وكأنه لم يكن ينقصنا إلا مصيبة جديدة تهدد سلامة طائراتنا، وسط كم المشاكل التي يغرق فيها هذا البلد الصغير فقد أعلن وزير الأشغال يوسف فنيانوس أن المديرية العامة للطيران المدني باشرت صباح اليوم بتركيب الآلات التي تصدر أصواتًا لإبعاد الطيور عن مدارج المطار وأن العمل يسير بوتيرة سريعة.
بعد الكارثة التي هددت سلامة الطيران المدني بسبب تجمّع الطيور حول مطمر ‘الكوستابرافا’ للنفايات، المحاذي لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ما يشكّل خطرًا على الطائرات خلال هبوطها وإقلاعها من المطار، فأعداد الطيور وخصوصًا النورس، تتزايد بشكل تصاعدي منذ بدء العمل بالمطمر في نيسان الماضي، ما يشكل خطرًا فعليًا على حركة الطائرات، لاسيما أن الإختصاصيين يؤكدون أن هذا النوع من الطيور يصل عرضه عند فتح جناحيه إلى نحو 120 سنتيمترًا، ويحلّق بشكل أفقي، بمعنى أنه لا يغيّر وجهته في حال صادف طائرة، ما يؤدي إلى إصطدامه بها أو دخوله إلى محرّكها.
معلومات خطيرة : بعض الطيور بعرض 120 سنتم كارثة جديدة تهدّد الطائرات
وإنفاذًا لقرار قاضي الأمور المستعجلة في جبل لبنان حسن حمدان، الذي صدر أمس الأربعاء 11/1/2017 بالإقفال الموقت لمطمر الكوستابرافا في خلده، أصدر القاضي حمدان قرارًا اليوم 12/1/2017 يقضي بإبلاغ مضمون هذا القرار للمدعى عليهم، حيث جرى تكليف المساعدين القضائيين طارق عويدات وطارق جابر اللذين حضرا اليوم الى المطمر في خلده وأبلغا مضمون القرار للمدعى عليهم وضرورة إنفاذ القرار الصادر بتاريخ 11/1/2017 وجرى إبلاغ المشغل جهاد العرب بضرورة التقيد بنص القرار.
لكن ماذا بعد الإقفال المؤقت؟
يبدو أن غياب الحلول الدائمة ما هو إلا دلالة على الفشل الذي يحيط بحكومة حاولت إستعادة الثقة لكنها حتى الآن لم تقدم أي جديد، وبما أن مشكلة سلامة الطيران المدني’ قديمة – حديثة’ فكان على الحكومة تدارك الموقف قبل وقوعه، فبدل الإقفال المؤقت يجب البحث عن بديل لهذا المطمر الذي يؤثر أيضًا على الصحة وبدلًا من الحديث عن مطامر جديدة يجب العمل على إعادة تدوير النفايات، وإنشاء مصانع لهذا الغرض، كما تجدر الاشارة إلى أن هناك مصانع موجودة لكنها تحتاج فقط إلى تحديث وبالتالي فهذا أفضل الحلول لمعضلة ليست موجودة الا في لبنان.
فبعد هذا الخطر الجسيم الذي يهدد ليس فقط سلامة الطيران المدني إنما اجسادنا فهل سيعود الحراك المدني إلى الواجهة؟ جواب هذا السؤال برهن الأيام القادمة..