أعلن وزير البيئة محمد المشنوق في بيان اليوم أنه ” وبناء على المسح الميداني للتنوع البيولوجي في المياه البحرية اللبنانية تم تسجيل أكثر من 200 نوع جديد في البحر الأبيض المتوسط.
وقد أظهر المسح أن لبنان يستضيف ميزات بحرية فريدة تستحق الحماية.
وقد تولى عملية المسح خبراء منظمة Oceana العالمية التي تعنى بالمحافظة على المحيطات عالمياً، وقد أعجب خبراؤها بحزام رائع من الحدائق المرجانية اكتشفت على عمق 80 متراً، وبالشعاب المرجانية الجميلة، وبمجموعة كبيرة من الاسفنج.
وقد شكل بعض انواع الاسماك مفاجأة ايضا، فقت تمت مشاهدةlongnosed skate (DipturusOxyrinchus) لأول مرة في المنطقة البحرية في الشرق وسجل قرش Lantern الوجود الأول لهذا النوع في المتوسط.
وقد تم هذا المسح الميداني في عمق البحر بناء لطلب من وزارة البيئة وبالشراكة معها، ونفذت المهمة في مناطق لبنانية لم تتم دراستها سابقا، وذلك من 3 الى 28 تشرين الاول 2016.
وقد شمل هذا المسح أربعة مواقع بحرية هي: خليج شكا – البترون، خليج جونيه – خليج السان جورج، خليج بيروت، وخليج سينيق جنوب صيدا.
وإستخدم في المسح قارب أجنبي وشارك الى جانب خبراء منظمة Oceana عناصر من القوات البحرية التابعة للجيش اللبناني وخبراء من مركز علوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العالمية ومركز النشاطات الاقليمية للمناطق المحمية الخاصة في المتوسط RAC/SPA وقد تم مسح المناطق التي يبلغ عمقها 1050 متراً حيث ركز العلماء على نظام الأخاديد البحرية الذي يعتقد أنه الأكثر تعقيدا في المتوسط كما في غيره من أعماق البحار.
وسيتم استخدام نتائج هذا المسح لوضع خريطة المناطق المحتمل إعلانها كمناطق محمية بحرية، ولوضع خطوط توجيهية لاستخدامها من قبل وزارة البيئة حول إدارة هذه النظم الايكولوجية القيمة والموائل.
ويأتي هذا المسح لأعماق البحار في لبنان بعد أن اصدرت الحكومة اللبنانية “الاستراتيجية اللبنانية الخاصة بالمحميات البحرية” في العام 2012 التي اقترحت أربعة مواقع في عمق البحار ليتم اعلانها كمناطق محمية بحرية، نظرا لأهميتها من ناحية الانظمة الايكولوجية والتنوع البيولوجي.
واعتبر المدير التنفيذي لمنظمة Oceana في أوروبا ” أن لبنان يشكل مثالا ممتازا لحماية الكائنات البحرية في جنوب شرق المتوسط مع التزامه بدراسة الحياة البحرية وحمايتها. وأن العمل المشترك بين الحكومة اللبنانية والعلماء المحليين والمنظمات الدولية أحرز تقدما هائلاً نحو حماية هذه البيئة الحساسة”.
تجدر الاشارة إلى أن المسح جرى من خلال مشروع ممول من منظمة MAVA، تنفذه وزارة البيئة ومنظمة Oceana مع الشركاء التاليين: الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة IUCN، ومركزالنشاطات الاقليمية للمناطق المحمية الخاصة RAC/SPA-UNEP/MAP ، ومركز علوم البحار في لبنان التابع لمجلس الوطني للبحوث العلمية”.
من جهة أخرى، نفذ مركز النشاطات الاقليمية للمناطق المحمية الخاصة في المتوسط RAC/SPA بالتعاون مع وزارة البيئة، مسحا آخر في المياه الساحلية اللبنانية من 28 ايلول الى 7 تشرين الاول 2016، شارك فيه خبراء من مركز علوم البحار والاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة IUCN في ثلاث مناطق هي: جبيل والبترون والمدفون، من خلال استخدام القارب “قانا” التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية. وجاء هذا المسح استكمالا للتعاون القائم بين وزارة البيئة والمركز والذي شمل مسوحات سابقة اجريت ايضا مع نفس الشركاء في مواقع الروشة، ورأس الشقعة وأنفه في العام 2012، وفي مواقع الناقورة وصخور صور وصخور صيدا في العام 2013″.