نظمت جماعة “رسالة حياة” كعادتها في كل عام “لقاء الولادة الجديدة” الذي يضم أكثر من 500 عائلة فقيرة من مختلف المناطق، بعنوان “من أجل عالم جديد ولنشر ثقافة السلام والحياة”، برعاية السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا وحضوره، قائمقام المتن مارلين حداد والمؤسس والأب العام وسام معلوف.
وشارك في اللقاء العائلات المحتاجة والأطفال والشبيبة والمسنون والمسنات الذين تستقبلهم الجماعة بشكل دائم في دير الحياة الجديدة – أنطلياس، بالإضافة إلى أكثر من مئتي شخص متطوع ساعدوا في التنظيم.
بدأ اللقاء بالتجمع في دير الحياة الجديدة – فوار أنطلياس، حيث كانت كلمة ترحيب للأب معلوف عرض فيها لبرنامج النهار، مشيراً الى أن “نشاطات متعددة ستتخلل هذا العام ستعلن في حينها إبتداء من هذا اليوم وتختتم في الحادي والعشرين من أيلول المقبل، بإحياء “اليوم العالمي للسلام” وذلك بهدف تعزيز ثقافة السلام والحياة وتثبيت عدالة اجتماعية أفضل من خلال النضال الى جانب من هم الأكثر فقرا وحاجة”.
كاتشيا
وكانت لكاتشيا كلمة قبل الإنطلاق إستهلها بالشكر على الدعوة، معبراً “عن فرحه بأن يكون في عداد الحضور في افتتاح العام الجديد الحافل بنشاطات “رسالة حياة” وقال: “سنة جديدة هي كطفل في طور النمو. إنه سر الميلاد الذي سنحتفل به سوية. كيف نعيد الميلاد؟ علينا أن نفعل كما فعل يسوع نفسه، ففي الميلاد نحن نغادر المدينة الكبيرة متوجهين الى بلدة صغيرة، بيت لحم، في الأطراف، مكان ضيق، من أجل استقبال الرب، حيث توجد مغارة، فقراء، رعاة، فهناك نجد يسوع”.
أضاف: “نحن نريد الإنطلاق بحثا عن يسوع، لهذا نحن مدعوون بدورنا للخروج من منزلنا والتوجه الى حيث هناك إنسانية في البؤس، بالبساطة، ففي هذا المكان نكتشف أن الرب حاضر، وإنه لفرح عظيم”.
وهنأ جماعة “رسالة حياة” على المبادرة “استعدادا لاكتشاف أن الرب حاضر بيننا، وأنه هو فرحنا وقوتنا”، وقال: “لسنا نقدم الهدية بل نحن نقبلها، فالهدية هي يسوع نفسه: “هو عطية الله والنور الذي ينير كل إنسان “، خاتما بقوله بالعربية “ميلاد مجيد”.
بعد ذلك، زار السفير البابوي بعض العائلات الفقيرة في بيوتها قبل توجهه إلى الفوروم دو بيروت للمشاركة في لقاء “الولادة الجديدة”، حيث كانت للأب معلوف كلمة شكر فيها الإعلامية دنيز رحمة فخري التي أدارت اللقاء، آملا في أن “يستمر جميعنا، كل من موقعه، في نضاله من أجل حقوق الإنسان معلنا باسم الجماعة افتتاح السنة التي سننطلق منها على مراحل عدة صوب الآخر، لأن عيد الميلاد لا يقتصر على يوم واحد في السنة بل هو انطلاق دائم نحو الآخر”.
وأشار معلوف الى برنامج الجماعة لهذه السنة “محطات ستتوجه فيها الى سائر المناطق من أجل مسح دمعة والتأكيد على حضور المسيح الحي في وسطنا، انطلاقا من قداس السلام، مرورا بمحطات أخرى، وصولا الى إحياء اليوم العالمي للسلام في 21 أيلول المقبل”.
وقال : “إن هذه اللحظات التي تشهد لقاءنا إنما تؤكد على عمق المحبة الكامنة في قلوبنا والتي نريدها أن تبلغ أكبر عدد ممكن من الأشخاص”، شاكرا لجميع الذين “ساهموا في دعم وإقامة اللقاء لا سيما المتطوعين والمتطوعات والممثلين والقيمين على الفوروم”، آملا في أن نصل يدا بيد الى “أكبر عدد ممكن من أجل عالم جديد ومن أجل نشر ثقافة السلام والحياة، وأن نبقى مجموعين من أجل إحداث تغيير حقيقي في قلب مجتمعاتنا”.
بدوره، طرح كاتشيا عددا من الأسئلة على الأطفال المشاركين في اللقاء، وقال:” أن ولادة يسوع في قلب كل واحد منا، تعني أن عيد الميلاد هو أيضا عيدنا”، مشددا على أنه “إن لم يكن يسوع في قلبنا، فلم ولن يكون هناك عيد ميلاد أو احتفال”.
ورأى كاتشيا أن “يسوع ولد في قلب كل من ساهم في إقامة اللقاء، من الأب وسام، الى جماعة “رسالة حياة”، الى القيمين على الفوروم دو بيروت، ليكون ميلادا مجيدا للجميع”.
ورأى أنه “علينا تعلم طلب الرب بقولنا: تعال أيها الرب يسوع، وأن نكون على مثاله أشخاصا خيرين، متنبهين لحاجات الآخرين، فعندها سيأتي الرب”.
أضاف : “من أجل رغبتكم في أن تكونوا أشخاصا أكثر صلاحا ولطفا، ومبادرين لاستقبال الأشخاص الذين لا يملكون الإمكانيات التي تتمتعون بها، لذلك فإن الرب جاهز للحضور في قلب كل منكم ، فعندما يأتي الرب للسكن في قلوبنا، يجعلنا أكثر شبها به”.
وشدد على “ضرورة توجيه الشكر للرب يسوع، وللأب معلوف، ولجماعة “رسالة حياة”، وللمتطوعين، ولكل المشاركين في اللقاء، لا سيما الأطفال”.
وأشار الى تقديمه هدية، كناية عن الإنجيل مرفقا بصورة للبابا فرنسيس، الى كل الأولاد المشاركين في اللقاء خاتما كلمته ب ” شكرا يا يسوع لأنك أتيت “.
هذا، وتضمن البرنامج فقرات تنشيط بحضور الفنانين وسام حنا، موري حاتم وشادي قرقماز وملك جمال لبنان بول اسكندر. واختتم بتوزيع حصة غذائية لكل عائلة مع غذاء العيد والهدايا للأطفال، وأقيم تنشيط مع فريق “عيش حياتك” التابع للجماعة.
إشارة الى أن جماعة “رسالة حياة” تعمل طيلة السنة مع هذه العائلات، بحيث تسعى لتأمين حاجاتها المختلفة على قدر الإمكانيات، علما أنها تتكل وبشكل أساسي على العناية الإلهية خصوصا بهدف عيش روح الميلاد في عالمنا اليوم.