افتتحت منظمة “شباب المحامين العرب”، بالتعاون مع لجنة الأحداث في نقابة المحامين، مؤتمرا بعنوان “الطفل في الوطن العربي.. بين الواقع والتطبيق”، برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ممثلا بالأمين العام لـ “تيار المستقبل” أحمد الحريري، في فندق الكومودور – بيروت، يستمر ليومين.
حضر حفل الإفتتاح الى جانب الحريري: الشيخ أحمد دندن ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، رئيس المحاكم السنية القاضي الشيخ محمد أحمد عساف، نقيب المحامين في الشمال فهد المقدم، منسق فرع المحامين في قطاع المهن الحرة في تيار “المستقبل” المحامي فادي سعد، الوزيرة السابقة منى عفيش، العميد الركن محرز سليمان ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العقيد وسام أبو غدير ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، قائد فوج إطفاء بيروت محمد حبلي، رئيس الضابطة السياحية في وزراة السياحة أمين ذبيان، رئيس “منظمة شباب المحامين العرب” المحامي عادل الفريشي، ورئيس مكتب لبنان في المنظمة عمر إسكندراني وحشد من المحامين اللبنانيين والعرب من الأردن والإمارات والبحرين والجزائر وتونس ومصر والعراق والكويت.
الفريشي
بعد النشيد الوطني، وتقديم من الزميلة لينا دوغان، أكد رئيس رئيس المنظمة عادل الفريشي في كلمته أن “على الأوطان العربية أن “تعي فعلا أن الأطفال هم حجر الأساس ومستقبل الأمة وأن الإصلاح لن يتأتى إلا من خلال تسخير كل الجهود والإمكانيات لتوفير بيئة كريمة ينشأ بها أطفالنا ليكونوا خير عتاد لمستقبل الأمة”، آملا أن “تمتزج الافكار للخروج برؤى شاملة تخدم مشروع هذا المؤتمر لتدون المقترحات الختامية لمؤتمر الطفل في العالم العربي بين الناس والتطبيق والتي سنحرص على أن تنتشر في كل أرجاء الوطن العربي لتكون مساهمة بسيطة من منظمة شباب المحامين العرب تجاه هذه الفئة الغالية علينا”.
ولفت الى أن “هذا المؤتمر لم يكن لولا ما لمسناه من وجود فراغ مخيف بين النصوص التي تعنى بحقوق الطفل في العالم العربي وحقيقة الواقع الذي يعيشونه والذي جعل هذه النصوص أقرب ما تكون حبرا على ورق”.
اسكندراني
من جهته، رحب رئيس مكتب بيروت في المنظمة المحامي عمر إسكندراني بـ “الاشقاء العرب في ربوع لبنان وبيروت مهد الحضارة العربية ولؤلؤة البحر المتوسط وأم الشرائع”، مشيرا الى ان “في خضم كل الظروف السياسية والإقليمية التي يمر بها مجتمعنا العربي على العموم، وفي ظل كل الحروب والإنتهاكات التي أطاحت بمجمل الحقوق وأهمها الحق في الحياة الذي يعتبر القاعدة الأولى من قواعد حقوق الإنسان التي نصت عليها المواثيق الدولية والقوانين المحلية حول العالم، كان لا بد من تسليط الضوء من خلال المؤتمر الأول لمنظمتنا المنعقدة في لبنان على الطفل الذي يعتبر النواة الأساسية في بناء كل مجتمع والمخطط الأساسي للمستقبل بعد أن أمسى الحاضر مؤسفا”.
وشكر إسكندراني “الرئيس الحريري لرعايته هذا المؤتمر والأمين العام لتيار المستقبل الذي واكب كل الأمور المتعلقة في المؤتمر وساهم في تذليل العقبات، وكذلك للأب الروحي لهذا المؤتمر النقيب فهد المقدم”، آملا “الخروج بتوصيات عملية موحدة تساهم في تطبيق النصوص القانونية المعتمدة في المواثيق والإتفاقيات الدولية لحماية الأطفال”.
المقدم
بدوره، اعتبر نقيب المحامين في الشمال فهد المقدم أن “الطفل هو نور الشمعة الذي يجب أن نحميه من الرياح الهوجاء، ومن المعترضين للاشعاع ومن الراغبين في الظلمة”، مشددا على أن “رعاية الرئيس الحريري لهذا المؤتمر يثبت مدى إهتمامه بالشباب العربي وبالطفل العربي وإعتنائه بمراقبة النص مع التطبيق”.
وأمل أن “يكون وطننا لبنان بعد تولي رئيس الجمهورية سدة الرئاسة وتكليف رئيس للحكومة، بعيدا عن زمن الهموم والضياع والأزمات وأن يعود لوطننا الحبيب لبنان، الأمن والأمان وأن يكون للمحامي وللطفل، شأن وراع ودور ومستقبل”، متمنيا أن “تصدر عن المؤتمر التوصيات الجدية والفعالة وأن يلقى صداها الإيجاب، حيث أمسى للوطن مرجعيات مسؤولة”.
الحريري
ثم تحدث الحريري متوجها الى أطفال فلسطين بالقول: “فليكن صباحكم خيرا يا أطفال فلسطين المناضلين، يا رفاق الشهيد محمد الدرة الذي أبكى العالم وهو يحتمي في حضن ابيه، يا رفاق الشهيد فارس عودة الذي تحدى دبابة العدو، ويا رفاق الشهيد محمد أبو خضير الذي تعذبت طفولة العالم كله بعذابه، ويا رفاق الشهيد الرضيع علي الدوابشة الذي أحرق قلوبنا بجسده المحترق”.
كما توجه الى أطفال سوريا قائلا: “فليكن صباحكم حرية يا أطفال سوريا الأبطال، يا رفاق الشهيد حمزة الخطيب عنوان الثورة التي تولد من عذاب الأطفال، يا رفاق الشهيد إيلان الطفل الذي هرب من الموت الى الموت، يا رفاق الطفل عمران الذي رسم بذهوله هول المأساة المروعة التي تعيشها طفولتكم المعذبة في سوريا، يا رفاق الأيتام الذين فقدوا عائلاتهم، يا رفاق الطفولة المشردة في مخيمات النزوح”.
اضاف: “لا يمكن أن نستهل صباح الطفولة هذا، من دون أن نقول فليكن صباحكم أمنا وسلاما يا أطفال العرب في العراق وليبيا واليمن الذين تنتهك حقوقهم، فليكن صباحكم مشبعا ببطون ممتلئة يا أطفال الصومال والسودان، فليكن صباحكم مفعما بالأمل يا كل اطفال العرب”.
ثم توجه الى الحضور بالقول: “ليكن صباحنا من أجلهم جميعا بعيدا عن النصوص وقريبا من الواقع المأساوي الذي لا يحتاج الى المزيد من التنظير، بقدر ما يحتاج إلى المزيد من تضافر الجهود للتطبيق وتخليص الطفولة العربية من عذاباتها”.
واكد الحريري أن “هذا المؤتمر خطوة مباركة في مسار يحتاج إلى تسريع الخطوات والكثير منها، ولا سيما من أهل الاختصاص، لتشكيل قوة ضغط عربية ودولية، تضمن للطفل العربي حقوقه في الحياة الكريمة في مجتمعات تمر في ظروف سياسية واقتصادية غير مستقرة”، مشيرا الى أن “واقع الطفولة في عالمنا العربي مؤلم جدا ومؤشر مخيف على أن مستقبلنا في خطر، في ظل الأرقام التي تشير إلى أن أكثر من 15 مليون طفل عربي يعيشون في ظروف إنسانية صعبة وفي ظل الحروب وحمامات الدم، أضف إلى ذلك ارتفاع معدل وفيات الأطفال نتيجة الفقر وتدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع معدلات التسرب المدرسي واستغلال الاطفال في سوق العمل نتيجة الجهل والفقر معا وغيرها من الجرائم التي ترتكب بحق الطفولة، وتوثقها منظمة “اليونسيف” التي نوجه لها كل التحية”.
ورأى الحريري “أن هناك جيلا عربيا كاملا اليوم مهدد بالضياع، لا بل أوطان عربية بأسرها مهددة بالزوال بفعل ضياع الطفولة فيها، والمطلوب أكثر من أي وقت مضى استنفار شامل لجامعة الدول العربية وللدول صاحبة التأثير الاقليمي والدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأن مراكب طفولتنا حين تغرق معناه أننا جميعا نغرق وحين نغرق جميعا معناه أن على عروبتنا السلام”، متسائلا: “هل في عالمنا العربي من يريد لهوية عروبتنا أن تتهاوى في زمن تقوى فيه كل الهويات الأخرى؟”.
وأكد أن “أهم ما هذا المؤتمر أنه يعبر عن وعي بالغ الأهمية لما تعيشه الطفولة العربية من واقع مأساوي، وعن إصرار على بذل كل الجهود الممكنة لمحاولة التغيير”، وقال: “من هنا جاءت رعاية دولة الرئيس سعد رفيق الحريري لهذا المؤتمر، تقديرا لجهود كل المشاركين وعلى رأسهم منظمة شباب المحامين العرب ومكتب بيروت فيها وإيمانا منه بأن بالاستسلام للواقع الذي تعيشه طفولتنا ليس قدرا وبأن المطلوب هو العمل على تغيير هذا الواقع المأساوي حيث أمكن وبما أمكن”.
وشدد الحريري على “أننا على ثقة تامة بأن دولة الرئيس سعد الحريري ومن موقعه على رأس الحكومة اللبنانية الجديدة المنوي تشكيلها، سيكون سفيرا لحقوق الطفل العربي في الحياة الحرة والكريمة، وسيكون دافعا من دوافع تفعيل العمل العربي المشترك لإيجاد الحلول لهذه المعضلات”، آملا “التوفيق لهذا المؤتمر في وضع الإصبع على هذا الجرح النازف في ظل الجلسات والنقاشات التي ستتطرق إلى كل العناوين بإسهاب أكثر، والتوفيق في جهودكم لإنقاذ الطفولة العربية من جملة المخاطر التي تتهددها وأن تكون توصيات المؤتمر قابلة للتنفيذ، لا أن تبقى حبرا على ورق لا سمح الله”.
دروع تقديرية
وفي الختام، قدم الفريشي وإسكندراني درعا تقديرية للرئيس الحريري على رعايته للمؤتمر وللأمين العام لتيار “المستقبل” على مواكبته له ولمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالشيخ أحمد دندن ولرئيس المحاكم السنية القاضي الشيخ محمد عساف.
جلسات المؤتمر
بعدها، عقدت جلسات: عن “الاطفال والنزاعات المسلحة” قدمها كل من رئيس محكمة جنايات الأحداث في بيروت القاضي محمود مكية والأمين العام للمجلس الأعلى للطفولة في وزارة الشؤون الإجتماعية ريتا كرم، وعن “عمالة الأطفال” قدمتها المستشارة لدى الهيئة الإتهامية في جبل لبنان القاضي نجاح عيتاني، وعن “المعولة القضائية والأحداث” قدمها رئيس لجنة العلاقات الدولية في نقابة المحامين المحامي جو كرم.
ويختتم المؤتمر أعماله غدا بجلسات: عن “جرائم المعلوماتية ومدى تأثيرها على القاصرين” سيقدمها رئيس الهيئة الإتهامية في صيدا القاضي الدكتور جمال عبد الله، وعن “الحدث والجرائم الإلكترونية” يقدمها مستشار العلاقات العامة في المركز الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي المحامي رجب السيد عبد اللطيف قاسم، وعن “التسول وأطفال الشوارع في العالم العربي” يقدمها قاضي الأحداث في بيروت الناظر في الجنح ومخالفات الأحداث والحماية القاضي غاده شمس الدين، وعن “واقع الحدث في لبنان والعالم العرب” يقدمها رئيس مؤسسة الأب عفيف عسيران – بيت العناية – معهد الإصلاح منى عفيش شويري. على أن تصدر التوصيات في نهاية المؤتمر.