العميد روكز خلال الإحتفال بمرور 25 عاماً على استقلال أرمينيا : تعلمنا من هذا الشعب أن الإلتزام بالقضية

نظمت جمعية “تكيان” الثقافية احتفالا بعنوان “أرمينيا في قلب لبنان”، لمناسبة مرور 25 عاماً على استقلال ارمينيا عن الاتحاد السوفياتي، شارك فيه العميد شامل روكز وعقيلته كلودين عون روكز، في حضور وزيرة الشتات في جمهورية أرمينيا هرانوش هاغوبيان، السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا، السفير الأرمني في لبنان صامويل ميغيرديتشيان، النائب شانت جنجنيان ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب أنطوان زهرا، والأستاذ سامي خويري ممثلاً رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، رجال دين يمثلون الطوائف الأرمنية والمؤسسات التربوية الأرمنية ورئيس مزار سيدة لبنان في حاريصا الاب يونان عبيد.

افتتح الإحتفال بالنشيدين الأرمني واللبناني، ثم كانت كلمة ترحيب من عضو مجلس أمناء الجمعية الدكتور فيكان أسيليان، تلتها كلمة للأب عبيد قال فيها: “صحيح أن الأرمن هم في قلب لبنان، فقد شكلوا منذ قرن جماعة في قلب هذا البلد، وتعايشوا مع طوائف أخرى وانسجموا بعمق وفاعلية ضمن المجتمع اللبناني”.

وأضاف: “أسهم الأرمن مساهمة فاعلة في الحياة السياسية والفنية والإجتماعية، وأسسوا أكثر من كنيسة ومدرسة وجامعة وأندية رياضية وثقافية”، وشدد على العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، مشيرا إلى أن “لبنان هو البلد الثامن في العالم الذي استقبل المهاجرين الأرمن وهو البلد العربي الوحيد الذي اعترف بالمجزرة الأرمنية منذ 11 أيار من العام 2000”.

سفير ارمينيا

ثم كانت كلمة لسفير ارمينيا شدد فيها على “التواصل بين لبنان وأرمينيا منذ ما قبل نيل أرمينيا لاستقلالها ومع حصولنا على الإستقلال استمر هذا التواصل التاريخي بين جزأين من الشعب الواحد وأصبح أعمق”.

واضاف : “نحن فرحون لتطور هذه العلاقة باستمرار والطرفان يستفيد منها. فهمنا في السفارة الأرمنية منذ تأسيسها في العام 1994، كانت دائما وضع كل الجهود الممكنة لجمع الشعبين الأرمني واللبناني، هذا الهدف والمهمة سيستمران دائما وسنرفعهما إلى مستويات الأعلى”.

ولفت إلى أن هذا اللقاء “يعرف الأرمن في لبنان واللبنانيين إلى مواقع الجذب في أرمينيا وفنها وثقافتها وهو يشمل دعوة لكل من يرغب في زيارة أرمينيا في أي وقت، كما يعرفهم إلى الفنون والرسوم الأرمنية وهي جزء من المخيلة الأرمنية والمقاربة الأرمنية للتعبير عن الحياة والبيئة”.

روكز

أما، العميد روكز فلفت في كلمته إلى أن “التفاعل الإيجابي بيننا وأكثر من 150 ألف مواطن أرمني – لبناني في مجتمعنا قد علمنا الكثير، علمنا أن الولاء والوفاء ممكن أن يكونا وجهين لقضية واحدة: الولاء للبنان والوفاء للقضية الأرمنية. علمنا أن الحياد الملتزم مبني على ثوابت أساسية أهمها الدفاع عن شرعية الدولة ومؤسساتها، ودعم سيادة لبنان واستقلاله وحريته، والعمل على احترام مبدأ التعايش بين كل الطوائف، ورفض العنف والسلاح أو أي خلاف يؤدي إلى التناحر. تعلمنا من الشعب الأرمني أن التواضع والتكاتف وخدمة المجتمع أهم بكثير من المراكز، وتعلمنا أن الإندماج لا يعني الإلغاء أو الذوبان، وأن احترام القوانين والتأقلم لا يعني نكران الذات أو الخنوع أو الذل، وأن الحفاظ على الثقافة واللغة والتقاليد لا تعني التخلف أو التصلب ولذلك نجد كنيسة ومدرسة وناد في كل المجتمعات الأرمنية”.

وأضاف : “تعلمنا من الشعب الأرمني أن الإلتزام بالقضية ينعكس التزاما بالعمل وبالدقة على الصعد الصناعية والتجارية والحرفية والتربوية كافة، لأن لبنان بلد التنوع يجب أن يتحدث عن الإبادة الأرمنية في كتاب التاريخ اللبناني لأن الذكريات مهمة جدا في صناعة التاريخ، والتاريخ الأرمني مدرسة في قيم الوطنية والأخلاق. كما تعلمنا أن التمسك بالهوية الوطنية، لا يلغي الإمتنان والتقدير أو الإنتماء للهوية الرديفة”.

وتابع : “اليوم ونحن على ابواب الأعياد المجيدة وبخاصة عيد الميلاد، نتمنى ونصر على ولادة حقيقية للقضية الأرمنية، وإن هذه الولادة لا تصح إلا بإعتراف بعض الدول والبرلمانات بالمجازر الجماعية التي طاولت الشعب الأرمني، أو عبر إصدار جوازات سفر للمتحدرين من أصل أرمني، أو حتى بإعتراف تركي واضح وصريح”.

وختم : “الولادة تبدأ باستعادة كل حقوق الشعب الأرمني المظلوم وبالتعويض عن كل الخسائر المادية والبشرية وبخاصة المعنوية، كما تبدأ عندما نتمكن وبكل فخر من طي هذه الصفحة السوداء في تاريخ الشعب الأرمني والسماح للشهداء بأن يرقدوا بسلام”.

هاغوبيان

أخيراً، تحدثت هاغوبيان عن العلاقات المميزة التي جمعت البلدين منذ عهد الإستقلال.

وتخلل اللقاء عرض وثائقي عن تطور أرمينيا خلال 25 عاما، وإزاحة الستارة عن منحوتة للفنان أناطولي أفيتيان وعرض لأبرز لوحاته.

اخترنا لك