الحريري استقبل موفد الملك سلمان والوفد المرافق واولم على شرف خالد لفيصل : لا نريد لبنان ساحة خلاف عربي بل ملتقى وفاق عربي
استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري، مساء اليوم، في بيت الوسط، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، الذي يزور لبنان موفدا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يرافقه الوزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني والقائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري في حضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري والسيد نادر الحريري. وجرى خلال اللقاء، عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
مأدبة عشاء
بعد ذلك أقام الرئيس الحريري مأدبة عشاء تكريمية على شرف الأمير الفيصل والوفد المرافق حضرها: الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميل، ممثل الرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل، رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ممثل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وزير الثقافة روني عريجي، النائب بهية الحريري، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مطران بيروت للموارنة بولس مطر، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ممثل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام المونسينيور جان فرح وعدد من الوزراء والنواب وقادة الأجهزة الأمنية والسفراء العرب المعتمدين في لبنان وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية والإعلامية ورجال دين.
الحريري
خلال العشاء، ألقى الرئيس الحريري الكلمة الآتية:
“صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل.
أصحاب الفخامة والدولة،
والمعالي والسعادة،
أصحاب النيافة والسماحة،
أيها الأصدقاء.
يطيب لي أن أرحب بسموكم، والوفد المرافق، في لبنان، وفي بيتكم، بيت الوسط، في هذه الأمسية الوطنية الجامعة.
صاحب السمو، إن هذا الجمع الوطني الذي يشرفني بحضوره لمناسبة زيارتكم إنما هو تعبير عن عمق المحبة والمودة والإحترام التي يكنها كل اللبنانيين، للمملكة العربية السعودية ولشعبها، وقيادتها، ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وتأكدوا صاحب السمو، أن كل المجتمعين هنا هذا المساء، إنما أتوا ليقولوا إن علاقات لبنان وشعبه مع المملكة العربية السعودية، أكبر من أن تمس، وأصدق من أن تعكر، وأعمق من أن ينال منها، لا سمح الله. هذه هي رسالة اللبنانيين الحقيقية وهذا هو ضميرهم الحقيقي، تجاه المملكة وشعبها وقيادتها ومليكها.
صاحب السمو، إن حضوركم بيننا اليوم يؤكد مجددا أيضا، على التزام المملكة العربية السعودية شعبا وقيادة، بالعلاقات الأخوية التي تربطها بكل اللبنانيين، وعلى رعايتها الدائمة للبنان، وللدولة اللبنانية، بصفتها الممثل الجامع لإرادة كل اللبنانيين وقرارهم الوطني. اللبنانيون الخارجون للتو من فترة طويلة من الفراغ الرئاسي، والمتطلعون إلى اكتمال نصاب مؤسساتهم الدستورية، يستبشرون خيرا بزيارتكم لبلدنا، لأن المملكة كانت دائما مملكة الخير للبنان وكانت لها الأيادي البيضاء في وقف الحرب الأهلية، وفي إعادة الإعمار بعدها وبعد كل عدوان إسرائيلي.
إن توقيت زيارة سموكم، والوفد المرافق عشية عيد الإستقلال، إنما هو تعبير عن تمسك المملكة العربية السعودية باستقلال لبنان وسيادته وازدهاره. تماما كما أن رسالة هذه الأمسية الطيبة هي أن لبنان المتمسك بهويته العربية، ملتزم بكل القضايا التي تحمل المملكة رايتها، بدءا من استعادة الحقوق العربية كافة وصولا إلى مكافحة التطرف والإرهاب بكل أشكاله ومسمياته.
أهلا بكم، صاحب السمو الملكي، في بلدكم وبيتكم وبين أهلكم، وأهلا بالحضور الكريم، عشتم، عاشت المملكة العربية السعودية وعاش لبنان”.
الفيصل
من جهته، رد الأمير خالد الفيصل، بكلمة قال فيها: “أتشرف اليوم بلقاء لبنان، بقياداته السياسية والفكرية والاقتصادية، ولا أدل على ذلك من هذا الجمع المبارك في هذه الأمسية المباركة، عشية استقلال لبنان.
أحمل إليكم تحية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، متمنيا لكم عيدا مباركا إن شاء الله، وفاتحة خير إن شاء الله إلى مستقبل يستحقه لبنان، بعد هذا الكفاح العظيم، من يوم استقلاله إلى هذا اليوم الذي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون فاتحة خير لمستقبل عظيم لشعب عظيم وقيادات حكيمة.
لقد وصلت اليوم لأنقل رسالتين من خادم الحرمين الشريفين لفخامة الرئيس ميشال عون، الأولى لتهنئته باختياره وانتخابه رئيسا لجمهورية لبنان، هذا البلد العظيم والكبير بقيادته وأهله، والرسالة الثانية هي لتقديم الدعوة لفخامته لزيارة المملكة العربية السعودية. ولقد رحب فخامته بتقبل الدعوة، على أن تبدأ بعد استكمال مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية وأن زيارته للمملكة سوف تكون الأولى من لبنان إلى أي بلد عربي.
إنني أفخر بلبنان وبأهله، لأنهم دائما، كما عودونا، يهبون لنصرة بلدهم العظيم متجاوزين كل مصاب وعقبات، ليبرهنوا للعالم أجمع أنه لا حدود لعزيمة وقدرة لبنان وأهله على صنع المستحيل. أنتم أيها الأخوة والأخوات تبرهنون على ذلك في كل مناسبة. كما أنني في نهاية كلمتي القصيرة، أود أن أؤكد لكم رغبة وتمنيات كل إنسان سعودي من أخوانكم وأخواتكم السعوديين والسعوديات، بأن لهم أمنية واحدة يودون أن أنقلها لكم في مثل هذا المساء المناسب لمثل هذه الأمنية، أننا لا نريد لبنان ساحة خلاف عربي، بل ملتقى وفاق عربي”.