أمام الجميع مهلة عشرين يوماً لإنجاز قانون جديد للإنتخابات النيابية، وما لم يتحقَّق هذا الهدف نكون أمام مشكلة حقيقية.
ففي الحادي والعشرين من شباط تكون المهلة النهائية لدعوة الهيئات الناخبة، والسؤال الكبير هل سيستطيع المعنيون القيام بكل شيء يلزم الإنتخابات النيابية في عشرين يوماً ؟
الإستحالات تتقدَّم على الصعوبات، والصعوبات تتقدّم على التسهيلات، فماذا يجري عملياً ؟
المُرتاب الأكبر مما يجري من تركيبات انتخابية هو النائب وليد جنبلاط، الذي في أيِّ قانون انتخابي، يريد قضاء الشوف وعاليه دائرة انتخابية واحدة خشية من عاملين:
الأول عدم تمكنه من اختيار المسيحيين في كتلته، والثاني أن يُخرَق بنائب درزي لا يريده، لذا هو بدأ ومنذ أكثر من شهر برشقات من التغريدات تُحذِّر من مشاريع قوانين تحقّق ما يتخوف منه، وفي أحدث تغريداته يقول:
“أتمنى بعض التروي والحوار بدل الإستبعاد أو التهميش حول قانون الإنتخاب الجديد وفق الطائف”.
الرئيس العماد ميشال عون حدد السقف الذي يريده:
“قانون جديد، لا لقانون الستين، لا تمديد لمجلس النواب الحالي، وإذا خيِّرت بين التمديد والفراغ فإنني أختار الفراغ”.
بهذا المعنى فإنَّ الرئيس عون لن يوقّع في عشرين شباط المقبل على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ما لم تكن في سياق قانون جديد، وعندها يبدأ العد العكسي للفراغ، بمعنى أن يستفيق اللبنانيون في 21 حزيران المقبل من دون مجلس نواب.
ولعل من أفضل مَن يترجم مواقف العماد ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، وفي أحدث إطلالة تلفزيونية له مع الإعلامي جورج صليبي، يقول:
“لا يمكن أن يتوقف القانون على شخص واحد قد لا يكون مناسباً لكتلته السياسية” لكنَّه يستطرد:
“يمكن أن يكون جزء من التفاهم أن نصل إلى ضمِّ عاليه والشوف ضمن دائرة واحدة”.
لكن الأهم في ما يقوله باسيل “إننا سننزل إلى الشارع للضغط في اتجاه قانون جديد، إذا لم يتحقق القانون الجديد، وعندها لن يكون خيارنا بأقل من النسبية الكاملة أو القانون الأرثوذكسي”.
ماذا عن سائر الأطراف ؟
دوائر الرئيس نبيه بري، وعلى طريقتها، توحي بأنَّ العمل ما زال في بدايته، فتقول:
قانون الإنتخابات ما زال في مرحلة “أبجد” ولم يصل إلى مرحلة “هوَّز”.
تعترف دوائر الرئيس بري بأنَّ الإجتماعات تركِّز على قانون المختلط، لكنها لا تخفي وجود سيناريوهات متعددة لم تحظَ حتى اليوم بالتوافق أو الإجماع. حتى أنَّ الإجتماع الرباعي الذي انعقد أمس، لم يتوصل إلى نتيجة حاسمة.
حزب الله، المشارك في اجتماع اللجنة الرباعية، يتكتَّم على المداولات لكن أوساطه لا تُخفي أنَّ القانون لا يزال في بداية الطريق. لا جديد خرج إلى النور من اللقاءات الرباعية، والحال على ما هي عليه… صيغ وأرقام وتقسيمات يطرحها البعض في الإعلام، لا تتوافق مع أيِّ اتفاق أو حتى مع أيِّ فصل من الحوار الدائر حول القانون العتيد.
أيام عصيبة يواجهها قانون الإنتخابات، فهل تتم الولادة بعد عودة الرئيس عون من إحدى زياراته للخارج ؟
أم أنَّ الأزمة الأولى للعهد ستكون مع قانون الإنتخابات ؟
الهام سعيد فريحه