أحيا حزب الكتائب اللبنانية، الذكرى الثمانين لتأسيس حزب الكتائب اللبنانية والذكرى العاشرة لاستشهاد الوزير والنائب بيار الجميل ومرافقه سمير شرتوني، بقداس في بازيليك “سيدة لبنان” في حريصا، ترأسه راعي أبرشة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي.
حضر القداس ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الياس بو صعب، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب عاطف مجدلاني، ممثل رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، ممثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أمين عام تيار “المستقبل” أحمد احريري، الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، الوزراء: اكرم شهيب، بطرس حرب، ريمون عريجي، أشرف ريفي والان حكيم، السفير البابوي غابريال كاتشا، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وعقيلته كارين، النواب: سامر سعاده، دوري شمعون، نديم الجميل، فادي الهبر، جان اوغاسبيان، جمال الجراح، احمد فتفت، هادي حبيش، فادي كرم، كاظم الخير، انطوان سعد، أمين وهبه وايلي كيروز، الوزراء السابقون: زياد بارود، عصام ابو جمرة، عصام نعمان، جو سركيس، مروان شربل، منى عفيش، فادي عبود والنائب جورج عدوان ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، النائبان السابقان صولانج الجميل وانطوان حداد، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن سعيد القزح، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد نبيل عفيفي، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد وليد عون، ممثل المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة المقدم مروان صافي.
كما حضر امين عام حزب الوطنيين الأحرار الياس ابو عاصي، رئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوض، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، نائبا رئيس حزب الكتائب جوزف ابو خليل والوزير السابق سليم الصايغ والأمين العام رفيق غانم، نقيب المحامين السابق جورج جريج، فؤاد ابو ناضر، أرملة الشهيد باتريسيا ونجلاه أمين والكسندر، نيكول الجميل، يمنى الجميل زكار، الأم ارزة الجميل، عائلة الشهيد سمير شرتوني الذي قضى مع الشهيد بيار الجميل، ليلي جورج سعاده، نجل النائب الشهيد انطوان غانم توفيق، واعضاء المكتب السياسي الكتائبي والمجلس المركزي وحشد كبير من المحازبين والمناصرين والأصدقاء.
الرقيم البطريركي
وتلا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الرقيم البطريركي فقال: “لقد أولاني البطريرك مار بشارة بطرس الراعي شرف تمثيله في هذا القداس، الذي نقيمه لراحة نفس عريس الشهداء عزيزنا الشيخ بيار امين الجميل الذي استشهد في سبيل لبنان”.
أضاف: “أنقل إليكم بركة البطريرك وتعزيته للعائلة ولجميع اللبنانيين الذين فقدوا قائدا سياسيا بطلا زرع في القلوب والساحات وعودا لغد أفضل. اننا لا ننسى تلك الساعة الرهيبة التي نالت فيها يد الغدر من الشهيد البطل”.
وتابع: “ما من شك في ان الرب يسوع الذي كلمنا عن حبة الحنطة كان يعني بها شخصه وجسدة بالاولوية. وان الغلبة لن تكون للموت والفناء بل للقيامة التي نؤمن بها ايمانا ثابتا. القرون المسيحية الثلاثة الاولى توطد بنا الرجاء بأن الاستشهاد اكليل غار يضعه الله على رؤوس محبيه”.
وأردف: “ندرك جميعا ان شهداءنا هم رأسمال حياتنا الروحية وقوة الكنيسة، وان الشهادة من اجل الوطن تثبت المواطنين في محبتهم لبلدانهم. لقد انتصر شهيدنا بالشهادة كل الانتصار وبقيت قضيته حية منيرة وهي لن تموت. إننا لن ننسى وجه الشهيد الذي قرر العودة شابا الى لبنان وحزبه كان مشتتا وقد فقد وحدته فتحدى الصعاب واظهر مع الشجاعة حكمة فاجأت الجميع فلمع نجمه، وما سهل له خوض غمار المعركة الفكرية والسياسية الكبرى ما اتخذه من وهج المبادىء الوطنية التي تربى عليها والدوحة العائلية التي تمرست على محبة لبنان وقد رأى عمه الرئيس البشير يمشي عالي الرأس امامه”.
وقال: “ان نضال بيار اثار حفيظة المتنكرين للوطن، انها المأساة الوطنية الكبرى اذ كيف يعتدى عليه ولماذا وألسنا امام مشكلة حضارية؟ لبنان يشكل محور التقدم والسلام وجاء نضاله نظيفا طاهرا لذلك الذين قتلوه لم يكونوا سوى لأنفسهم قاتلين، انها نكسة اصابت المنطقة التي سقطت في دوامة حروب اساسها رفض الآخر. ان مأساة اغتيال بيار الجميل بحجم مأساة حضارية اكبر من مأساة وطن، ولم يبق خيار الا ان نكمل هذه الرسالة وقد ارسل الله الينا تعزية بتسلم شقيقه الشيخ سامي المسؤولية”.
أضاف: “ما أخال الشيخ بيار في هذا العيد الوطني للبنان سوى مطلق دعوة جدية ان استفيقوا من تخدير ارادتكم الوطنية وارتفعوا الى مستوى الرجال العاملين معا ليحيا لبنان”.
وختم: “أيها الشيخ الحبيب شكرا لاطلالتك على اهل وطنك وانت من عليائك تتابعهم”.
نجل الشهيد
بدوره، قال نجل الشهيد: “في الذكرى العاشرة لاغتيال والدي عندما أقف لأصلي له أنظر في وجه كل واحد معنا فأرفع رأسي وأقول: من قال إن بيار الجميل مات؟. هو حي في كل واحد منا وحي في كل واحد فيكم”.
وتوجه الى والده بالقول: “يا والدي، فخري واعتزازي صار أكبر لانتمائي الى صفوف الكتائب، حزب الاوادم والأوفياء الذي لا يساوم ولا يعقد التسويات ولا يبحث عن الغايات ولا يتقن تدوير الزوايا لمصلحة شخصية”.
أضاف: “حزب الاوفياء الذين ما يزالون مستعدين ليدفعوا أغلى الأثمان الذين لم يتنكروا لتاريخهم وشهدائهم ليبقوا ثابتين بوعدهم وبالقضية التي آمنت بها. بعد كل هذه السنوات وبفضل الحزب المارد والأصيل أنا ورفاقي قادرون على النظر في عيني أمي وأخي وكل والد شهيد وأخ شهيد وأم شهيد، ونقول لهم اننا لم نتخل عن القضية التي استشهد من أجلها قريبك او حبيبك. بيار والـ6000 شهيد سيبقون الشعلة التي لا تنطفىء في قلوبنا وفكرنا”.
وختم: “نطلب منك يا رب ان تبقي عينك على الوطن لتبقى العائلة الكبرى تضم جبهة وطنية حقيقية، ولعيونك يا والدي باقون وفي الكتائب مستمرون ليبقى لبنان لكل اللبنانيين من دون اي تمييز”.
الرئيس الجميل
من جهته، قال الرئيس الجميل بعد القداس: “بعد 10 سنوات على غياب بيار نقول اننا ثابتون. نحن بمظلة بكركي ثابتون ومع البطريرك الراعي وفخامة الرئيس ميشال عون، ولا ننسى ان بيار والتيار الوطني الحر كانوا في الصف نفسه ايام زمن الوصاية. نحن ثابتون مع الرئيس نبيه بري الذي يناضل مع الندوة البرلمانية التي حافظ عليها ونشكر مشاركته لنا في هذه المناسبة، كما اننا ثابتون مع رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام وثابتون على الخط الاستقلالي. ولا حاجة لنؤكد اننا ثابتون مع الرئيس سعد الحريري. ان دم بيار امتزج مع دم رفيق اللذين سقيا لبنان بدمهما ليبقى وطن الحرية، ونؤكد للجميع اننا ثابتون معكم كعائلة في خدمة لبنان، نحن وآل الشرتوني والنضال مهما كانت كلفته سيبقى في خدمة لبنان”.
رئيس الكتائب
ثم كانت كلمة لرئيس الكتائب استهلها متوجها الى الشهيد بالقول: “نحن يا بيار نقول لك وباسم كل رفاقك، اننا قادرون ان ننظر اليك بصورتك ووجهك وبالرئيس العنيد والشيخة جويس ونيكول وباتريسيا وبعيون الكسندر وامين وبعيون عائلة سمير وبعيون الرئيس البشير، ونقول اننا لا نخون القضية التي استشهدتم من اجلها. ولمن تجرأ عليك وعلينا من خلالك واعتبروا انهم اذا قتلوك يقتلون القضية التي تدافع عنها، واطلب منهم النظر الى هذه الساحة وسترون امامكم عشرات الآلاف من بيار الجميل، انت تركتنا لكننا نشعر بك كل يوم ونعيش معك كل يوم وابناك يشبهانك كل يوم اكثر واكثر وزوجتك تكمل المسيرة وكلنا ومصرون على القول ان بيار الجميل لا يموت ومهما فعلتم بنا نحن نقف من جديد”.
أضاف: “بتاريخ الاوطان هناك اشخاص يتركون بصمة وآخرون يقفون ويقولون لا ويضحون بحياتهم وهم حجر الاساس للبنان، وانت يا اخي احدهم، ننظر اليك في هذه المناسبة لانك الوحيد مع كل من اعطى حياته، الذين تفهمون ما نقول فهناك الكثيرون ممن لم يعودوا يفهمون علينا. نضال الكتائب من اجل لبنان هو نضال متجرد مبني اولا على حب لبنان لا حب المناصب والسياسة والسلطة والوزارات ودافع نضالنا حب القضية ونؤمن بأن الله هو من قدم لنا هذه الارض لنحبها وندافع عنها مهما كلف الامر فنضالنا الوطني مبني على حب لبنان وحب الحرية انما أيضا على الصدق والاخلاق والوفاء وممارستنا اليومية، ونعتبر أن لا حياة وطنية صحيحة الا على اساس تلك القيم الثلاث التي تربينا عليها على يد المؤسس بيار الجميل”.
وتابع: “قدمنا أغلى التضحيات وناضلنا من اجل الحرية التي هي اساس لبنان وعندما نقبل ان يقرر عنا احد نكون قد فقدنا مبرر وجودنا. يقولون لنا ان نتعاطى بواقعية ونحن مستعدون لها ولان نكون ايجابيين لكن الواقعية السياسية لا تعني التخلي عن كل معنى وجودنا ولا ان نضع وراءنا المبادىء والثوابت فقد دخلنا الى مجلس النواب مع قضيتنا ومبادئنا وشهدائنا، تستطيعون ان تأخذوا منا كل شيء الا كرامتنا ومصلحة بلدنا فالشهادة للكتائب هي كالمعمودية لانها تجعل من القضية التي ندافع عنها مقدسة وتجعل من المساومة امرا ممنوعا”.
وأردف: “وقفنا ضد كل من حاول وضع اليد على مصلحة لبنان ومستعدون للتضحية بكل شيء اذا كان ثمن الوزارة اوالنيابة التخلي عن الثوابت ودم الشهداء وواجبنا تجاههم ان نكمل بالنضال وألا نساوم على الثوابت والمبادىء. مشروع الكتائب مشروع لبناني لبناني ومشروع بناء دولة حقيقية وهي لا تبنى بنصف سيادة ونصف ديمقراطية ونصف انتخابات ونصف كذب، فإما تكون او لا تكون. لقد مللنا المساومة ونصف الرجال، فالدولة القوية هدفنا ولا يمكن بناؤها الا اذا اصررنا على ان يكون استقلالنا وحريتنا وسيادتنا وديمقراطيتنا كاملة فنضالنا من اجل دولة حرة سيدة مستقلة وبصلب قضية الكتائب الشعب اللبناني، وتعبنا من رؤية شباب يفقدون الامل بلبنان”.
وقال: “الكتائب تناضل من اجلكم ولا نقبل ان نعيش الا في لبنان يشبهنا، لذلك سنكمل مع من يحب ان يضع يده بيدنا ولن نستسلم كي نصنع بلدا يشبه شباب لبنان. أيها الرفاق، اتوجه اليكم بكلام وجداني من القلب لنقول لبيار، اننا اذا اردنا ان نوفيه ونكون على قدر شهادته يجب ان يكون ايماننا ثابتا لا يتزحزح ونفتخر بشهدائنا وبقضيتهم ونكمل النضال وتبقى الكتائب الصوت الحر في لبنان. أيها الرفاق، اللبنانيون بحاجة اليكم ولأن تفتحوا بيوت الكتائب وقلوبكم لكل الناس التي تشبهنا وتريد بناء بلد دون مساومة وتنازلات من كل الطوائف والمذاهب، فالمشوار طويل ونريد للكتائب ان تكون مؤسسة ديمقراطية ثابتة وفية مناضلة ومقاومة ومستعدة للتضحية دفاعا عن لبنان دون مقابل وتربيح جميلة وكذب بل مؤسسة للمستقبل”.
أضاف: “مسؤوليتنا كبيرة لانكم الوحيدون الذين بقيتم بالمرصاد، وتحية لكل كتائبي سمع ما لم يسمعه احد في الفترة الاخيرة، ولكل كتائبي بقي صامدا مؤمنا بالقضية ووفيا للشهداء وللقضية. فما نفع الانسان اذا ربح العالم وخسر نفسه؟ وما نفع حزب الكتائب اذا ربح كل المناصب وخسر قضيته؟ الكتائب وجدت للدفاع عن لبنان وعن الحرية وإما ان تكون كذلك او عمرا ما تكون”.
وختم: “ننظر الى هذه المرحلة الجديدة ونقول للجميع لا تخافوا من الكتائب اذا كنتم تعملون لمصلحة لبنان، ولا تتكلوا ان تحيد الكتائب قيد انملة عن ثوابتها. ننظر بإيجابية الى المستقبل ولنبق ضمير الوطن ورجال القضية ودائما في خدمة لبنان. والكتائبيون سيبقون ثابتين ثابتين ثابتين”.
وطلب اختتام الاحتفال بالنشيد الكتائبي.