هي “القوة الناعمة” في جيش المحبة المحيط اليوم بفخامة الرئيس ميشال عون الذي دعا الجميع في خطابه عشية عيد الاستقلال الثالث والسبعين “الى تجهيز السواعد لأن آوان بناء الوطن قد حان، وورشة البناء تحتاج الى الجميع، وخيرها سيعمّ الجميع”.
الملبّون كثيرون، وعلى رأسهم السيدة كلودين ابنته الوسطى التي، بمجرد اللقاء بها، تلفك طمأنينة من قلب القصر الجمهوري بأن العهد الجديد بأيد امينة، تحت عيون ساهرة لم تنم يوما في عز المحن وصولات الجبهات وطموحات القرار الحر.
ورداً على سؤال حول زيارتها الملجأ الذي اختبأت فيه يوم 13 تشرين الاول 1990، وما الذي استعدته في هذه اللحظات؟، أجابت كلودين عون روكز:”دخلت اليه عن طريق الخطأ، في اليوم التالي لدخولنا القصر. كنت اود زيارة بعض المكاتب ودخلته من دون ان ادري انه الملجأ وتضايقت جدا. عادت الى ذهني ومضات متلاحقة سريعة من ذلك النهار وصورة هذا المكان بزواياه الثماني. انهمرت دموعي واردت ان اخرج منه بسرعة. هذه المرحلة الصعبة اردت طيها. تبقى كالجرح الذي وان ختم يبقي علامة. بالنهاية الحياة يجب ان تكمل ولا يمكن ان يبقى الانسان اسير الماضي والصور البشعة. استرجعت دخول الضباط، وجه امي ناديا، المتطوعين.. . لو عرفت لكنت دخلته مع اخوتي وليس لوحدي”.
وأضافت “استحلفت منير الذي كان يتولى حراستكم باطلاق النار عليك وعلى شقيقتك ووالدتك مع وصول القوات السورية الى بوابات القصر خوفا من الاسر مقابل المقايضة بالجنرال.. هو المرافق منير ابو نكد كان معنا ولم يتركنا ولا يزال منذ قيادة الجيش مع الجنرال. لما اقتربت القوات السورية من ابواب القصر طلبت منه ذلك. كنت بعمر الثامنة عشرة وتعرفون ما يعنيه الاب لصبية في مثل هذا العمر. لم ارد ان نؤخذ كأسرى حتى لا نتحول الى ورقة “شانتاج” او مقايضة على ابي.. لم اكن اريد ان يؤذوا الجنرال، وكان ذلك برأيي افضل من الخطف والعذاب”.
وفي سؤال:”هل ظلم زوجك العميد ببعض المواقع، كعدم تسلمه قيادة الجيش مثلا؟”، قالت:”الجيش هو من ظُلم.. تعرفون محبة الجنرال للجيش وتفانيه له، وتعرفون مدى محبة الكثيرين من افراد هذه المؤسسة له واعترافهم بتضحياته وكفاءته لقيادتها”.
ورداً على سؤال حول مشوار روكز بالنيابة أم بالوزارة، قالت:”الامور مرهونة بأوقاتها. نحن لا نتوانى عن اية خدمة في اية قضية وطنية أو انسانية او رياضية. بالامس القريب كان دعمه لمستشفى الكرنتينا، من خلال “مركز كارلوس سليم للطفولة” بمبادرة من جمعية “بيرث اند بيوند ــ (اسامي)” لمساعدة الأم والطفل، وقد استقبل منذ افتتاحه ما يفوق 250 طفلاً مريضاً معظمهم ذوو حالات صعبة، والهدف من الحملة تعزيز الثقة بين المواطن اللبناني والمستشفى الحكومي.
وروت عون كيف تعرفت الى روكز:”اعرفه منذ التسعينات يوم دخل الى مكتب والدي وكنت موجودة فيه. اعترف بانني اصبت بـ”صعقة الحب” “coup de foudre” منذ ذلك الحين. بعد زواجي السابق لم اكن على استعداد للارتباط من جديد لولا شامل، وكنت مستعدة ان اعيش مع اولادي الثلاثة بشكل مستقل بعيدا عن اي ارتباط. الا ان صدقه في مشاعره، وعدم زواجه طيلة تلك المدة شكلا حافزا لارتباطي به العام 2011 وانجابي منه لولديّ جاد وعماد، ونعيش جميعاً مع اولادي الثلاثة من زواجي السابق تحت سقف واحد.
“حرب الأصهرة”
وعن “حرب الاصهرة” في القصر، قالت:”ابداً.. لكل ميزاته وتطلعاته، ونحن نجتمع في مختلف مناسباتنا معا. لا انكر طبعا ان الوزير باسيل والعماد روكز شخصيتان مختلفتان، الا انهما ليسا على خلاف. اما صهري روي فهو من اقرب الاشخاص، وهو مجتهد بشكل كبير”.
عبير انطون – الافكار