قصة الإثنين الأبيض الذي تحوَّل إلى … أسود

“إنَّه الإثنين الأسود والأبيض والرمادي في آن واحد”… هكذا وصف أحد المخضرمين والمتابعين ما حصل يوم الإثنين، أول من أمس، على صعيد عملية تشكيل الحكومة.

بدأ النهار ميالاً إلى اللون الأبيض مع الإجتماع الذي انعقد في الصرح البطريركي في بكركي، بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه.

رئيس تيار المردة تحدَّث عن “حلحلة” لكنه تكلَّم بلهجة تصعيدية، هذا التصعيد الكلامي لم يترك ارتياحاً في دوائر القصر.

هنا بدأ اللون يميل من البياض إلى الرمادي.

انتقل النائب فرنجيه إلى عين التينة، وكان قد سبقه إليها القيادي في تيار المردة المحامي يوسف فنيانوس. خرج النائب فرنجيه ليُعلن أنَّ الرئيس بري أعطى تيار المردة وزارة الأشغال، وشكر رئيس المجلس، كما أبدى ارتياحه لموقف الرئيس المكلَّف سعد الحريري.

انتهت جولة النائب فرنجيه عند هذا الحد لتشتعل الساحة السياسية في “هبَّة” واحدة:
من قصر بعبدا، إلى معراب وحتى إلى بيت الوسط.

دوائر قصر بعبدا قرأت في “نبرة” النائب فرنجيه، سواء في بكركي أو في عين التينة تصعيداً في حقِّ الرئيس ميشال عون.

دوائر معراب عبَّرت عن استيائها مما جرى في عين التينة، إذ أنَّ “الرئيس بري أعطى ما لا يملك”، وتروي دوائر معراب أنّه عند بدء عملية التشاور في تشكيل الحكومة، طلبت حقيبة سيادية باعتبار أنَّ الثنائية الإسلامية نالت حقيبتين سياديتين، والأحرى بالثنائية المسيحية أن تنال حقيبتين سياديتين.

لم يمر هذا الطرح فاستعيض عنه بإعطاء القوات حقيبة أساسية خدماتية هي حقيبة الأشغال، وهذا ما جعلها تُسقِط الأَسماء على الحقائب التي أُعطيت لها، وبات التفاوض في مكان آخر.

يوم الإثنين تُفاجأ القوات بأنَّ الرئيس بري أعطى حقيبة الأشغال للنائب سليمان فرنجيه، وهي من حصتها، فأبدت استياءً على مستويين:

المستوى الأول أنَّ الرئيس بري يلعب دور الرئيس المكلَّف في عملية التشكيل وتوزيع الحقائب، كما أنَّ دوائر بيت الوسط عبّرت عن استيائها أيضاً، وهذا ما دفع الرئيس نبيه بري إلى إيفاد معاونه السياسي وزير المال في حكومة تصريف الأَعمال علي حسن خليل إلى بيت الوسط لتطرية الأجواء.

المستوى الثاني من الإستياء دفع بالرئيس المكلَّف إلى إيفاد الدكتور غطاس خوري، الذي سيُوزَّر من حصة الرئيس الحريري، إلى معراب.

هكذا، مع حلول ساعات المساء، تحوّل يوم الإثنين من أبيض إلى أسود، وعاد الحديث عن أنَّ
عملية تشكيل الحكومة عادت إلى المربَّع الأول، لكن الوقت يضغط، كيف سيرد فخامة الرئيس ميشال عون؟
وأين؟
وبماذا؟
زار الأستاذ ملحم رياشي بيت الوسط وأبلغ إلى الرئيس المكلَّف استياء الدكتور جعجع مما جرى في عين التينة، تلقف الرئيس الحريري الموقف وأوفد الدكتور غطاس خوري إلى معراب، فهل سيكون المخرج بإعطاء القوات اللبنانية حقيبة الصحة كتعويض عن حقيبة الأشغال؟
ننتظر لنرى.

الهام سعيد فريحة

اخترنا لك