تناولت القمة الخليجية – البريطانية، التي عقدت في قصر الصخيرات بالعاصمة البحرينية المنامة أمس (الأربعاء)، المخاطر التي تهدد أمن الجانبين، مؤكدة على أن «التهديدات المشتركة تتزايد وتتطور حيث يمارس الإرهابيون عملياتهم عبر الحدود الوطنية من أجل التآمر لتنفيذ هجمات ضد مواطني الجانبين».
وشددت القمة على أنه «مع الاستخدام السيئ للإنترنت يبرز تهديد جديد، ومع وجود دول معينة مازالت مستمرة في التصرف بطرق تهدد الاستقرار في المنطقة، وتهدد بالتالي أمن العالم الغربي وتتطلب بالتالي الحاجة إلى تعزيز العمل المشترك».
وكان قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقدوا صباحاً في قصر الصخير بالعاصمة البحرينية المنامة أمس (الأربعاء) اجتماعاً مشتركاً مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ضمن أعمال القمة الـ37 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وترأس وفد المملكة العربية السعودية في القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما التقطت الصور التذكارية لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورئيسة وزراء بريطانيا.
وفي مستهل الاجتماع ألقى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كلمة أعرب فيها باسم قادة دول مجلس التعاون عن الشكر لرئيسة وزراء بريطانيا على حضورها هذا الاجتماع المهم في أول زيارة رسمية لها للمنطقة، ضيفة شرف في هذه القمة، وما تحمل من دلالات بالغة الأهمية لتقوية مسيرة التعاون التاريخية العريقة التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا لأكثر من 200 عام.
وقال الملك حمد بن عيسى في كلمة له بهذه المناسبة: «نتطلع إلى أن تُثمِر محادثاتنا عن آفاق أرحب من التعاون، نستشرف من خلالها طبيعة ومتطلبات مرحلة العمل المقبلة بين الجانبين لنصل إلى اتفاقات وقرارات نوعية جديدة للبناء على ما تم إنجازه، عبر تبادل المرئيات والخبرات لمستويات أكثر تقدماً في المجالات كافة، خاصة السياسية، والدفاعية، والأمنية، والاقتصادية، والتركيز على تطوير الشراكة بين القطاع العام والخاص، واستثمار الفرص الكبيرة والواعدة، من خلال خطة عمل محددة وواضحة تعتمد الآليات المناسبة لاستمرارية التشاور والتعاون والتنسيق وبما يوثق من علاقاتنا الاستراتيجية مع بريطانيا».
الصباح: العلاقات الكويتية – البريطانية بدأت منذ قرون
أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عمق ومتانة العلاقات الخليجية – البريطانية والبعد الاستراتيجي لتلك العلاقة.
وأشار إلى أن «الأحداث الدولية أثبتت عمق وصلابة العلاقة مع بريطانيا باعتبارها حليفاً تاريخياً عبر الدور الكبير الذي تلعبه في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة»، موضحاً أن «هذه القمة تأتي لتضيف أبعاداً أخرى إلى هذه العلاقة للانطلاق بها إلى آفاق أرحب تعكس عمقها وتجذرها استكمالاً لسلسلة اللقاءات التي تعقد على المستويات بين مجلس التعاون وبريطانيا كافة، حيث يتواصل العمل المشترك بين مجلس التعاون وبريطانيا من خلال الحوار الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية الذي يشكل امتداداً للجهود المبذولة لتنسيق المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والذي انبثقت عنه خطة العمل المشترك، التي نسعى إلى توسيع نطاقها وتمديد إطارها الزمني».