هذه 6 من أغرب المجموعات العسكرية بالتاريخ

يعتقد الكثيرون أنّ مهام وحدات الجيوش في العالم يكون هدفها جميعاً التدمير، والقتل، والتخريب فحسب، ولكن على العكس تماماً هناك العديد من الفرق، والوحدات العسكرية التي تعمل طيلة الحروب على إتمام مهام بعيدة عن القتال.

فيما يلي نستعرض أغرب الفرق العسكرية في التاريخ سواء على مستوى المهام الموكلة إليها أو على مستوى تكوينها وأفرادها.

1- جيش الأشباح

نفّذت هذه الفرقة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية مهمتها بنجاح، وكانت هذه الوحدة هي المقر الثالث والعشرين للوحدات الخاصة بالجيش البريطاني، والتي ضمّت حوالي 1100 جندي تلقّى جميعهم تدريباً قتالياً قليلاً جداً، وبخلاف ذلك كانوا عبارة عن مجموعة من الفنّانين، والرسّامين، والمصمّمين ومهندسي الصوت وبعض مختصي الإذاعة، وذلك لبُعد مهمّتهم عن القتل، إذ كانت تنحصر في تضليل وخداع جيش العدو.

فيما استخدمت الفرقة البريطانية عقلها ومواهبها في تضليل وخداع القوات الألمانية، فقد تم تجنيد الفنانين والشخصيات الإعلامية والاعتماد على خطّط وهمية لبث الرعب في قلوب الجيش الألماني، إذ استخدموا معدّات من القوات البريطانية، لكنها كانت زائفة، كالدبابات الوهمية، والمدفعيات، والطائرات الوهمية، ومكبرات صوت لنشر الأصوات والضوضاء.

بسبب هذا اعتقد الألمان في إحدى المرات بأن هناك وحدة تبلغ 30 ألف جندي، مما دفعها إلى الانسحاب من أمام الجيش البريطاني.

كان من بين تلك الخطط الوهمية، أن تجهّز الفرقة البريطانية نفسها بدبابات قابلة للنفخ، وسيارات جيب، وشاحنات، وطائرات، يتم نفخها بضاغط للهواء، لتمويه الاستطلاع الجوي الخاص بالعدو، وإنشاء مطارات وهمية في ساعات معدودة، وتسجيلات خاصة لمهندسي صوت محترفين تحتوي على أصوات، وضوضاء الجنود وبثّها في مركبات صوت يصل مداها إلى 24 كيلومتراً تقريباً لبث الرعب في قلوب العدو.

واستطاع جيش الأشباح اختراق شبكات الراديو اللّاسلكية وانتحال شخصيات مشغلي راديو حقيقيين لإرسال رسائل زائفة للعدو، كما قام الرسّامون برسم جنود على المركبات المزيّفة وطلاء قطع من القماش بأشكال الجنود مع تزويد الجيش ببعض المعدات الحقيقية ليبدو الأمر واقعياً بدرجة كبيرة.

2- الثلاثة عشر القذرون

لم تكن تسميتهم بهذا الرقم من قبيل الصدفة، فقد كانوا ثلاثة عشر جندياً، ليسوا مدانين ولا قتلة، ولكنّهم كانوا مجموعة من الأشخاص غير الأسوياء، لم تردعهم أية قوانين أو لوائح، بل اتّسموا بعدم الانضباط، وكان الفريق أحد الوحدات الرسمية للمظلات خلال الحرب العالمية الثانية.

خلال معركة نورماندي، قام الفريق بتفجير جسر لوقف التعزيزات الألمانية قبيل معركة Bulge، وقد كُلّفوا بمهام خطيرة للغاية، وضرورية، لذلك كانت لهم الحرية في التعامل والتصرف بخلاف وحدات الجيش الأخرى، وكانت هذه الفرقة ضمن جيش الولايات المتحدة الذي خاض حروباً ضد الحملة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية.

كما كانت ثكناتهم العسكرية في حالة من الفوضى العارمة باستمرار (ومن هنا جاء الاسم)، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، فقد سرقوا مركبات عسكرية وقطارات وفجّروا ثكنات عسكرية فقط من أجل المتعة، وقد كان تدريبهم فقط من أجل تدمير ثكنات وأهداف العدو العسكرية وراء خط النار، وقد عانى بعضهم من الأسر والجرح، لكنّهم كانوا يتِمّون مهامهم على أكمل وجه.

ارتبط الاسم بعددهم لكنّ وصفهم بالقذارة كان بسبب أشياء أخرى، فقد كانوا يستحمون ويحلقون مرة واحدة أسبوعياً، ولم يقوموا بتنظيف ملابسهم، كما كانت لهم عادات غريبة في الأكل.

3- فرقة المثليين المقدّسة

تكوّنت الفرقة في القرن الرابع قبل الميلاد من حوالي 150 زوجاً من الذكور المثليين، تم تجميعهم تحديداً من منطقة بلوتارخ اليونانية، ليكونوا حراساً للقلعة، وكانت الفرقة بالكامل من المتحابين جنسياً من الذكور، لذلك سمّيت بالمقدسة إشارة إلى أنها فرقة مكوّنة من الرجال الذين يقدّسون بعضهم البعض من خلال الالتزامات المتبادلة بين الحبيبين.

تشكّلت فرقة أخرى بالاسم نفسه خلال الحرب العالمية الثانية في عام 1942 بالشرق الأوسط، وكان جميعهم من الضباط والجنود اليونانيين، وقاتلوا على طول الصحراء الليبية وبحر إيجه وهاجموا القوات الفرنسية في تونس وتم حلّ الفرقة في عام 1945.

4- البيرسيركيون الهمج

في بداية عصر الفايكنغ، أنشئ عدد قليل من المؤسّسات العسكرية في الدولة الإسكندنافية، بلغت حوالي 800 جماعة، وكثُرت المنظمات تدريجياً بدخول المجتمع تحت طائلة الحكم الواحد، ومن بين هذه المؤسّسات والجماعات كان البيرسيركيون، الذين خدموا ملوك العصور الوسطى وتطوّرت لتكون النخبة النبيلة.

وفقاً للتاريخ الإسكندنافي، فقد كان البيرسيركيون فئة من المحاربين المتوحّشين الهمج الذين خاضوا حروب الفايكنغ، واتسموا بالهمجية والقتال الهستيري، وبعيونهم التي تمتلئ بالشر والغضب، وكانوا لا يتوقفون عن القتل لأي سبب، بل يعيثون في الأرض فساداً، وكانوا يرتدون جلود الذئاب والدببة عاريي الصدور، يقتلون، ويغتصبون وينهبون مثل الوحوش الشرسة.

فيما كان حلفاؤهم يهابونهم أيضاً، خشية التحوّل عليهم في حالة عدم وجود حروب، فقد كانوا في حالة السكر والغضب يبدأون في اغتصاب وقتل حلفائهم لإشباع شهوة الدم التي سيطرت عليهم. استفادت النخبة الحاكمة من غضب هؤلاء الهمج للسيطرة على الحكم ووضعوهم في صدارة الجيش أمام الأعداء.

وترجع همجيتهم لتناولهم فطرا يُدعى “الأمانيت الطائر” وهو فطر مشهور بسبب الهلوسة لاحتوائه على المؤثرات العقلية المعروفة باسم المسكيمول، وهي مادة مُسكِرة ومخدّرة، وقد حدثت للبيرسيركيون نوبات من الهيجان، والعواء مثل الحيوانات البريّة مع رغوة بالفم، ومن الغريب أنهم كانوا يقضمون الدروع الحديدية بأسنانهم دلالة على شدة الغضب وشراهتهم للقتل!

5- جيش من اللصوص

قد تُضطر الجيوش في حالات الحرب إلى الاستعانة بغير المؤهلين لإتمام مهام معينة، وينجحون في ذلك بكل سهولة، من بين هذه الفرق التي تمت الاستعانة بها كان “لصوص ميريل” وترجع تسميتهم بهذا الاسم تكريماً لزعيمهم العميد فرانك ميريل، وذلك بعدما استعان بهم الجنرال جوزيف ستيلويل قائد المنطقة الشمالية للقوات العسكرية الأميركية آنذاك، لإتمام مهام انتحارية وراء خطوط القوّات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.

شُكّلت المجموعة لتكون ضمن الجيش الأميركي وذلك بعد طلب من الرئيس روزفلت بالبحث عن متطوعين لمهام خطيرة جداً، وتطوّع أكثر من 3000 جندي، اختير منهم ستّ فرق مكافحة، ضمت كل فرقة حوالي 400 رجل، وكانت مهامهم تنحصر في أماكن بعيدة المدى وراء خط العدو، مثل مهام العمليات الخاصة.

وفي عام 1943، تم تعيين فرانك ميريل قائداً لهذه الفرقة الخاصة بالجيش الأميركي التي كان من أهدافها مضايقة واستنزاف قوى الجيش الياباني في منطقة بورما، وقاتلوا لمدة وصلت إلى أكثر من خمسة أشهر خلف خطوط القوّات اليابانية، كما حاربوا في خمس مواجهات مباشرة مع قوات العدو.

وعانى خلال هذه الفترة فرانك ميريل من أزمة قلبية، وتولّى العقيد تشارلز هنترن المهمة بديلاً عنه في مهمتهم الأخيرة ضد القوات اليابانية في ميتكيينا، وحين تم حلّ الفرقة في أواخر عام 1944 كان الباقي منها حوالي 200 عضو، بعدما قتل منهم حوالي 272 شخصاً، وأصيب 955 وأُجلي حوالي 980 بسبب المرض.

6- فرقة “رجال الآثار” العسكرية

خلال أوقات الحروب تكثر عمليات تهريب الآثار والكنوز الخاصة بالبلدان التي تقع في مواجهة الأعداء، ولحماية الممتلكات التاريخية والكنوز تم تكوين هذه المجموعة في أوروبا من قبل قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وكان هدفها الأسمى في البداية حماية الآثار، والمخطوطات، والرسومات الفنية النادرة، لكنّها تطورت لتقوم بتتبع وتحديد أماكن الآثار المنهوبة واستعادتها.

تكونت هذه الفرقة من حوالي 345 فردًا، رجالاً ونساء من حوالي 13 دولة جميعهم من مؤرخي الفن، وأمناء المتاحف، وعلماء الآثار، للمساعدة في حماية المباني التاريخية بدلاً من أن تصبح ضحية للحروب المستمرة، وكان هدف هذه الفرقة التصدي لأي عدو يفكر في النيل من الآثار والكنوز الخاصة بالبلاد، وحفظ الآثار من الحلقات التدميرية في الحرب واستعادة الكنوز والآثار التي سرقت من قبل أدولف هتلر والنازيين.

تحدّت هذه الفرقة الخطوط الأمامية للأعداء واستعادوا بعض الآثار المنهوبة، وقد كانت مهامهم خطيرة حيث قتل اثنان من الفرقة إثر معركة بينهم وبين النازيين لحماية الأعمال الفنيّة، كما ظلّت عدّة مئات من هذه الفرقة في ألمانيا والنمسا وإيطاليا واليابان بعد انتهاء الحروب، وذلك لتنسيق عودة الأعمال الفنية المسروقة والممتلكات الثقافية التي حموها من العدوان.

اخترنا لك