استيقظت ألمانيا على فاجعة جديدة أشعلت الانتقادات الشعبية مجدداً ضد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خاصة فيما يخص سياساتها تجاه ملف اللاجئين، فمنذ تم الإعلان عن العثور على جثة فتاة ألمانية (19 عاماً) بعد اغتصابها وقتلها يوم 16 تشرين الأول الماضي في مدينة فرايبورغ جنوب ألمانيا، والصحافة الألمانية تتابع القضية عن كثب، حتى أعلنت النيابة الألمانية أن التحقيقات أثبتت أن الجاني لاجئ أفغاني يبلغ من العمر 17 عاماً.
وذكرت صحيفة “هت نيوز بلاد” البلجيكية على موقعها الإلكتروني أن طالبة الطب الشابة “ماريا لادنبيرجر” تم خطفها يوم 15 تشرين الأول الماضي، حين كانت عائدة على دراجتها الهوائية من إحدى الحفلات الجامعية بالقرب من محطة شوارزوالد، وفي وقت لاحق من الليلة ذاتها عثر على جثتها في نهر دريسام وفقاً لما أوردته صحيفة “دويتشه فيله” الألمانية.
الحمض النووي للجاني
وقالت الصحيفة إن التحقيقات أشارت إلى أن الشابة توفيت قبل سقوطها في النهر، وأنه تم اغتصابها قبل قتلها خنقاً ثم إلقاء جثتها في النهر، وكان الفحص النهائي والذي قاد إلى الجاني هو فحص الحمض النووي لخصل شعر عثر عليها على دراجة الشابة الألمانية قبل خطفها، والتي أثبتت أن الجاني مراهق أفغاني في السابعة عشر من عمره، وكان يقيم مع عائلة مضيفة في مدينة فرايبورغ، وتم اعتقال الشاب الأفغاني يوم الجمعة الماضي، ووفق ما أعلنته وسائل الإعلام الألمانية فإن الشاب اعترف بارتكابه الجريمة.
لاجئ قاصر
وذكرت الصحيفة أن المراهق الأفغاني دخل ألمانيا كلاجئ “قاصر من دون أهل” العام الماضي، وهو ما أدى به إلى الانضمام إلى أسرة ألمانية تبنته وتكفلت برعايته، ووفقاً لصحيفة “فرانكفورتر” فإن الشابة الألمانية ضحية المراهق الأفغاني ربما تكون ابنة لأحد أكبر المسؤولين الألمان في الاتحاد الأوروبي، وليس واضحاً بعد ما إذا كانت الشابة على معرفة سابقة بالجاني أم لا، خاصة وأنه كان يسكن بالقرب من منزلها بالمدينة ذاتها.
جريمة مشابهة
وذكرت الصحيفة أن الشرطة الألمانية تقوم حالياً بالبحث عما إذا كان هناك رابط بين هذه الجريمة، وجريمة مشابهة وقعت في تشرين الثاني الماضي في مدينة فرايبورغ أيضاً، والتي راحت ضحيتها الشابة الألمانية كارولين ج. (27 عاماً)، والتي عثر على جثتها بعد خروجها لممارسة رياضة الركض بالقرب من منزلها، وأثبتت التحقيقات لاحقاً أنه تم اغتصابها قبل قتلها.
ميركل في قفص الاتهام
أعادت هذه الجريمة الانتقادات الحادة مجدداً ضد ميركل لتحتل صدارة الصحف الألمانية الصادرة اليوم الأحد، وبحسب الصحيفة فإن “النقاش حول سياسة أنجيلا ميركل تجاه ملف اللاجئين اشتعل مجدداً، ليشكل خطراً كبيراً على وجودها السياسي في الفترة المقبلة”، وقالت الصحيفة أن المستشارة الألمانية كانت أعلنت خلال الأسبوع الماضي أن ألمانيا “لن تضع سقفاً لأعداد اللاجئين الذين ستقبل بهم على أراضيها”، وكانت بذلك ترد على الانتقادات الواسعة التي شنها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والذي دعا مراراً لعدم السماح بأكثر من 200 ألف لاجئ سنوياً إلى ألمانيا.