أبرق رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو معزياً بوفاة الزعيم الكوبي الراحل فيدال كاسترو، وجاء في البرقية: “بوفاة شقيقكم الزعيم الكوبي فيدال كاسترو، يكون قد رحل واحد من آخر رموز حركات التحرر والثورات ضد الإستعمار التي طبعت الحقبة الممتدة من الخمسينات والستينات حتى مطلع القرن.
قاد الزعيم الراحل واحدة من أكبر المواجهات مع قوى الإستعمار رافضا خضوع كوبا للسياسات والإملاءات ومحققا نهضة علمية وطبية ملحوظة.
إنطلق من ثورته والأسس التي ركزها في كوبا لمساندة مجموعة من دول أميركا اللاتينية التي كانت أيضا تقبع تحت نير الانظمة الديكتاتورية، مقدما الدعم للشعوب للذهاب نحو فتح آفاق مراحل جديدة تكون بعيدة عن التأثير الأجنبي ومرسلا البعثات الطبية التي تميزت فيها بلاده في مختلف أنحاء القارة.
ناصر قضايا وحركات التحرر في مواقع مختلفة حول العالم وتدخل في العديد من الدول الإفريقية منها أنغولا لمحاربة قوات جنوب أفريقيا وسواها من البلدان لإسقاط نظام التمييز العنصري بالتعاون مع نلسون مانديلا إنطلاقا من اقتناعه بالمساواة بين البشر ورفضه التفريق بينهم على أساس العرق أو اللون أو الدين.
كما دعم القضية الفلسطينية ورفض الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، مؤكدا الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في أرضهم وبيوتهم وأملاكهم كما ساعد في الحرب العربية – الإسرائيلية سنة 1973 من خلال الدعم العسكري.
وقف بحزم ضد نظام العقوبات الأميركية والغربية التي فرضت على بلاده لنحو خمسين سنة مسقطا بهذه المواجهة النظريات التي تروج لتطبيق العقوبات على الدول والتي يدفع ثمنها في نهاية المطاف الشعوب أكثر مما يدفع ثمنها الحكام إلى أن وصلت كوبا في عهدكم إلى مرحلة من تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات.
لقد ربطتني بالرئيس الراحل فيدال كاسترو علاقات وثيقة، كما ربطت الحزب التقدمي الإشتراكي، الذي كانت له مواقف واضحة رفضا لحصار كوبا، علاقات وطيدة مع الحزب الشيوعي الكوبي وأرسيت أسس للتعاون على عدة مستويات منها تقديم المنح التعليمية لطلاب لبنانيين للدراسة في كوبا وسواها من الأطر.
ختاما، أتقدم منكم ومن أسرة الزعيم الراحل ومن الشعب الكوبي بالتعزية، متمنيا لكوبا أن تنهض إقتصاديا وإجتماعيا لتستلحق بعض ما فاتها من تقدم بسبب سنوات العقوبات والعزلة الطويلة”.