في الوقت الذي غابت فيه امرأة من أوهايو عن المحكمة للإدلاء بشهادتها، فيما تعرضت له من جرم صديقها السابق، بسبب عدم قدرتها المطلقة على مغادرة المستشفى، فقد استدعت وسائل الإعلام إلى غرفتها بالمشفى للحديث عن ليلة كابوسية عاشتها، بعدما صبّ عليها الرجل البنزين وأشعل فيها النيران، لتحترق بشكل بشع.
وأقر الرجل ويدعى، مايكل سلاجير (41 عاماً)، يوم الاثنين الماضي بالجرم، وأنه أشعل النار في محبوبته السابقة، جودي مالينوفسكي، وبعض الممتلكات العامة، بالإضافة إلى حيازته أدوات إجرامية وذلك في آب 2015.
ووجد القاضي في كولومبوس بأهاويو أن الرجل مذنب، وحكم عليه بالسجن بعقوبة أقصاها 11 عاماً في السجن.
وكانت مالينوفسكي (33 عاماً) التي قضت 16 شهراً في المستشفى للتعافي من الإصابات التي هددت حياتها، قد انتوت بشدة الذهاب للمحكمة للإدلاء بشهادتها ضد سلاجير، لولا أنه أحبط ذلك باعترافه النهائي.
وبدلاً من ذلك، تحدثت مالينوفسكي إلى تلفزيون WSYX حول الحادثة، وذلك من سريرها في المستشفى بالمركز الطبي لجامعة ولاية أوهايو ويكسنر.
ليلة الشر المحض
وسردت المرأة كيف أن الرجل سكب عليها البنزين، بعد مشادة وراء محطة وقود بطريق سريع في مدينة غاهانا بولاية أوهايو، وذلك ليل 2 آب 2015، مؤكدة أن عينيه كانتا تنطقان بـ “الشر المحض”.
وأضافت: “لم أكن أعرف أن الإنسان يمكن أن يكون بذلك الشر، لقد ظل واقفاً ينظر لي وأنا أحترق ولم يفعل شيئاً”.
وقد حافظ سلاجير على شهادة مزيفة، يُصرّ عليها طوال الفترة الماضية، وهي أن الحريق نتج بالخطأ عن سيجارة كان يحاول إشعالها.
فيما كان محاميه يجادل بأن موكله كان عاني أيضا من حروق، بسبب محاولته إطفاء النيران.
وبحسب صحيفة محلية فقد أوردت أن والد سيلاجر، السيد هارولد ذكر أمام المحكمة يوم الاثنين أن ابنه يحب جودي حقاً.
وباءت أي محاولة تبريرية لإنقاذ الرجل عندما قال القاضي: “لا يوجد ما يمكن قوله لشخص مثلك يا سيلاجر، لقد فعلت شيئاً لا يمكن أن يفعله إلا إنسان بلا روح”.
معاناة المحبوبة السابقة
وقد أسفر الحريق المبرح عن إحراق المرأة، وهي أم لطفلتين، وصنف من الدرجة الرابعة أو الخامسة، بحيث غطى 80% من جسمها، وكلفها أصبعين وكلتا أذنيها اللتين ذابتا في النار.
ورغم مرور أكثر من عام ونصف، فالمرأة لا تزال في العناية المركزة لم تغادرها وتتنفس بواسطة جهاز صناعي وتتكلم بصوت خافض جداً، بسبب تضرر قصبتها الهوائية في الحريق.
وقالت إنها لا تزال تعاني من جروح واسعة ومفتوحة على الظهر والأرداف يصعب ترميمها.
كما أنه ليس لديها فرصة للشفاء العاجل، بسبب أنها لا تستطيع أن ترقد على بطنها نتيجة صعوبة التنفس التي تعانيها، وذلك بحسب ما نقلت حملة تبرعات عبر الإنترنت تم إطلاقها بالنيابة عنها.
52 عملية جراحية
وعشية إجراء العملية رقم 52 لها هذا الأسبوع، قالت مالينوفسكي من سريرها، وهي تعاني التخدير الذي أدمنه جسمها بسبب العمليات المتكررة، إنه لا أحد يستطيع أن يتحمل ما تحملته من ألم لحق بها.
والمرأة كذلك تتعافى أيضا من سرطان المبيض الذي كانت مصابة به من قبل الواقعة.
اعتراض على العقوبة
وقد أبدت اعتراضها على الحكم الذي ناله سلاجير، وقالت: إنه من المفترض أن يحكم عليه بالإعدام.. إذا هي أصلاً لم تمت بهذه الجروح الفظيعة.
فيما طالبت والدتها بعقوبة السجن مدى الحياة على الأقل.
احتمال ضعيف للحياة
ويقول الأطباء إنها قد لا تستطيع أن تعيش طويلاً بهذا الشكل.
وقد وجهت مالينوفسكي رسالة من المستشفى إلى ضحايا العنف أمثالها بأن يستيقظوا، ودعت مع مناصريها لقانون يضاعف العقوبات في حال الحرق المتعمد.
ويشار إلى أنها أم لطفلتين، بنت في التاسعة وأخرى في الـ 12.