موسم الأعياد المجيدة على الأبواب، وها هي الشوارع تحمل زينتها وأنوارها محوّلة لبنان كوكباً يشعّ فرحاً وحياة وأملاً. وعلى رغم ارتداء معظم البلدات اللبنانية زينة العيد، تبقى الأنظار مشدودة نحو تلك المدينة الغافية على بحر وتاريخ، والسؤال واحد: ما جديد جبيل لهذا العام؟!
لا يسع مدينة بهذا الكمّ من السحر والعراقة والفرادة إلا أن تحتفل على طريقتها الخاصة. وهي إذ تُتقن لغة الفرح والأمل والتضامن، تُتقن أيضاً فنّ الإبداع والابتكار، فتضحى في كل يوم وكل عيد وكل مناسبة، تحفة فنية تستقطب القريب والبعيد، و”تنتزع” القاباً عالمية تضيفها الى “سجلّها” التاريخي والحضاري والجماليّ…
“نعمل على أن تكون زينة عيدي الميلاد والمجيد ورأس السنة للعام 2016-2017 أحلى وأكثر ابداعاً”، يقول صاحب شركة Brandon (التي تقوم بتصميم الزينة وتنفيذها) جاد سمعان في حديثه لموقع “لبنان24″، لافتاً إلى أن العمل بدأ مباشرة بعد انتهاء موسم الأعياد السنة الماضية.
ما يميّز زينة هذه السنة بحسب سمعان، انها تزخر بالفرح والأضواء والألوان: “أردنا من خلال التصاميم المبتكرة الجديدة تجسيد عيد الميلاد كما كنا نتخيّله في طفولاتنا وأحلامنا، وركزنا على ان تحاكي الزينة معاني العيد الحقيقية”.
من يقصد جبيل هذه الأيام ويشاهد ورشة العمل القائمة لرفع الشجرة الأساسية في منتصف الشارع الروماني، سيظنّ انها الشجرة التي وضعت منذ عامين : “الجميع يظنّ ذلك، هذا صحيح”، يقول سمعان. لكنه سرعان ما يوضح: “نفخر بأننا اعتمدنا نوعاً من إعادة التدوير، ذلك أننا نستخدم بعض أجزاء الأشجار السابقة في التصميم الجديد (استخدمت قاعدة الشجرة الذهبية)، لكن الشجرة الميلادية لهذا العام ستكون في نهاية المطاف مختلفة كليّا وجديدة وتتميّز كالعادة بجماليات وتقنيات فريدة من نوعها”.
ويلفت سمعان في هذا السياق الى الدعم الذي يقدمه بنك بيبلوس من خلال تغطيته حوالى 50% من تكاليف الزينة، “إيماناً منه بهذا المشروع الذي يحقق أكثر من هدف سياحي وانساني وترفيهي، ويرفع اسم جبيل ولبنان عالياً”.
واذا كانت بلدية جبيل والقيّمون على مشروع زينة الميلاد دائماً ما يسعون إلى تقديم كل جديد ومختلف، إلا أن ثمة ثابتة لا يمكن ان تتغيّر، بل على العكس فإنها تتطوّر وتُصقل من أجل تحقيق الاهداف السامية. العام المنصرم، أطلقت البلدية في موسم الأعياد حملة انسانية من خلال التبرع بدولار واحد عبر الـSMS، وتمّ جمع حوالى 38000 دولار وزّعت بالتساوي على أربع جمعيات خيرية. وهذا العام كذلك، تقترن زينة جبيل الميلادية بمبادرات انسانية من شأنها مساعدة المحتاجين ليس في جبيل وحسب بل في لبنان أجمع.
يقول سمعان:” تستمرّ حملة التبرع بالرسائل الهاتفية والتي من خلالها يستطيع أي لبناني المساعدة حتى لو لم يتمكن من المجيء الى جبيل، يضاف إليها مبادرة جديدة تتمثل بإقامة قرية ميلادية مؤلفة من 8 بيوت خشبية تعرض فيها 8 جمعيات خيرية منتجات محلية على أن تستفيد من الأرباح التي ستُجنى في الموسم من أجل تنفيذ مشاريعها في مساعدة الأطفال والمحتاجين”.
وبحسب سمعان، يُتوقع أن تستقطب جبيل هذا العام أيضاً عدداً كبيراً من الوافدين إليها، وقد يفوق أعداد السنوات الماضية التي وصلت بحسب تقديرات قوى الامن الداخلي الى مليون زائر في فترة الأعياد.
الخميس المقبل في 24 تشرين الثاني سيكون موعد افتتاح احتفالات عيد الميلاد في جبيل، وتحديداً عند الخامسة والنصف من بعد الظهر، حيث ستضاء الشجرة الميلادية وتُطلق المفرقعات النارية ويقدم عدد من الأطفال “ريسيتالاً” ميلادياً، بالاضافة الى مشاركة فنانين يؤديان التراتيل وأغاني العيد.
تستمرّ الاحتفالات المختلفة بشكل يوميّ في مدينة الحرف، وسيكون اللبنانيون على موعد مع احتفال مميّز في يوم عيد الميلاد. وأسوة بالعام الماضي تحتفل جبيل بليلة رأس السنة قبل يوم من العيد (اي في 30 كانون الأول) بحيث يقام حفل ضخم في الشارع الروماني يتخلله اطلاق للمفرقعات النارية وعروض غنائية وفنية مختلفة.
ربيكا سليمان