وسام بريدي : نعم للعمل السياسي والبداية من النيابة

يطلّ الإعلامي اللبناني وسام بريدي حالياً ضمن برنامجَين تلفزيونيَين على شاشتَين مختلفتَين، فيقدّم من جهة برنامج “رقص النجوم” الذي يسجّل عودة قويةً بموسه الرابع على شاشة MTV اللبنانية، فيما يقدّم من جهة أخرى برنامج “إنتَ Online” الذي يسطّر خطوةً فريدةً في تقريب الإعلام التقليدي من فورة السوشال ميديا، وكلاهما من إخراج باسم كريستو. ويعرب بريدي عن مقاربته المختلفة لكلّ من البرنامجَين، مبدياً آراءه الصريحة في عدد من الموضوعات الجدلية من الإعلام إلى دخول معترك الحياة السياسية.

قد يكون وسام بريدي الإعلامي اللبناني الوحيد الذي يقدّم حالياً برنامجين بارزين على شاشة محلّية وأخرى عربية. وبين المنصتين والتوليفة المختلفة لكلّ من البرنامجين، يبقى وسام هو هو، قادرٌ على تقريب المسافة بين المشاهد والشاشة وعلى تقديم مادةٍ ترفيهيةٍ لا تخلو من المشاكسة الحوارية المحبّبة والحنكة المغلّفة بابتسامة ذكيّة.

للتلفزيون سحر خاص
في “رقص النجوم” فضاءٌ من الترفيه الراقي يستقطب المشاهد اللبناني والعربي، وفي “إنتَ Online” مادةٌ حوارية تستند إلى نشاط النجوم على السوشال ميديا ومدى تأثيرهم في الناس بالأرقام والنسب المئوية.

وبالنسبة إلى وسام “العمل خير وبركة وأنا سعيد بأصداء البرنامجين وأحاول أن أخلق مساحةً من الترفيه والاتزان في كلاهما”.

ويؤكّد: “رقص النجوم عاد بقوّة بموسمه الجديد والناس انتظروه ويحبّون متابعته وأنا سعيد بتركيبة النجوم الموجودين في هذا الموسم، فلكلّ منهم ميزة خاصة وجمهور يحبّه ويتابعه ولا شكّ أنّ نجومنا هذه السنة يتمتّعون بطاقة إيجابية عالية ويضيفون الكثير من الجمال إلى البرنامج”.

أما بالنسبة لبرنامج “إنتَ Online” الذي يخطو خطوةً إضافية في مجال تقريب وسائل الإعلام التقليدي من المنصات الاجتماعية والعوالم الافتراضية، فيرى الإعلامي اللبناني أنّ “عالم السوشال ميديا أصبح اليوم المنصّة الأولى التي يبرز النجم من خلالها أعماله الفنية وأخباره الخاصّة. جملةٌ واحدة أو صورة كفيلة بان تنقل المعلومة إلى الآلاف والملايين.

وكلما سنتقدّم في السنوات كلما ستكبر سطوة السوشال ميديا ومنافستها للإعلام التقليدي، ولكن يبقى للتفلزيون سحر خاص وفضاء يميّزه لاسيّما فيما يختصّ بنوعية المادة الترفيهية وضخات الإنتاجات”».

الترفيه أولاً
وسام الذي افتتح الحلقة الاولى من برنامج “إنت Online” مع النجمة اللبنانية إليسا يقول إنّ ضيوفه سيكونون منوَّعين ليخاطبوا جمهور المحطّة المنوَّع، ويعترف أنّ “النكتة اللطيفة والتعليق العفوي من العناصر التي تصنع فارقاً في الحلقة وتنطبع في ذهن المشاهد، فلم تعد الأولوية اليوم في استخراج المعلومة على طريقة الاستجواب، وإنما في خلق مساحة ترفيهية حقيقية تأتي فيها المعلومة كنتيجة تلقائية لحوار عفوي وغير مصطنع”.

أما “مقياس اختيار الضيوف أنفسهم فلا يعتمد فقط على حجم أرقام متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي بقدر ما يستند إلى مدى التفاعل العضوي والحقيقي بينهم وبين جمهورهم على هذه المنصات”.

ويعترف: “موضوع تقاضي الضيف للمال مقابل ظهوره في برنامج تلفزيوني ليس أمراً يستوجب أن نخجل منه، وإنما أمر طبيعي تماماً، وهو مثل ظهوره في حفل فنّي مثلاً حيث من المنطقي أن يتقاضى أجره، ففي التلفزيون، المحطة أيضاً تجني أرباحاً معيّنة من ظهور النجم على شاشتها وبالتالي من حق الضيف أن يتقاضى المال مقابل ظهوره”.

نحن بحاجة إلى دم جديد
وعن صداقاته بالسياسيين اللبنانيين، يقول وسام المتخصّص في العلوم السياسية “أنا بالفعل على علاقة بعدد من السياسيين والزعماء وتجمعنا صداقات وعلاقات مهنية، أحياناً خارج إطار الإعلام وهي علاقات أعمل على المحافظة عليها وتطويرها”.

وعمّا إذا كان يطمح لدخول الشأن العام أو بمنصب سياسي في المستقبل، يجيب: “الشأن العام بحاجة إلى المصداقية بالدرجة الأولى وأنا أعتبر أنني استطعت من خلال مشواري المهني والشخصي أن أخلق نوعاً من المصداقية والشفافية بيني وبين الناس.

وموضوع المنصب السياسي هو موضوع متعلّق بالدرجة الأولى بالأمانة ومدى قدرة الشخص على تلبية طموحات الناس وإحداث فارق إيجابي في حياتهم ونحن بحاجة في لبنان إلى دم جديد يضخّ في الحياة السياسية لاسيّما من المؤهّلين والنزيهين الذين يحرّكهم حب التغيير في سبيل الأفضل في هذا الوطن، ولهذا نجد أنّ شخصيّات سياسيّة معيّنة محبوبة من قبل شريحة واسعة لدى الناس في مقابل أخرى لا ينطبق عليها ذلك”.

ويعلن: “انطلاقا من أنّ المسؤولية أسلوب حياة وليست مجرّد منصب، أقول نعم لديّ النية لخوض غمار العمل السياسي وقد تكون المحطة الأولى مع الانتخابات النيابية”.

ويضيف: “اللبناني نجح في كلّ المجالات على مستوى العالم واستطاع أن يعزّز صورته الإيجابية في ميادين عدّة ومن المعيب أن تبقى صورتنا على المستوى السياسي الداخلي بهذه الرداءة، التي نلمسها في كثير من الاستحقاقات، فالعمل السياسي يجب أن ينطلق من الناس وحاجات الناس وليس من المصالح الخاصة لهذا أو ذاك”.

هذا مطلبي الوحيد
ويضيف ردّاً على سؤال: “لو أردتُ أن أوجّه مطلباً إلى فخامة رئيس الجمهورية أطلب منه فصل السلطات فلا يكون التعطيل نصيبها بسبب ربط بعضها ببعض، وعودة الحياة السياسية إلى اللعبة الديمقراطية النزيهة، حيث تكون هناك معارضة وموالاة كما في كلّ بلدان العالم بهدف تعزيز فكر المحاسبة والمساءلة”.

وعن صراحته المفرطة في كثير من الموضوعات يقول: “أنا صريح لأن لا حسابات مبطّنة لديّ ولا أخاف إلّا ربي ومَن يفتح قلبه للرب لا يمكن أن يتّخذ قرارات مجحفة او يسيء لأحد. لقد مررتُ في حياتي بخسارة شخصية فادحة عندما خسرتُ شقيقي عصام وكان من الممكن أن تدمّرني وتدمّر عائلتي ولكن بالإيمان استطعت أن أستمدّ القوّة ليس لتخطّي المأساة أو للنسيان وإنما لإعطاء معنى أكبر للخسارة ولأمتلك الشجاعة المطلوبة للحياة والفرح والحب، ولهذا أنا أجتهد اليوم لأقوم بالأعمال التي ترضيني وتشبهني وهدفي ليس أن أكون الرقم واحد وإنما أن أكون الأفضل في العمل الذي أقوم به.

فأنا أعمل من كلّ قلبي ولا أعرف أن أعمل بلا حب. وأنا جاهز للمسؤولية التي تضعها الحياة في دربي سواءٌ في الإعلام أو في السياسة أو في أيّ مجال قد أدخله”.

اخترنا لك