عاد الوضع الأمني إلى الواجهة مجدداً. وهذه المرّة من شارع الحمراء في بيروت، حيث أحبطت مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، عملية إنتحارية كان من المفترض أن ينفذها الإرهابي في أحد مقاهي الشارع. وتكشف مصادر معنية لـ”المدن” أن القبض على الإنتحاري جاء بعد تنسيق بين الجهازين، قبيل ساعات من توجهه إلى المكان الذي قبض عليه فيه.
وتفيد المصادر أن الإنتحاري كان يستعد لدخول مقهى الكوستا مرتدياً حزاماً ناسفاً، لكن عناصر القوتين استبقا حصول العملية، بتوقيف الإنتحاري، وانتزعت منه الحزام الناسف، فيما حاول الهرب. وقد نقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية. على أن يُباشر التحقيق معه لمعرفة إذا ما كان معه شركاء آخرين، سواء أكانوا مخططين أم منفذين.
ويتم تداول بطاقة هوية لبنانية باسم ع.ح.ع، من صيدا، مواليد 25 حزيران 1992، باعتبارها بطاقة الانتحاري.
وتأتي هذه العملية الإستباقية، بعد ساعات على توقيف مديرية المخابرات في الجيش، إنتحاري آخر (ب. ش) لبناني الجنسية، في طرابلس. وقد اعترف بأنه يستعد لتنفيذ عملية إنتحارية في إحدى المناطق اللبنانية. واعترف بأنه على تنسيق مع تنظيم داعش داخل سوريا.
وتشير المصادر إلى أن الموقوف اللبناني (ب. ش) اعترف بوجود شركاء له في لبنان، وهم ينتظرون أوامر مباشرة من الرقة عاصمة تنظيم داعش في سوريا، لاختيار الأهداف وتنفيذها في لبنان. وقد اعترف بأسماء عدد من الأشخاص الذين تربطهم علاقات بالتنظيم، ويريدون تفجير أنفسهم، ومن بين هؤلاء بحسب ما أفاد بالتحقيق، الإنتحاري الذي قبض عليه في شارع الحمرا.
وتلفت المصادر إلى أنه بناء على التحقيقات، توصلت مديرية المخابرات إلى الشبكة التي يعمل من ضمنها (ب. ش)، إلا أن أحد الأشخاص وهو الذي يشكل صلة الوصل بين الأفراد، لا يزال متوارياً وغير معروف بالنسبة إليها. وقد بدأت عملية بحث وتقصٍ عن إنتحاري الكوستا، وبناء عليه حصل التنسيق بين الجيش، وشعبة المعلومات بهدف تعقب حركة اتصالاته، التي أدت إلى معرفة مكان سكنه، وراقبته لساعات قبيل القبض عليه، قبل تنفيذ عمليته الإنتحارية.