سوف يصبح الروسي، فاليري سبيريدونوف، أول شخص تجرى له زراعة رأس كاملة بالعالم، في عملية جراحية معقدة جداً، لا يعرف حتى الآن إن كانت سوف تكلل بالنجاح أو الفشل التام.
وفي الصورة المرفقة يبدو الرجل مبتسماً بشكل مقتضب، وهو يخشى تبعات المستقبل بأنه سوف يمشي برأس يملكه وجسد لشخص أصبح في عداد الموتى تبرع بجسده قبل رحيله.
الانعكاسات النفسية السيئة للعملية
ما سيحدث أن فاليري لن يفقد رأسه حيث سوف ينقل بالكامل إلى جسد آخر معافى، وحيث أن جسده يعاني من مرض يجعله مصاب بالهزال التام وعدم القدرة على الحركة، في متلازمة نادرة تعرف باسم “فيردنغ هوفمان”، تؤدي إلى ضعف تدريجي في العضلات إلى الشلل تدريجياً.
ويقول الطبيب، سيرجيو كنافيرو، الذي سوف ينفذ العملية لأول مرة في العالم العام المقبل، إنها سوف تساعد المصابين بالشلل من أسفل الرقبة على المشي من جديد.
وقد اختير الروسي فاليري، الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، ليكون أول متبرع بثمن حياته لهذا الغرض، رغم إدراكه للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن العملية. فوضع رأس شخص على جسد آخر، قد يؤدي بحسب العلماء، إلى ردود فعل نفسية غير متوقعة، ولهذا الغرض فقد تم تطوير برنامج افتراضي يساعد المرضى أمثال فاليري على التعايش مع عالمهم الجديد قبل الدخول إليه واقعياً.
التدرب على عالم بديل!
البرنامج المذكور طورته شركة هندسية أميركية متخصصة في مجال التكنولوجيا الحيوية، وقد قال الرئيس التنفيذي للشركة، ألكسندر بافلوتيشك، إن هذا النظام الافتراضي يدرب الشخص لمنع أي تفاعلات غير متوقعة، يمكن أن تنتج بعد العملية.
وأوضح بافلوتيشك: “لقد صممنا أول بروتكول على مستوى العالم يتعامل مع هذا العالم الافتراضي الجديد، ليكون للمريض أن يحرك جسده بحرية بعد إجراء زراعة الرأس”.
وقد كشف البروفيسور الطبيب، سيرجيو كنافيرو، صاحب فكرة هذه الجراحة الغريبة، الجمعة الماضي في مؤتمر بالكلية الملكية للأطباء والجراحين في غلاسكو باسكتلندا، أن “الأمر يتعلق بتجهيز الشخص لحياة جديدة بجسد لم يعتد عليه من قبل، لكنه سوف يمكنه من المشي مجدداً بعد الشلل”.
وأكد كنافيرو: “من الضروري أن نساعد هؤلاء الناس على أن يكتسبوا الحركة من جديد، وكذلك يجب أن يتعلموا بشكل سريع للتكيف مع الواقع البديل”.
سكينة ذكية بمواصفات خاصة للجراحة
كما عرض البروفيسور كنافيرو سكينة ذكية ستستخدم في العملية الجراحية تم تصميمها لهذا الغرض، وهي طبعاً لا تشبه السكاكين المعتادة التي يستخدمها الجزارون لذبح الكباش أو تلك التي تستخدم عادة في العمليات الجراحية الروتينية.
فهي قبل كل شيء إلكترونية ذات برمجة عالية، بشفرة تقطع حسب الطلب وبدقة غير مسبوقة، بالميكرومتر، وهو جزء من مليون من المتر، بحيث يتم التحكم الشديد في عملية قطع الحبل الشوكي.
وتم تصميم هذه السكينة من قبل بروفيسور أميركي، بحيث تسمح بفصل النخاع الشوكي، مع أقل أثر محتمل على الأعصاب التي سوف يتم وصلها مجدداً في الجسد الجديد.
الآسيويون يرغبون.. البريطانيون يمتنعون
وأشار كنافيرو إلى أنه يرغب في المضي بهذا النوع من العمليات إلى الأمام، لاسيما في القارة الآسيوية: “حيث إنه من المتوقع سماع أخبار من هناك خلال الأشهر المقبلة، في هذا الخصوص”، بحسب تأكيده، لافتاً إلى أن البريطانيين متحفظين بخصوص هذا النوع من العمليات.
ناقدون لـ “فرانكشتاين حقيقي”
وتطرق كنافيرو في المحاضرة إلى النقد والقلق الذي يبديه منتقدوه بخصوص عمله هذا، وقال إن بعضهم وصفه بأنه فرانكشتاين حقيقي.
يذكر أن فراكشتاين شخصية أدبية عرفت بتركيب شخص واحد عبر تجميعه من عدد من الأشخاص.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور: “بغض النظر عن أي نقد فإنني أمضي للنظر والقول ماذا لو أنكم أصبتم بالهزال الحركي، وفقدان التركيز في المكان. إذن تعالوا لتخبروني عن النتيجة”، موضحاً “هذا ردي على نقد الناقمين”.
تجربة القرد
وقام كنافيرو، في كانون الثاني/يناير الماضي، بالتعاون مع أطباء وباحثين صينيين، بإجراء عملية زرع رأس لقرد، وتم ربط موصلات الدم بين الرأس والجسد الجديد بطريقة ناجحة لإثبات أن ذلك لن يتسبب في إصابة أو جرح بالدماغ، لكن القرد مات بعد 20 ساعة فقط، حيث إن الفريق لم يوصل حبال العمود الفقري، ما يعني إصابته بالشلل التام.