ممارسة الجنس ليست حاجة بيولوجية واجتماعية فقط، وإنما بالدرجة الأولى فرصة للحصول على قمة المتعة من خلال رعشة الجماع، وهو ما لا تصل إليه المرأة غالبا. فما سبب ذلك وهل يمكن التدرب وتعلم كيفية وصول الشريكين إلى الرعشة؟
من لا يصل لا يربح، فهو الخاسر. ينطبق هذا المبدأ على الكثير من النساء في غرفة النوم، حيث كثيرا ما لا تتحق المتعة ولا تصل المرأة إلى درجة النشوة والرعشة لدى ممارسة الجنس. لكن هذا ليس صحيحا يقول ياكوب باستوتر، الباحث في علوم الجنس ورئيس الجمعية الألمانية لأبحاث الجنس الاجتماعي. وينقل الموقع الالكتروني لصحيفة “أوغسبورغر ألغماينه” الألمانية عنه أن “فهمنا للجنس رجالي بامتياز” ومرتبط بالانتصاب والإثارة والقذف.
ويقول الباحث الألماني أن عملية ممارسة الجنس لا تسير بشكل “خط مستقيم” لدى المرأة، حيث تكون درجة الإثارة لديها خلال ممارسة الجنس متغيرة وليس بالضرورة أن تكون النشوة والرعشة هي قمتها. وينتقد فهم المجتمع للعملية الجنسية والقول إن على المرأة أن تقوم بكل ما يمكنها لتحقيق النشوة والوصول إلى رعشة الجماع.
وغالبا ما يتم اختصار ممارسة الجنس على الإيلاج، دون الاهتمام بالمداعبة وخاصة للأعضاء الجنسية للمرأة والتقبيل والإثارة السابقة والمرافقة للممارسة، وهذا ما يحول دون متعة المرأة ووصولها إلى قمة النشوة والرعشة التي يصلها الرجل دون المرأة حسب ما جاء في تقرير لموقع شبيغل أونلاين الألماني عن الموضوع.
وتنتقد الكاتبة الألمانية والأخصائية بمعالجة مشاكل الجنس كارلا تيله، هذا الأمر والفهم للممارسة الجنسية وتقول حين لا يصل الرجل إلى النشوة والرعشة، يسبب ذلك مشكلة للمرأة، حيث الاعتقاد السائد عن “الجنس الحقيقي” هو نشوة وارتعاش الرجل. وجاء في تقرير موقع شبيغل أونلاين أنه مثلما هناك ضغوط في مجالات الحياة الأخرى، هناك ضغوط في الفراش أيضا، وبالتالي فإنه “يصبح الأمر عاديا تماما وغير مهم سواء وصل الشريك إلى النشوة والرعشة أم لا”، تقول تيله لشبيغل أونلاين.
وتتابع الكاتبة الألمانية أن رعشة الجماع مسألة تتعلق بكل طرف بالدرجة الأولى، ولا يدين أي منهما للآخر، وتقول “ليس من المعقول أن نجعل أنفسنا نحن النساء متعلقات بالرجال”. وتستنكر متسائلة أن المرأة كافحت طويلا من أجل استقلاليتها، وفي النهاية يكون الرجل هو المسؤول عن نشوتها ورعشتها؟ يجب أن يكون شعار المرأة “أفعلها متى أريد أنا”، حسب ما ينقل موقع شبيغل عن تيله.
تعلم الوصول إلى رعشة الجماع
لكن يمكن للمرأة أن تسأل نفسها: لماذا يصل الرجل دائما إلى قمة النشوة والرعشة ولا أصلها أنا؟ ويمكنها القول: أريد أنا أيضا، إنني أطالب بذلك، وبالتالي فإن هذا يمكن أن يكون دليلا على المساواة بين الجنسين. لكن “المطالبة لدى ممارسة الجنس سيئة دائما” تقول الأخصائية بمشاكل وأمور الجنس، آن مارلين هينينغ، وقد اشتهرت في ألمانيا من خلال البرنامج الوثائقي للقناة الألمانية الثانية (ZDF) “يمكن للمرء تعلم ممارسة الحب”. وينقل عنها موقع صحيفة “اوغسبورغر ألغماينه” أن “الوصول إلى رعشة الجماع عبارة عن مهارة، والمهارة يمكن للمرء تعلمها عادة”.
وقد توصلت دراسة سابقة عن الجنس إلى أنه من السهل على الرجل والمرأة الوصول إلى المتعة وقمة النشوة والرعشة، لدى مناقشة ذلك مع شخص موثوق به، وليس هناك أفضل من الشريك في العملية الجنسية. وفي النهاية يمكن للشريكين التحدث والمناقشة الصريحة والواضحة عن الموضوع وسؤال كل منهما للآخر عن مشاعره وحاجاته ومتى وكيف يمكن له أن يصل إلى قمة النشوة والرعشة، حسب موقع الصحيفة الألمانية.