حذَّرت الشرطة البريطانية، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، الشباب في بريطانيا من موجةٍ متصاعدة لهجمات عصابات الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت.
إذ يقوم بعض المجرمين من خارج البلاد باستخدام استراتيجيةٍ تُعرَف باسم “فخاخ العسل”، يستخدمون فيها فتيات جذابات لإغراء رجال الأعمال والطلاب الشباب الواعدين لارتكاب أفعال فاضحة أمام كاميرات الويب، دايلي ميل.
تسجيل بالكاميرات وابتزاز
يقوم هؤلاء المجرمون بتسجيل تلك الأفعال، ثم يبتزون الرجال المستهدفين لدفع مبالغ كبيرة من المال من خلال تهديدهم بمشاركة المقاطع المصورة مع عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم.
وفي إشارةٍ إلى النتيجة المروعة التي من الممكن أن تتسبب فيها هذه الجرائم، انتحر 4 من الرجال الذين استهدفتهم تلك العصابات بعد تعرضهم للابتزاز، تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.
تسجيل 864 حالة خلال عام
كشف محققو الشرطة البريطانية، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني، بعض التفاصيل عن الحجم المروع لهذا النشاط الإجرامي للمرة الأولى منذ ظهوره، في محاولةٍ لوقف مدّ الضحايا. تم بالفعل هذا العام تسجيل نحو 864 حالة، وهو ضعف عدد الحالات العام الماضي.
الآلاف لا يبلّغون الشرطة
منذ 5 سنوات، كان عدد الحالات المشابهة قليلاً جداً. أما الآن، يعتقد الخبراء أن الآلاف يقعون فريسةً لهذه العصابات ولا يقومون بإبلاغ الشرطة.
ويحذر الضباط بالوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا من أن الشباب البريطاني يتم استهدافه من قِبَل عصاباتٍ في المغرب، والفلبين، وساحل العاج.
واكتشفت الوكالة أن هذه العصابات تدير جرائمها في مراكز تُدار بطريقة أشبه بالمصانع؛ إذ تستخدم ممثلين لخداع الرجال المستهدَفين، ثم يقوم المبتزون بالتواصل معهم. ولديهم أيضاً مراكز مالية لغسل الأموال التي يتقاضونها.
استهداف الضحايا عبر الإنترنت
وقال المحققون إنَّ العصابات تستهدف ضحاياها عبر موقع فيسبوك، ومواقع التعارف عبر الإنترنت، وأيضاً مواقع التشبيك المهني كموقع “لينكد إن”. وفي معظم الحالات، تستهدف العصابات الأشخاص بناءً على مدى قدرتهم على دفع المال وما إن كان لديهم ما يخسرونه أم لا في حال نشر المقاطع المُسجلة.
تتراوح الفدية التي تطلبها هذه العصابات من مئات إلى آلاف الجنيهات الإسترلينية، وتطلب من الضحايا إرسال الأموال عن طريق حوالة مصرفية إلى حساب مجهول.
انتحر بعد استدراجه في أثناء المحادثة على كاميرا الويب
في السياق نفسه، يحاول المدعي العام الاسكتلندي ترحيل رجل فلبيني لمحاكمته في اسكتلندا بسبب انتحار الشاب دانيال بيري، من مدينة دنفرملاين، والذي كان يبلغ من العمر 17 عاماً، في شهر يوليو/تموز عام 2013؛ إذ انتحر دانيال بعد استدراجه في أثناء المحادثة على كاميرا الويب.
في العام الماضي، انتحر الطالب رونان هيوز، من مقاطعة تيرون بإيرلندا الشمالية، وكان يبلغ من العمر 17 عاماً، بعد نشر صوره على الإنترنت.
يقول المحققون إنَّ الابتزاز يتم بطريقة بسيطة ولكنها خادعة، تتضمن استخدام المجرمين حساباتٍ زائفة لمصادقة الضحايا عبر الإنترنت.
يقوم بعدها المجرمون بالتفاعل مع الضحايا في محادثاتٍ إلكترونية من خلال أحد برامج المحادثة عبر الفيديو، وسرعان ما تأخذ تلك المحادثات طابعاً جنسياً.
أصغر الضحايا 11 عاماً
الهدف من ذلك هو إقناع الضحايا بالقيام بأفعال فاضحة أمام كاميرات الويب، يقوم المجرمون سراً بتصويرها، ثم استخدامها لابتزاز الضحايا.
وتشير الأرقام التي نشرتها الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا، إلى أن النسبة الأعلى من الضحايا هي الرجال بين 21 و30 عاماً، بينما كانت الضحية الأصغر تبلغ من العمر 11 عاماً فقط.
وكانت الوكالة قد نشرت مقطعاً مصوراً على موقع يوتيوب لتحذير الضحايا المحتملين الأكثر ضعفاً من هذه المخاطر.
وقال مارتين هيويت، مساعد المفوض بشرطة سكوتلاند يارد، والمسؤول عن مكافحة الجرائم الجنسية للبالغين ببريطانيا، عن هذا الابتزاز الجنسي، إن “هذا التهديد المتزايد مقلِق للغاية. لقد رأينا كيف انتحر 4 من الشباب لأنهم لم يروا مخرَجاً من هذا المأزق. هذه جريمة مؤذية ومثيرة للاستياء”.