق هائل قضى على مساحات واسعة من الأشجار، ولا تزال طوافات الجيش اللبناني وفرق الدفاع المدني تعمل حتى الساعة على اخماده. وقد نوه بالجهود التي يبذلها الجيش وفرق الدفاع المدني لإخماد الحريق.
والتقى في المكان كلا من مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار وقائمقام كسروان جوزف منصور اللذين عرضا أهم المعطيات المتوافرة في هذا السياق.
المطران سويف
وبعد الظهر استقبل الراعي في بكركي راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف على رأس وفد اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية الذي ضم الخوري بولس الريفوني، الأب يوسف طنوس، والأب الياس شختورة، وقدموا اليه المفكرة الليتورجية للعام 2017.
سفير منظمة مالطا
بعدها التقى سفير منظمة مالطا في قبرص ادوارد مايير شيدرجوفيكس والملحق الإعلامي جوزف حاجي حنا وجورج حاجي حنا يرافقهم المطران يوسف سويف. وكان عرض لأبرز نشاطات المنظمة في قبرص، ولا سيما تعاونها مع الموارنة في الجزيرة، والبحث في سبل تطوير هذا التعاون.