خلق شريط فيديو لافتراس جمل حيّ وقطع رأسه ثم أكله نيئا في أحد التجمعات الاحتفالية السنوية بالمغرب انتقادات واسعة، فزيادة على تعذيب الحيوان وغياب الرفق به، انتقد الكثير من النشطاء ما اعتبروها مظاهر الجهل التي تعم في بعض هذه التظاهرات.
ويتعلّق الأمر بفيديو التُقط خلال موسم مولاي ابراهيم بقرية تحمل الاسم ذاته بعيدة حوالي 54 كلم جنوب مراكش، وتعدّ المواسم مناسبات سنوية يحتفل بها سكان المناطق التي تحتضن أضرحة ما يعرف في المغرب بـ”الأولياء الصالحين”، وهم شيوخ يشاع أنهم نشروا العلم وكان لهم أثر فقهي كبير، وتستمر المواسم لبضعة أيام، ويتخللها سوق تجاري ومعارض، زيادة على طقوس روحانية.
وفي الفيديو الذي نُشر لأول مرة منتصف كانون الأول الماضي، غير أنه لم ينتشر إلّا في اليومين الماضيين، ظهر شبان في حالة هستيرية يجرون جملا، ثم يبدأ أحدهم بمحاولة قطع رأسه من العنق وليس الرقبة، وآخر يغرس سكينا في سنامه، قبل أن يتجمع عليه عدة أفراد وهو يصرخ، وبعد لحظات التقط أحدهم رأس الجملة بعنقه الطويل ورماه خارج سور، ثم تجمع عليه شباب وبدأوا يقضمون من لحمه.
وظهر في الفيديو بعض الأفراد من الدرك وهم يحاولون ثني بعض الزوار عن الدخول إلى منطقة نحر الجمل، بينما يعلو الهتاف من الحاضرين.
وعم الانتقاد في وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشرت تعاليق من قبيل أن ما وقع يعدّ أقصى درجات الجهل، وطالب آخرون بوقف مثل هذه الممارسات الوحشية.
وقال عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان إن تلك الطريقة الغريبة في نحر جمل لا يمكن وصفها سوى بالتصرف “الإجرامي والوحشي بحق حيوان بريء”، معتبرًا أن المشهد يُظهر جانبا من “أبشع ما تعرفه طقوس الشعودة والسحر”.
وتابع الخضري في تصريحات لـCNN بالعربية أن “المشهد مدان بكل المقاييس وعلى القضاء واجب التحقيق في الموضوع، وعلى السلطات منع مثل هذه الممارسات الحاطة من صورة المجتمع المغربي”، وهي الممارسات المنتشرة لدى شريحة مهمة من المواطنين، ممن “تنتشر في أوساطهم مظاهر الأمية والجهل والأمراض النفسية والعقلية” يشير الخضري.