أسف عضو المكتب السياسي الكتائبي الياس حنكش للمشهد السياسي الحالي، مشيراً الى ان هناك “تناتش” على الحصص في الحكومة وشروط وشروط مضادة، آملاً الا يكون هناك نوايا للعرقلة وان يؤثّر الامر على تأليف الحكومة ويؤجّلها الى ما بعد الاعياد.
وقال في حديث لبرنامج “كلام بيروت” عبر المستقبل: “الحكومة العتيدة من المفترض ان يكون عمرها قصيراً لذا يجب عدم وضع شروط على الحكومة لانها اتية من اجل انجاز قانون الانتخابات والموازنة”، مشدداً على ان الهدف من اي وزارة ليس تقديم الخدمات.
واكد حنكش ان حزب الكتائب لا يضع شروطاً، وقال: “نحن نترفّع عن المكاسب السياسية والمناصب، فالتعاطي في الشأن العام هو الذي يميّزنا عن ما هو موجود اليوم ولو كانت الشعبوية تهمنا لدخلنا في صفقة انتخاب الرئيس ميشال عون، لكن الكتائب تقوم بقناعاتها بما يتناسب مع مسارها النضالي.”
ولفت الى ان حزب الله اوصل عون الى الرئاسة، لكن بعدم تأليف الحكومة المتضرر الاكبر هو الرئيس المكلف سعد الحريري وهذا الامر يصبّ في مصلحة حزب الله.
ورداً على سؤال، رأى ان الاشتباك حالياً ليس شيعياً-مسيحياً بل صوّر بهذا الشكل، مضيفاً “لكن اعتقد انه يعكس الجو الاقليمي الموجود، وحزب الكتائب يدعو دائماً الى الحياد”.
واعتبر حنكش ان هناك التقاء مصالح للعرقلة، مشيراً الى ان استمرار فراغ السلطة التنفيذية
بعد معاناة لسنتن ونصف من الفراغ الرئاسي يدلّ على انه لا يوجد قرار بتسيير امور البلد.
ورأى ان وضع كل الاضداد في الحكومة لن يجعلها منتجة وفاعلة لان الشروط والشروط المضادة ستنتقل الى داخل الحكومة.
وذكّر بموقف الكتائب ان عون يحمل مشروعا مناقضا لمشروعنا، والامر نفسه ينطبق على فرنجية فعلى الرغم من العلاقة الشخصية الممتازة معه إلا اننا لم ولن نبدي العلاقة الشخصية على المشروع السياسي، في المقابل شدد على ان حزب الكتائب منفتح ويتواصل مع الجميع لان البديل عن الحوار هو الحرب.
ولفت عضو المكتب السياسي الكتائبي الى ان العامل الوحيد لعدم قيام الدولة التي تشبهنا هو وجود دويلة حزب الله، وقال “حزب الله يمسك بزمام الامور ونأمل الا يزيد تعاليه وتعجرفه بالتعاطي في الشأن اللبناني بعد انتصار حلب”.
بالانتقال الى موضوع قانون الانتخاب، أمل حنكش ان تكون نوايا القيمين على دفن الستين صحيحة، فالتصريحات العلنية تشير الى ان كل المكونات السياسية ترفض العودة الى الستين لكن في المقابل الكل يستفيد من الستين والمتضررين قلائل كحزب الكتائب.
وتابع “نرى ان قانون الدائرة الفردية الذي تقدم به الكتائب هو الانسب، وتقسيم لبنان الى 128 دائرة يمكّن القاعدة الشعبية من محاسبة النائب المنتخب”.
واردف : “لدينا “لاءان”، اولاً “لا” للتمديد للمجلس النيابي الحالي، والـ”لا” الثانية هي العودة الى الستين، ونعوّل على العهد الجديد”.
وعن زيارة مفتي الجمهورية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، قال حنكش: “هذه الزيارة أحرجت رئيس الجمهورية والمكونات السياسية، وفيها رسالة استثمار وصول عون”، مذكراً بأن الموفدين الايراني والسوري كانا من اول المهنئين.
ووصف حنكش قول الرئيس السوري بشار الاسد “على عون ان يعرف ان لبنان لا يمكن ان يحيّد نفسه” بأنه املاءات مرفوضة، معتبراً ان عون لن يقبل بهكذا املاء من الخارج، والدليل حذف بعض التعابير من كلمة المفتي التي القاها في قصر بعبدا وفي بكركي بعد لقائه البطريرك الراعي.
وتابع “لبنان ليس محيّداً عن صراعات الخارج، ومن مصلحة كل اللاعبين الدوليين تمرير الرسائل عبر لبنان الذي مازال لسوء الحظ يلعب هذا الدور، وهناك شعور انه سيتم اعتماد الحياد وهذا الامر من صلب مشروع الكتائب من اجل القيام بلبنان”.
وشدد حنكش على اهمية دعم الجيش اللبناني بكل ما اتيح من وسائل، فالجيش هو الضمانة الوحيدة خصوصا بغياب الوجود السياسي، ووجّه تحية لكل جندي، مشيراً الى ان كل عملية للجيش توفّر على لبنان الاف الضحايا لان الخلايا الارهابية لن توفّر اي منطقة ومكان.
وتعليقاً على ما يحصل في حلب، اسف حنكش للصمت الدولي وعدم القدرة على توفير سقوط الضحايا، معتبراً ان الحل في النهاية سياسي وليس عسكرياً.
وفي الذكرى الـ11 لاغتيال النائب جبران تويني قال “جبران كان يمثّل الشباب وهم قتلوا الصوت الحر والجرأة التي كان يتمتع بها، قتلوا جبران وقتلوا معه القسم فنحن نرى اليوم الاصطفاف الطائفي، فلبنان بعد فترة الحرب لم يشهد خطاباً طائفياً متشنجاً كالذي نشهده حالياً”.