يعاني فريق برشلونة حامل لقب بطولة الدوري الإسباني، من مشاكل فنية أدت الى تذبذب بالنتائج، وهو أمر أطاح بالفريق من على قمة ترتيب جدول البطولة، وباتت آمال الفريق في الاحتفاظ باللقب للموسم الثالث على التوالي، في مهب الرياح، وتشير أصابع الإتهام الى المدير الفني للفريق الكتالوني وهو.. لويس إنريكي.
وسوف نتحدث في نقاط محددة حول أسباب تحمل إنريكي الجزء الأكبر للتراجع الفني للبرسا مؤخرًا.
من بين الأمور التي أراها هامة للغاية في تقييم أي مدرب، هو كيفية ادارته لميركاتو فريقه خاصة الصيفيّ تحديدًا، وعادًة من الممكن أن أعذر أو التمس العذر لمدرب جديد على فرقته، لم يستطع قراءة احتياجاته الفنية الحقيقية، بسبب عدم تقييمه الفني على أرض الواقع لقدرات لاعبيه، ولكن مع مدرب مثل إنريكي قضى موسمان رفقة البرسا، فمن اللا منطق أن يدير سوق انتقالات فريقه بهذا الوهن والتيه والرعونة!
فمثلا صمم على شراء باكو آلكاسير من فالنسيا، وترك بالمقابل منير الحدادي ومن قبله ساندرو، وكلاهما لا يقلا إن لم يفوقا مردود وقدرات آلكاسير، سواء فنيًا أو تهديفيًا، وكذلك الوقوع في فخ شراء اندريه غوميز، وبهذا المبلغ الفلكي الذي قارب على 60 مليون يورو بإضافة البنود المالية الإضافية كالحوافز والمكافآت، بدون أن يراعي عدم ملاءمة قدرات غوميز لأسلوب لعب البرسا، وبطئه، وكان الأحرى به انتداب كوكي من الأتليتي ولو بمبلغ أكبر قليلًا، لتدعيم خط وسطه، وايضًا موافقته على رحيل برافو والتمسك بالألماني المهتز تير شتيغين، وانتدابه سيلسين، أمر يعكس ضبابية فكره الفني.
فإدارته للميركاتو عكست بوضوح عدم قدرته على قراءة ووزن قيمة العناصر سواء المتواجدة معه، أو التي سعى وتمكن من انتدابها.
وأمر آخر يضع اللوتشو في خانة المدرب الضعيف فنيًا، وهو عدم قدرته على تجهيز لاعبو الصف الثاني، أو ما يسمى بلاعبي “الدكة” بشكل جيد، وخاصة وقت ابتعاد نجومه الأساسيين عن التواجد مع الفريق سواء بسبب الاصابات أو الايقافات، وهو ما يجرنا مجبرين الى عقد مقارنة بين مردود إنريكي وغريمه زيدان، فالأخير في غياب نجوم عدة عن تشكيلة فريقه يمثلون العمود الفقري له، وهم بيبي، راموس، كاسيميرو، كروس، موراتا، بنزيمة، تمكن من تجهيز البدلاء وبث الثقة في أنفسهم، بينما على العكس جاء مردود الفريق الكتالوني مؤخرا في غياب نجومه مثل.. ميسي،انيستا، سواريز، محبطا للغاية لعشاقه.
لا شك أن برشلونة أحد أكبر وأفضل الفرق بالعالم، وبلا شك أيضًا أن ميسي أحد أفضل اللاعبين بالعالم، وأنه أهم لاعب بالبرسا طوال العقد الأخير، ولكن من الأمور المستهجنة أن يغيب ميسي عن الفريق فيصبح بلا حول أو قوة و يسقط الفريق، وذلك بسبب سياسة استمرار الإعتماد عليه بشكل طاغٍ، وعدم الاعتماد على فكر فني يجعل الجماعية سمة الفريق.
عادةً يقال أن الشخص الفطن هو من يتعلم ويعتبر من سقطاته ويستفيد منها ولا يقع بها مجددًا، ولكن مع إنريكي الأمر مغايرًا بالمرة، فمنذ مطلع الموسم والسقطات تتوالى بطريقة مشابهة، حتى عندما يفوز يكون بصعوبة وعلى شفى السقوط في فخ التعادل، مثلما كان الحال بمباراته أمام فالنسيا.
أمرٌ أخير.. من المهم أن نوضح أن الحديث عن إنريكي ونقده، هو أمر ليس نابع من تعادله أمام ملقا، ولكنه نابع من عدم تحضيره لعناصر فريقه معنويا وفنيا واعتبار المباراة بالمتناول، والنتيجة أنه عظم الفارق والهوة بينه وبين منافسه الى 4 نقاط، فحتى لو كانت القدرات الفنية لمدرب ليس في أوجها، لكن يجب أن يعوضها بأمور أخرى، خاصة في حال لعبه منقوصًا من ثلاثي نجومه، لكن اهدار نقطتان على ملعبك ووسط جمهورك، والمنافس منقوصًا لأحد لاعبيه هو أمر يؤكد على وجود خلل بالقيادة الفنية للفريق، أدى الى الوصول الى الإنطلاقة الأسوأ للبرسا منذ نحو عقد زمني.