وضعت بلدية مشحا في محافظة عكار اللمسات الاخيرة على مشروع نموذجي متكامل لفرز النفايات من المصدر، في إطار سعيها لحل مشكلة النفايات وفق مواصفات علمية وبيئية وصحية مدروسة.
وقال رئيس بلدية مشحا خالد عبدالقادر الزعبي: “المشروع أتى نتيجة المعاناة التي تركها ملف النفايات المستفحل على الصعيد الوطني وعلى صعيد البلدات بشكل خاص، فبادرت بلدية مشحا منذ انتخابها وفي خطوة استباقية إلى إنجاز مشروع متكامل لفرز النفايات من المصدر وبزمن قياسي استغرق 4 أشهر.
ولهذة الغاية وتنفيذا للقرارات البلدية التي لحظت الأولوية البيئية بما لها من انعكاسات متعددة عقدت عدة اجتماعات مشتركة بين البلدية ومنظمة انيرا لوضع تصور متكامل للمشروع، وبما ان العمل يتخطى مسألة التخلص من النفايات بالمعنى التقليدي الى مسألة تعزيز ثقافة النظافة بعمومها وجعلها هما بلديا ومواطنيا مشتركا.
بدأ المشروع اولى خطواته مع الجمعيات ونشطاء المجتمع الأهلي والمدني بحملات توعية وورش عمل وارشاد لمتخصصين وتدريب فريق من المتطوعات بلغ 25 متطوعة للغاية، بالتوازي مع البدء ببناء معمل للفرز في منطقة بعيدة عن الاماكن السكنية في خراج البلدة على قطعة ارض مساحتها 2000 متر مربع وبقدرة معالجة يومية تبلغ 9 طن من النفايات يشكل حوالي 20 % منها مواد قابلة للبيع واعادة التدوير بمواصفات علمية مدروسة وتأمين المعدات اللازمة من “معدات التخلص والجمع” المستوعبات والشاحنات والضاغطات، وكانت الخطوة الاخيرة توزيع المستوعبات على المنازل بمعدل مستوعبين للمنزل الواحد”.
أضاف: “تكفل الخيرون من أبناء البلدة بوهب قطعة الارض وانجزت البلدية البناء الذي قاربت تكلفته 25 الف دولار فيما ساهمت “انيرا” بتمويل من مؤسسة عجرم بالتكاليف المتبقية”.
وشكر منظمة “انيرا” والداعم للمشروع مؤسسة عائلة عجرم، ونوه بتعاون اهالي البلدة، وأكد ان “اهمية هذا المشروع انه قابل للتطوير ليشمل في مراحل لاحقة التسبيخ الى جانب الفرز ويمكنه خدمة بعض القرى المجاورة ضمن شروط محددة ويراد منه ان يكون نموذجا يحتذى به على مستوى محافظة عكار ولبنان”.
واشار الى ان “الأهداف الأساسية لهذا المشروع هي تقليص كمية النفايات المرسلة الى مكب سرار والحد من انتشار الأوبئة والروائح وتكون الجراثيم، تخفيف تلوث التربة والهواء والماء، الحفاظ على صحة المواطنين العامة، وتأمين مردود مادي للبلدية يغطي في مراحله الاولى الصيانة والقدرة التشغيلية وما يفيض لاحقا يخصص لمشاريع تنموية اخرى”.
ولفت الى ان “هذا المشروع يؤمن في مراحله الاولى حوالى 10 فرص عمل مهمة لمجتمع يعاني شبابه وشاباته من البطالة ويخدم 6500 مواطن من ابناء البلدة اضافة الى حوالى 3000 آلاف نازح سوري تستضيفهم بلدة مشحا بكل محبة واهتمام. لكن يبقى الكثير من العمل على عاتق البلدية وبالشراكة مع المجتمع الأهلي، وعليها أن تقوم بحملة مكثفة ومنظمة ومستدامة للفرز من المصدر ومن دون ذلك لن نستطيع لاحقا البدء بعملية التسبيخ وانتاج مواد صالحة للاستخدام الزراعي وفرز كميات أكثر وأفضل لإعادة التدوير”.
وناشد وزارة الدولة للشؤون الادارية وسائر المؤسسات المعنية “المساهمة مع البلدية في تحمل تكاليف الصيانة والتشغيل والتطوير لهذا المشروع الحيوي من اجل خدمة الاعداد المتزايدة من ابناء البلدة والقرى المجاورة ومن اجل بيئة نظيفة وسليمة”.
ونوهت مديرة المشروع ديما الزيات “بتعاون اهالي مشحا والنازحين المقيمين في البلدة”، وأكدت ان “المشروع أثبت ان التعاون بين البلديات والاهالي والجمعيات قادر على ايجاد الحلول المناسبة لأزمة النفايات في لبنان وبداياته عبر الفرز من المصدر وستثبت هذة التجربة الناجحة في بلدة مشحا انها ستكون نموذجا فعالا للبلدات الاخرى لمعالجة ملف النفايات بما له من انعكاسات بيئية وصحية”.