من هم هؤلاء المدعوّون من قبل وزير الإعلام ملحم الرياشي (مشكوراً) لتحسين وتنظيم المشهد الإعلامي اليوم؟
أليسوا هم بقسم منهم، لاسيما القيمين على الإعلام المرئي من نزل بالإعلام إلى أقصى درجات الحضيض؟؟
أليسوا هم من حوّل نشرة الأخبار إلى مهزلة لغوية؟
أليسوا هم من أسقط معايير <مذيعة> النشرة على حساب <ستريبتيزوز> النشرة؟
أليسوا هم (ونحن لا نعمّم طبعاً) من نسفوا الفكر والثقافة والتنوير وحتى الترفيه النظيف على حساب <الجأجأة> و<المرقعة> والإثارة الرخيصة، فأفسدوا لا بل دمّروا الذوق العام؟
أليسوا هم من وضعوا <الرجال> جانبا وفتحوا هواءهم لعصابة من <المائعين> باتت متحكمة بالإعلام المرئي اليوم؟ (إنها صرعة وموضة وقحة ومقززة!).
أليسوا هم من خصصوا هواءهم لميريام كلينك عشية انتخاب رئيس للولايات غير المتحدة اللبنانية؟!
أليسوا هم من يلهثون ويتناطحون لضم مراسلة إلى فريقهم، تجاهر بـ <كبيرها> وبالتالي لا تلتزم بأدنى شروط الصدقية المهنية؟
أليسوا هم من يوظفون في التلفزيون الرسمي على أساس طائفي، مهدّدين <هيدي ما حدا يقرّب صوبا> و<هيدا ما حدا يجي صوبه>؟
أما عن رغبة الوزير رياشي ونيته بالتحضير لقانون يتعلق بالأخلاقيات الإعلامية وآدابها، فأرى للأسف، كالعديد من الزملاء، تطبيقه شبه مستحيل.
نحن شعب يهوى وضع العين من ثقب الباب والتلصص على حياة الآخرين.
فلا للموت حرمة عندنا، ولا للدمعة حرمة، ولا للقهر والانكسار حميمية. كل المبادئ تسقط أمام السّبق التلفزيوني، أمام إلهٍ بات يركع له الجسم الإعلامي اليوم ويُدعى الـ…!
<وطن النجوم> تحوّل إلى <وطن النعوش>، لكثرة ما نفثت صورهم وتقاريرهم في جمجمتنا سماً وتشويهاً ودماً.
بتنا، بعد متابعة نشرات الأخبار ليلاً، نخلد إلى القلق وشبح الموت يعانقنا.
ماما سلمى، <خلصت خلصت قصتنا بس كانت قصة بشعة كتير!>.
ستّي، <البطل والبطلة ما لِحقوا يتجوزوا ولا لِحقوا يجيبوا صبيان وبنات>.
رونزا، <مش عم نبرم العالم بنهار، عم نبرم من دفن لدفن ومن عزا لعزا>…
أما بالعودة إلى ورشة العمل فهي تستوجب، يا معالي الوزير، الوقوف عند مشورة وآراء وخبرة أناس محايدين صنعوا مجد هذه المهنة، فتُؤلَّف خلية من أصحاب الإختصاص والخبرة المخضرمين، تنكبّ على دراسة ومناقشة هذا الملف الصعب (وشبه الميؤوس منه)، على أن تُؤخذ آراؤها بعين التنفيذ لا الإعتبار. <تنظيم> إعلامنا وصف غير دقيق للوضع الراهن. فالمسألة بحاجة إلى <تطهير> جذري!
أما أنتم، يا فخامة الرئيس العماد ميشال عون، فندعوكم إلى تطبيق شعاركم <الإصلاح والتغيير> في قناتكم،
أولاً، قبل تطبيقه في إدارات الدولة، لأن قناة الشعب يجب أن تليق بـ<شعب لبنان العظيم>، كما تصفونه.
أما وصفي أنا، فهو أقرب من شعار <ألمازة> : <هيدا نحن… هيدا جوّنا>، و<منستاهل>!!
كوزيت كرم الأندري