سياسيو الكراهية

لا يمكن لمتابع السياسة إلا وأن تُخدش أذناه من كميّة اللؤم والافتراءات والاحتقار والتجريح والإهانات والشتائم والسخرية التي يكيلها السياسيون بعضهم لبعض. هذا ليس في لبنان فقط بل وفي الكثير من بلدان العالم.

وكلنا يذكر المناظرات التي حصلت بين دونالد ترامب وهيلاريكلينتون مؤخراً.

ما يعنينا في بلادنا هو أن المسؤولين والمحلّلين السياسييّن وأصحاب البرامج الساخرة ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يُمارسون فنون قلّة الاحترام بنشاط كبير وبابتكارات بديعة وبنشوة عارمة. كما يبدو أن هذه من عدّة شغل السياسي التي من دونها لا يستطيع ان يربح شعبية أو يشعر بالسلطة والقوة والغلبة والاعتبار.

ويأتي خلف هؤلاء إعلاميون وصحافيون ومواطنون يُرددون كالصدى أدبيات السفاهة التي وإن زادت من موجات الضحك إلا أنها تزيد من تعقيد الحياة السياسية وتخريبها وانحدار المستوى الأخلاقي العام لدى الشعب.

الغريب أننا نرى أقنعة التهذيب والوقار تسقط عن وجوه ساستنا، ونسمعهم يحتقرون بعضهم بعضاً، وأحياناً يُحرّضون على الكراهية الجماعية والفردية، ويمارسون الاغتياب والاغتيال المعنوي ويبثون البغضاء والتطرف بدل تقديم النقاشات الجدية والحجج المقنعة ولا ننتفض ولا ننزعج حتى.

والأغرب أننا صرنا نظن أن السياسة هي فن الاتهامات والشتائم والبذاءة و”المهترة” واستعراض دائم لخفّة الدم اللاذعة بدل أن تكون فن تدبير شؤون الشعب.

القسيس د. ادكار طرابلسي

اخترنا لك