أكّد موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي أنّ الإمارات العربية المتحدة التي شنّت عمليات عسكرية عدة من ميناء عصب الإريترية في إطار مشاركتها في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب في الصراع اليمني، تعزز بنتيها التحتية في هذا البلد الأفريقي، إذ يعمل الجيش الإماراتي على إنهاء أعمال بناء منشأة عسكرية في شمال غربي عصب، معتبراً أنّ لجوء الإمارات إلى قواعد عسكرية خارج حدودها يكشف عن طموحها كما حلفائها من الدول الخليجية في تعزيز نفوذها العسكري في المنطقة.
في تقريره، كشف الموقع أنّ الإمارات استهلت أعمال بناء القاعدة العسكرية في إريتريا منذ أيلول العام 2015، لافتاً إلى أنّها بلغت مرحلة متقدمة وإلى أنّ المنشأة الجديدة التي تتوسط مدرجاً مطار لم يتم استخدامه، تضم مآوٍ للطائرات ومساكن لأطقم العمل.
وتابع الموقع الذي أرفق تقريره بمجموعة صور التقطتها الأقمار الصناعية قائلاً إنّه يتم العمل حالياً على بناء مرسى للسفن بالقرب من المدرج، على الخط الساحلي. كما واعتبر الموقع أنّ ما تقوم به أبو ظبي يدل على أنّ وجودها لعسكري في إريتريا يتعدى ما بندرج ضمن إطار مهمة قصيرة الأمد تهدف إلى دعم العمليات العسكرية التي تُشن عبر البحر الأحمر، فالقاعدة جزء من استراتيجية الإمارات طويلة المدى، التي تشمل أصولاً عسكرية في قاعدة في شرق ليبيا بالقرب من مصر، على حدّ ما أورد.
في السياق نفسه، رأى الموقع أنّ هذه القواعد ستتيح للإمارات بالعمل بشكل فاعل في الجانب الآخر لشبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، مستطرداً بالقول إنّها ستؤثر في الجهود التي يبذلها مجلس التعاون الخليجي بهدف تشكيل تحالفات ديبلوماسية، علماً أنّ كلاً من السعودية وأبو ظبي تقرّب من دجيبوتي ومصر والسودان وإريتريا خلال السنوات الفائتة.
إلى ذلك، أكّد الموقع أنّ قاعدة عصب تضم أصولاً جوية إمارتية وجنود مشاة يشكّلون ما يشبه الكتيبة، لافتاً إلى أنّهم مزودون بدبابات فرنسية الصنع من طراز “لوكليرك”.
ختاماً، رجح التقرير مواصلة الإمارات تعزيز علاقاتها العسكرية مع بلدان المنطقة ما من شأنه أن يكبّر نفوذها، معتبراً أنّ هذه القاعدة تدل على التفاتة في سياسة أبو ظبي العسكرية، فبموجب هذه الخطوة انضمت الإمارات إلى عدد قليل من البلدان التي تستفيد من قواعد عسكرية خارج أراضيها.